صحف سودانية عن التطبيع مع إسرائيل: "هدنة حرب أم علاقات رسمية؟"
كتبت- رنا أسامة:
ألقت صحف سودانية الضوء على موافقة السودان على التطبيع مع إسرائيل، ليُصبح ثالث بلد يُقيم علاقات رسمية في غضون أشهر مع الدولة العبرية بعد كلٍ من الإمارات والبحرين.
جاء ذلك بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب التي أُدِرج فيها عام 1998، لتُطوى بذلك حقبة مريرة من العقوبات والتوترات مع واشنطن
واتفق الطرفان على البدء في خطوات للتعاون التجاري والاقتصادي، في احتفال افتراضي بالبيت الأبيض جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والرئيس الانتقالي السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ورئيسي الوزراء السوداني عبدالله حمدوك والإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
"هدنة حرب"
اعتبر ترامب الاتفاق على بدء التطبيع بين السودان وإسرائيل "خطوة عملاقة" تجاه بناء السلام في الشرق الأوسط، وأشاد به نتنياهو واصفًا إياه بأنه "عهد جديد" للمنطقة.
غير أن بعض الكُتاب في صحف سودانية نظروا إلى الاتفاق باعتباره مجرد "هدنة حرب".
فكتب نصر رضوان في "الانتباهة" أن "الاتفاق الذى أجرب (أمس الجمعة) هاتفيًا بين ترامب ونتنياهو وحكام السودان الانتقاليين هو مجرد هدنة فى حرب أصلًا لم تكن مباشرة بين السودان وإسرائيل، إنما كان المقصود منها وقف توريد السلاح لحماس من السودان، وهذا لن يحدث ولن تتأثر حماس بنقص في امدادات الصواريخ لها".
وتابع: "ما يهمنا أنه لن يكون هناك تغير للأفضل في معيشة الإنسان السوداني الفقير بل سيزداد الفاسدين ثراءً وسيزداد الشرفاء والفقراء فقرًا لأن الصهيونية العالمية جشعة في نظمها الربوية الاقتصادية ولا تقرب إليها إلا الأثرياء الفاسدين".
ولفت الكاتب السوداني إلى ما حدث اقتصاديًا في الدول المُطبّعة مع إسرائيل منذ عقود، وكيف تحولت مجتمعاتها إلى طبقتين؛ طبقة محدودة العدد مقربة من الحكومة تملك وتتمتع بكل شيء، وطبقة كبيرة هي كل الشعب وتعمل كأجراء لدى الشركات العالمية الصهيونية العابرة للقارات..".
"اتفاق تاريخي"
أما "الراكوبة" التي نشرت نص البيان السوداني الأمريكي الإسرائيلي المشترك، فوصفت الاتفاق بالتاريخي، وقالت إنه "شهادة على النهج الجريء والرؤية للقادة الأربعة".
وذكرت أن هذا الاتفاق يأتي بعد عقود من العيش في ظل ديكتاتورية وحشية، ليتولى شعب السودان زمام الأمور أخيرًا. مُضيفة: "لقد أظهرت الحكومة الانتقالية السودانية شجاعتها والتزامها بمكافحة الإرهاب، وبناء مؤسساتها الديمقراطية، وتحسين علاقاتها مع جيرانها".
ورأت أن هذه الخطوة من شأنها أن تعمل على تحسين الأمن الإقليمي وإطلاق فرص جديدة لشعب السودان وإسرائيل والشرق الأوسط وأفريقيا.
علاقات أم تطبيع؟
فيما عرجت ناهد قرناص في "النيلين" إلى الفرق بين مُسمّى إقامة علاقات وتطبيع، في الوقت الذي أكّد فيه وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين أن ما تم هو "اتفاق على خطوات التطبيع" وليس تطبيعًا، موضحًا أن "القرار النهائي حول هذا الأمر ستتخذه المؤسسات التشريعية عقب اكتمال تكوينها".
وتحت عنوان "التطبيع وأشياء أخرى"، كتبت قرناص أن "تغليف الأشياء يسوقها أفضل أما إطلاق المسميات الحقيقية كثيرا ما يؤدي الى التهلكة".
وقالت الكاتبة السودانية: "استمعت لحديث للسيد حمدان دقلو (نائب رئيس السيادي الانتقالي) عن التطبيع مع اسرائيل، وهو يقول (إن الأمر ليس تطبيع ولكنه علاقات). ولا أدري حتى كتابة هذه السطور ما هو الفرق بين العلاقات والتطبيع".
وتابعت ساخرة: "التطبيع علاقات والعلاقات تطبيع.. والفول من الطعمية والطعمية من الفول.. والطريف في الموضوع ان كل الدول حولنا لها علاقات مع إسرائيل، حتى الفلسطينين انفسهم لهم اتفاقيات تنظم العلاقة مع اسرائيل.. لكن إذا سرت اخبار عن قرب التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب، تنهال علينا اللعنات من كل جانب، وهذا ما يحيرني فعلًا".
فيديو قد يعجبك: