لمن تشير أصابع الاتهام في اغتيال العالم النووي الإيراني الأبرز فخري زادة؟
كتب – محمد عطايا – محمد صفوت:
أعلن التليفزيون الإيراني، مقتل أحد أبرز العلماء في طهران، في مجال الطاقة النووية، محسن فخري زادة.
اغتيل فخري زادة بعد إطلاق مسلحين النار بكثافة على سيارته، في أحد شوارع العاصمة طهران، في عملية لم تعلن حتى اللحظة أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.
ورغم محاولات الكوادر الطبية لإنقاذ العالم الإيراني، إلا أن وزارة الدفاع الإيرانية أكدت اغتيال محسن فخري زادة، وفشل محاولات إنقاذه، بعد تعرضه لهجوم مسلح وصفته الوزارة بالإرهابي.
وقالت وزارة الدفاع إن العالم محسن فخري زادة كان رئيس مركز الأبحاث العلمية في الوزارة، واعتبر وزير الدفاع أمير حاتمي أن اغتيال العالم البارز محسن فخري زادة يُظهر عمق كراهية الأعداء لإيران.
أدان القادة في إيران عملية اغتيال العالم فخري زادة، واعتبروا ذلك الحادث عملية إرهابية، مطالبين المجتمع الدولي بإدانة تلك العملية ومعاقبة مرتكبيها.
وأشار أغلب القادة في طهران، إلى أن إسرائيل تقف بشكل مباشر وراء تخطيط وتنفيذ عملية اغتيال فخري زادة.
المتهم الأول
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن هناك مؤشرات تثبت تورط إسرائيل في عملية الاغتيال، حسبما ذكرت وكالة فارس.
وأكد أن: "هذه الخطوة الجبانة التي توجد فيها مؤشرات جادة على تورط إسرائيل التي كشفت عن محاولات عدوانية من جانب منفذيها الذين أصيبوا بالإفلاس".
نظرًا لتاريخ عمليات الاغتيالات التي نفذها الموساد الإسرائيلي بمساعدة الولايات المتحدة، فلم يكن غريبًا أن تكون إسرائيل هي المتهم الأول في وجهة نظر إيران.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن مسؤول أمريكي، مع اثنين من مسؤولي الاستخبارات الأمريكية، قولهم إن إسرائيل كانت وراء الهجوم على العالم الإيراني.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أنه لم يتضح مدى المعلومات التي ربما تكون الولايات المتحدة على علم بالعملية مقدمًا، لكن البلدين هما أقرب الحلفاء ولطالما تبادلا المعلومات الاستخباراتية بشأن إيران.
عملية معقدة
إسرائيل لم تكون وحدها، ولكنها بمساعدة الولايات المتحدة، ونشطاء معارضين من داخل إيران نفسها، تمكن جهاز الموساد من اغتيال فخري زادة، وذلك وفقا للمحللة في الشؤون الأمنية الأمريكية، إيرينا تسوكرمان.
وقالت تسوكرمان في تصريحات لمصراوي، اليوم الجمعة، إن مثل تلك "العمليات المعقدة"، ينفذها عادة الموساد، الذي له باع طويل في القيام بتلك المهام خارج أرضه.
وأضافت أنه قبل عدة سنوات، اغتالت إسرائيل عدة علماء نوويين إيرانيين في عام واحد، وقبل عامين نجحت في تهريب مجموعة من الوثائق الإيرانية المتعلقة ببرنامجها النووي إلى خارج البلاد.
وذكر تقرير سابق للوكالة الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية، أن زادة أشرف على أنشطة: "لدعم البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الإيراني"، في إطار ما يسمى بخطة "أماد" ووصفه تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2011 بأنه "المسؤول التنفيذي" لخطة أماد وهو شخصية محورية في العمل الإيراني لتطوير التكنولوجيا والمهارات اللازمة لصنع القنابل الذرية، وأشار إلى أنه ربما لا يزال لديه دور في مثل هذا النشاط، حسبما ذكرت رويترز.
وكانت إسرائيل قالت إنها استولت على جزء كبير من أرشيف إيران النووي يشرح بالتفصيل خطة "أماد"، وظهر بنيامين نتنياهو في لقاء تليفزيوني في أبريل ٢٠١٨، تحدث حول الأرشيف النووي الإيراني.
وصنف نتنياهو، فخري زادة كشخصية قيادية في البرنامج الإيراني، تتخفى بالعمل المدني ستارًا للعمل السري في تطوير الأسلحة النووية، وقال نتنياهو وقتها: "تذكروا هذا الاسم، فخري زادة" فهو يواصل العمل في مشاريع إيرانية سرية لتطوير البرنامج النووي.
وفي نفس العام، ألمح رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، في حوار صحفي، إلى أن زادة يمكن أن يصبح هدفًا لإسرائيل، مضيفًا: "أعرف فخري زادة جيدا، هو لا يعرف مدى معرفتي به، وإذا التقيت به في الشوارع على الأرجح سأتعرف عليه" مؤكدًا أن زادة ليس لديه حصانة ولا يعتقد أن يصبح لديه حصانة.
وقبل أيام، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها، عن مخاوف داخل الإدارة الأمريكية الحالية من محاولات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إحداث فوضى على المسرح العالمي، بطلبه من كبار المسؤولين الأمريكيين في إدارته، خيارات قصف إيران، مما يهدد بموجة فوضى عارمة على المسرح الدولي.
وذكرت "نيويورك تايمز" في تقريرها أن كبار المسؤولين نصحوا ترامب بعدم توجيه ضربات لمواقع نووية إيرانية محذرين من خطر نشوب صراع كبير في المنطقة والعالم، لكنها قالت إن الرئيس المنتهية ولايته، بدا متراجعًا عن الفكرة إلى حد ما، لكنه لم يتخل عنها تمامًا، مضيفة أنه لا يزال يفكر في شن هجمات على إيران أو حلفائها ووكلائها في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اطلعوا على الاجتماع، قولهم: إن شن هجوم صاروخي على إيران لم يعد مطروحًا على الطاولة في نهاية الاجتماع، فيما لا يزال ترامب يبحث عن طرق أخرى؛ لتوجيه الضربة لطهران.
وأعرب مسؤولون كبار في واشنطن، عن مخاوفهم من سياسة ترامب في الفترة الأخيرة، خاصة بعد إقالة وزير الدفاع مارك أسبر، وعدد من كبار المسؤولين في البنتاجون، وتعيين حلفاء له، مشيرين إلى احتمالية أن يبدأ ترامب هجومًا ضد إيران وحلفائها في المنطقة في الأيام الأخيرة لولايته، ما يصعب مهمة بايدن خاصة المتعلقة بإعادة بلاده إلى الاتفاق النووي الإيراني كما وعد سابقًا.
على الناحية الأخرى أصدرت الحكومة الإسرائيلية، تعليمات للجيش بالاستعداد لضربة أمريكية محتملة ضد إيران خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، حسبما أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين لم يحدد هويتهم.
لمتابعة كل ما يتعلق باغتيال العالم النووي الإيراني.. (اضغط هنا)
اقرأ أيضا:
قبل فخري زادة.. 4 علماء ذرة إيرانيين غيّبهم الاغتيال (تفاعلي)
محلل أمريكي: هذا ما ينتظر العالم بعد اغتيال كبير علماء الذرة الإيرانيين
تهديدات بالانتقام والتوعد لإسرائيل.. كيف ردت إيران على اغتيال عالمها فخري زادة؟
اغتيال عالم نووي إيراني .. اتهامات لإسرائيل ولا تعليق من تل أبيب وواشنطن
تحدث عنه نتنياهو واُغْتِيلَ بعدها بعامين.. من هو العالم النووي الإيراني الأبرز فخري زادة؟
فيديو قد يعجبك: