الجارديان: ما تحديات الـ100 يوم الأولى لبايدن إذا وصل للبيت الأبيض؟
كتب- محمد صفوت:
مع اقتراب يوم الحسم لسباق الرئاسة الأمريكية، يتقاتل المرشحان الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطي جو بايدن، لكسب أكبر قاعدة من المؤيدين.
وتشكل الأيام القليلة عقب الانتخابات تحديًّا خاصًا للمرشح الديمقراطي حال فوزه بالانتخابات؛ إذ توجد أمامه ضغوطًا هائلة وقائمة طويلة من الأولويات تتنوع بين السياسة الخارجية مرورًا بأزمة كورونا وصولًا إلى أزمة المناخ، مما يعكس العديد من التغييرات الصارخة لسياسة سلفه.
وسلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير لها الضوء التحديات المحتملة لبايدن في أول 100 يوم له في البيت الأبيض، متحدثة مع مسؤولين من حملته الانتخابية وديمقراطيون.
كورونا هدفه الأول
تمثل جائحة كورونا التي ضربت العالم وتصدرت أمريكا قوائم الضحايا بأكثر من 8.7 ملايين إصابة ونحو 220 ألف حالة وفاة، المهمة الأولى الأكثر إلحاحًا لبايدن.
لكن المهمة الأولى والأكثر إلحاحًا في أول 100 يوم له في البيت الأبيض- حال فوزه- ستمثل في طرح خطة وطنية واتخاذ خطوات لإصلاح تداعيات الجائحة على الاقتصاد.
يقول سايكات تشاكرابارتي، ناشط ديمقراطي: "عليه (بايدن) أن يفعل شيئًا تاريخيًّا، سيُنتخب بشكل أساسي للقيام بهذا ولعل هدفه الأول هو مكافحة الوباء ومعالجة الضرر الاقتصادي".
فيما ترى نيرا تاندين، المسؤولة السابقة في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، أن أفضل السيناريوهات المتوقعة أن يُنتخب بايدن بأغلبية ساحقة ويسيطر الديمقراطيون على الكونجرس بمجلسيه، وإذا حدث ذلك، يمكن لبايدن وفريقه أن يسنوا أكثر خططهم طموحًا.
وتشير التوقعات إلى وفاة أكثر من 350 ألف أمريكي بالفيروس بحلول حفل التنصيب في يناير 2021، وتقترح حملته خطة وطنية لزيادة فحوصات كورونا وحزم اقتصادية إضافية للأسر المتضررة، بقيمة ٢ تريليون دولار، والتي رفضها الجمهوريون خلال الأسابيع الماضية.
وترى تاندين، أن الأكثر أهمية لمعالجة الأزمة سن حزم تشريعية جديدة لاحتواء الوباء، ثم الاستجابة للتداعيات الاقتصادية.
وسيدفع "بايدن" أيضًا من أجل تمديد قانون الرعاية الصحية المعروف باسم "أوباما كير"، والذي حاول ترامب وحلفاؤه مرارًا تفكيكه.
الانتشار النووي
بضعة أيام بعد حفل التنصيب، قبل انتهاء معاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية الموقعة بين روسيا وأمريكا، وسط مساعي حالية لتمديدها، الأمر الذي قالت روسيا في وقت سابق إنها ستوافق عليه، وتسبب ترامب في تأخير تمديد المعاهدة طوال فترة رئاسته لإصراره على إدراج الصين بالمعاهدة، وسط رفض بكين بحجة أن ترسانتها النووية أقل بكثير من ترسانة واشنطن وموسكو. وإذا كانت موسكو على استعداد (وقد اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، فيمكن تمديد المعاهدة لخمس سنوات من خلال تبادل المذكرات الدبلوماسية.
وتعهد بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، على الرغم من أن توقيت ذلك سيعتمد على اتفاق التسلسل مع إيران بشأن ما يتعين على طهران فعله أولاً للعودة إلى الامتثال الكامل. مع قيود خطة العمل المشتركة الشاملة على أنشطتها النووية.
ويرجح بين رودس، مستشار السياسة الخارجية لأوباما، أن يسعى بايدن لإعادة بناء النظام الدولي، بالتركيز مرة اخرى على المعايير والاتفاقيات والمعاهدات.
العودة للمنظمات والاتفاقيات الدولية
أكد كبار الديمقراطيين أنه سيتحرك فورًا لاستعادة عضوية واشنطن في منظمة الصحة العالمية واستئناف المساهمات المالية، وإعادة واشنطن إلى اتفاقية باريس للمناخ والتي من المقرر أن تخرج منها واشنطن في 4 نوفمبر، بعد 24 ساعة من يوم الانتخابات، وإلغاء حظر السفر الذي فرضته إدارة ترامب على المسافرين من الدول الإسلامية.
ويقول مات داس، مستشار السياسة الخارجية لبيرني ساندرز، إن هناك قائمة كاملة بالأشياء التي قام بها ترامب في السلطة التنفيذية التي يسهل عكسها إلى حد ما منها إعادة الاستثمار بشكل أساسي في الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، واتفاقية المناخ، والاتفاق النووي الإيراني، متساءلاً كيف يمكنك الانتقال إلى الخطوة التالية والخطوة التي تليها والبدء في نقل أجندة جديدة؟.
التركيز على الديمقراطية
تعهد بايدن بالتركيز على الشراكة الديمقراطية خارج أوروبا وأمريكا في عامه الأول، معلنًا عن عقد قمة من أجل الديمقراطية كوسيلة لتعبئة الرأي العام العالمي خلف بلاده.
وأشار رودس إلى مكافحة التضليل والتهديدات للديمقراطية كأولويات عالمية جديدة حيث قد يتعين تطوير المؤسسات والسياسات من الصفر، ويرى أن موقف واشنطن من الديمقراطية يمثل أولوية عاجلة للعالم، ويرجح بذل بايدن لجهد أكبر لإعادة توحيد شكل من أشكال مجتمع الديمقراطيات، ليس فقط في التحالفات لكنها حول فكرة الديمقراطية نفسها
وسيكون هناك ضغطًا من التقدميين في الحزب الديمقراطي لتجاوز إعادة تشكيل النظام الدولي إلى ما قبل ترامب، ولا سيما في إعادة تقييم علاقات الولايات المتحدة مع الحلفاء المستبدين
حلفاء محتملين في البيت الأبيض
تعمد بايدن بجعل بلاده أكثر تنوعًا من أي دولة أخرى، ومع اقتراب يوم الحسم، ظهرت توترات بشأن شكل الإدارة المحتملة، واستطلعت المجموعات الديمقراطية، الأعضاء وبدأت في وضع الاستراتيجيات، وقدمت طلقات تحذيرية حول الكيفية التي يجب أن يعمل بها بايدن لقيادة إدارته المحتملة.
ودعا القادة الديمقراطيون إلى أن تشمل إدارة بايدن الأمريكيين الأفارقة، لكن فيما يتعلق بالأيديولوجية ، بدأ الديمقراطيون الليبراليون في الضغط بهدوء من أجل أبطال حصول التقدميين على مناصب قوية رفيعة المستوى، ومن المتوقع أن يجلب بايدن حلفاء مقربين إلى البيت الأبيض، وكثير منهم أكثر وسطية من الليبراليين.
إصلاحات الشرطة
تسببت الاحتجاجات العنصرية التي اندلعت عقب وفاة جورج فلويد في جعل إصلاحات الشرطة أمرًا بالغ الأهمية، لكنها لن تنجو في ظل الجمود الحزبي وانقسام الكونجرس بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ما يجعل سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ بجانب مجلس النواب أمرًا أكثر أهمية لبايدن نفسه لتمرير حزم قوانينه الجديدة المحتملة.
في النهاية يعتمد مصير الأيام المائة الأولى لبايدن إلى حد كبير على الحزب الذي يسيطر على مجلس النواب ومجلس الشيوخ وغالبًا ما يجلب الرؤساء القادمون معهم أغلبية جديدة في مجلس الشيوخ.
والسيطرة على مجلس الشيوخ أمر بالغ الأهمية لرئاسة بايدن، وبدونها من المؤكد أن الكثير من أجندته ستبقى في طي النسيان. ورغم ذلك قال بايدن إن هناك مجموعة "خفية" من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين المنفتحين على العمل مع الديمقراطيين في ظل إدارته.
فيديو قد يعجبك: