لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب "نجاح" دبلوماسي أم "مكر" أمريكي؟

02:44 م الأربعاء 21 أكتوبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الخرطوم- (بي بي سي):

تناولت صحف سودانية وعربية ترقّب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بشكل رسمي، وذلك بعد تحويل الخرطوم مبلغ 335 مليون دولار إلى واشنطن كتعويضات متفق عليها.

وتفاءل عدد من الكتاب والصحف بهذه الخطوة باعتبارها "نجاحا دبلوماسيا" يُحسب لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك وحكومته الانتقالية، واعتبارها أيضا تمهيدا لعودة السودان للمجتمع الدولي وإنعاش اقتصاده المتأزم.

واعتبر آخرون أن الثمن لرفع اسم السودان من "القائمة السوداء" الأمريكية هو التطبيع مع دولة إسرائيل، وأنه إذا كان ترامب صادقا فثمة مطالب عليه أن يؤديها للسودان، وإلا اعتُبر ذلك "مكرًا" من ساسة أمريكا فشلت الحكومة السودانية في فهمه.

"نجاح دبلوماسي"

تقول جريدة الراكوبة إن السودان يستعد "لاتخاذ إجراءات من شأنها أن تنعش الوضع الاقتصادي المتأزم في البلاد، معوّلا خصوصا على إعفاء محتمل من ديون تتجاوز قيمتها ستين مليار دولار".

وتضيف الجريدة السودانية أنه "في حال أصبحت واقعا، تطوي الحكومة الانتقالية عبر هذه الخطوة، صفحة عقود من مقاطعة المجتمع الدولي للبلاد في ظل حكم البشير".

ويعتبر موقع مركز الدراسات السودانية رفع العقوبات الأمريكية "نجاحا دبلوماسيا نحو ترميم الدولة".

ويرى أن هذه الخطوة "لا تعني شيئا خلاف عودة السودان للمجتمع الدولي نظيفا من مساعي التطرف والإرهاب التي استمرأت أيديولوجيا الإخوان المسلمين القيام بها لمحاربة أمريكا وروسيا في ذات اللحظة".

ويتوقع مركز الدراسات السودانية أن هذه الخطوة يمكن "أن تفك بعضا من الضوائق الاقتصادية والدبلوماسية التي واجهت حكومة الثورة، ولا تزال".

يقول الموقع: "ولا نظن أن ما يجنيه السودان من رفع اسمه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، والتطبيع مع العالم، سوى الأساس المتين الابتدائي لتوظيف هذا الانفتاح لبناء قاعدة مشاريع تنموية جديدة، وإعادة تأهيل مؤسسات الدولة الإنتاجية التي خربها النظام البائد".

وفي جريدة الراكوبة، يقول أسامة ضي النعيم محمد إن الخطوة جاءت "بعد جهد مثابر لا يعرف الكلل والملل، في عام واحد حقق دكتور حمدوك ما عجزت عن فعله الآلة الإعلامية لحركة (الإخوان) خلال سبع وعشرين عاما".

ويقارن الكاتب بين حمدوك وحكومته الانتقالية وحكومة الإنقاذ للرئيس السابق عمر البشير، قائلا إن فريق حمدوك "أتوا بما لم تأت به حكومة الإنقاذ ... جهد فاشل ولسبع وعشرين عاما ظل البشير يقوم به، يقلب نتائجه دكتور حمدوك وفي ظرف عام واحد فقط ويغير النظرة للسودان ويدخل البلاد والعباد في دائرة الضوء العالمي".

"مكر ساسة أمريكا"

أما نصر رضوان في جريدة الانتباهة السودانية فينقل تصريحات للدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هدسون مفادها أن "ترامب بعد استلام المبلغ الذي حوله له حمدوك لن يخاطب الكونجرس لمناقشة مشروع إزالة اسم السودان من لائحة الإرهاب ما لم يطبّع السودان مع إسرائيل، ثم بعد ذلك سيتم مناقشة الأمر في الكونغرس فى غضون شهر ونصف".

ويقول الكاتب: "إذًا ترامب قد كذب على حمدوك عندما قال له إنني سأرفع الحظر فورا بعد توريدك للمبلغ في البنك وهذا الأمر الذي جعل حمدوك يحول المبلغ مستعجلا حتى يخفف من مخاطر مظاهرات اليوم 21 أكتوبر التي قد تجبره على التنحى من منصبه".

ويرى رضوان أنه إذا كان ترامب صادقا في وعده، فعلى حمدوك -بعد أن حوّل المبلغ المطلوب- أن يطلب من الرئيس الأمريكي مخاطبة الكونغرس لتحويل مليار دولار "بأمر طوارئ لحل أزمات الخبز والمحروقات والدواء في السودان"، إضافة إلى مساعدات أخرى لمتضرري الفيضانات، وأن يطلب من ترامب "أمصالا وتقنيات لتحسين صادر اللحوم المذبوحة والخراف الحية فورا"، وأن يقوم ترامب "بفك الحظر عن مبلغ ملياري دولار كانت قد اعتمدتها الأمم المتحدة للسودان لمقاومة جائحة كورونا".

يقول الكاتب: "هذا هو ما يفترض أن يحدث إلا إذا قدم حمدوك استقالته واعترف بأن ترامب خدعه تاركا الفرصة لرجل آخر يفهم مكر ساسة أمريكا أكثر".

وتقول جريدة الأخبار اللبنانية إن الحكومة الانتقالية في السودان "تلتزم بالوصفة الأمريكية، بحذافيرها، للتخلص من 'لوثة' الإرهاب، والعودة إلى 'المجتمع الدولي'. وآخر 'إبداعاتها' في هذا المجال، تحويلها التعويضات المتّفق عليها مع واشنطن لرفع اسم البلاد من 'القائمة السوداء'".

وترى الجريدة أن هذه "خطوة تضع لَبِنة جديدة على طريق التطبيع مع إسرائيل، الذي لا تفتأ السلطات السودانية تُعبّده شيئا فشيئا".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: