تذكّروا هذا الاسم.. ماذا قال نتنياهو عن فخري زادة قبل عامين من اغتياله؟
كتبت- رنا أسامة:
شبّه موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي اغتيال العالِم الإيراني محسن فخري زادة في خطورته، بمقتل مهندس العمليات العسكرية للجمهورية الإسلامية، قاسم سليماني في غارة أمريكية تم تنفيذها بأمر من ترامب قرب مطار بغداد الدولي في يناير الماضي.
اغتيل زادة، الأب الروحي لبرامج الأسلحة النووية والصاروخية الإيرانية، أمس الجمعة، في هجوم بدماوند في محافظة طهران، خلال نزاع مسلح بين مجهولين وحراسه الشخصيين، حسبما أكّد الحرس الثوري الإيراني.
وصرح شرير حيدري، رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني للصحفيين، بأن العالم الإيراني لقي حتفه عندما "انفجرت سيارة أمام سيارته وأعقبها إطلاق نار من قبل إرهابيين" مما أدى إلى مقتله وأحد حُراسه الشخصيين.
"تذكروا هذا الاسم"
وتوجّه إيران أصابع الاتهام لإسرائيل في اغتيال زادة. وفي وقت سابق السبت، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، إسرائيل باغتيال زادة، مؤكدًا أن الحادث لن يبطئ برنامج إيران النووي.
وشدّد روحاني على أن بلاده سترد "في الوقت المناسب"، لكن مقتل زادة لن يدفع إيران إلى اتخاذ قرارات متسرعة.
وفيما لم تُعلّق إسرائيل رسميًا على الاتهام، لفت "ديبكا" إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدّث علنًا عن العالم الإيراني لأول مرة قبل عامين من مقتله، أثناء كشفه النقاب عن مستندات أرشيفية، ووصفه حينها بأنه رئيس مشروع نووي سري لطهران.
وقال الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي إن نتنياهو ذكر اسم زادة في عام 2018، عندما كشف النقاب تليفزيونيًا عن أرشيف نووي قال إن عملاء الموساد أزالوه من مستودع سري بطهران.
ونشر نتنياهو للصحفيين حينها صورة فوتوغرافية للعالِم النووي الراحل، قائلًا: "تذكروا هذا الاسم، فخري زاده"، بحسب ديبكا.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقتذاك، إلى أنه وبعد نجاح الموساد في الكشف عن الدور العسكري لمركز أبحاث الفيزياء الإيراني (PHRC)، غيّر المركز اسمه إلى معهد الفيزياء التطبيقية تحت الاسم الرمزي "أماد".
ووفق ديبكا، تولى زادة منصب رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا لدى وزارة الدفاع الإيرانية، واستمر في البرنامج السري للأسلحة النووية بعد أن وقّعت إيران الاتفاق النووي لعام 2015 مع 6 دول عالمية.
"موحي للغاية"
وقال ديبكا إن توقيت اغتيال زادة "موحي للغاية"؛ لا سيّما وأن الرئيس الأمريكي المُنتخب جو بايدن يخطط لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي بعد انسحاب ترامب، وربما يعامل إيران بقدر أكبر من التساهل.
ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن اغتيال زادة، حجر الأساس في مساعي إيران لصنع قنبلة نووية، لكن رجّح ديبكا ألا يتبنّاه أحد رسميًا، بخلاف الاغتيالات السابقة التي طالت علماء ذرة إيرانيين.
وأشار ديبكا إلى أن ثمّة سؤال رئيسي يلوح في الأفق: هل سترد إيران على الضربة القاصمة لتطلعاتها النووية؟ وكيف؟
ويُعتقد أن الاغتيال ربما حاز على دعم أمريكي؛ فقد فكّ ترامب في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في وقت سابق من هذا الشهر.
كما تعهّد الرئيس الأمريكي المُنتاهية ولايته بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، كما فعلت إسرائيل.
والعام الماضي، بدأت إيران في الانسحاب من التزاماتها بالاتفاق النووي، بعد عام من انسحاب الرئيس الأمريكي المُنتهية ولايته دونالد ترامب من وفرض عقوبات شديدة على البلاد.
وقبل شهر، وثّقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدة انتهاكات جديدة للاتفاقية. وقالت إيران في وقت سابق هذا الأسبوع إنها بدأت في حقن غاز هيكسافلوريد اليورانيوم في أجهزة طرد مركزي بمنشأة نطنز النووية.
فيديو قد يعجبك: