ميركل: لا يمكن اعتبار السلام والحرية من المسلمات
برلين - (د ب أ):
أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن اعتقادها بأن الألمان الشرقيين بالغوا أحيانا في نظرتهم لمستوى الحياة في جمهورية ألمانيا الاتحادية السابقة (ألمانيا الغربية).
وقالت ميركل في تصريحات لصحيفة "فرانكفورت روندشاو" الألمانية الصادرة اليوم الجمعة إن الحياة كانت مختلفة بالتأكيد، "لكن بالنسبة للكثيرين أيضا، لم يكن الأمر سهلا على الإطلاق"، وأضافت: "الفكرة القائلة بأن الحياة في ألمانيا الغربية كانت أشبه بـ"حزمة الغرب" لا تطابق الواقع. حتى في جمهورية ألمانيا الاتحادية القديمة، تم كسب العيش بشق الأنفس بالنسبة لعدد كبير من الناس".
وأضافت المستشارة: "أتمنى أن تستمر بلادنا في العيش بسلام وحرية. عندما ننظر حول العالم، نجد أن هذا ليس أمرا مسلما به "، مؤكدة ضرورة إظهار التضافر على نحو كبير في القضايا المهمة، والعيش على التنوع الذي يميز ألمانيا، وقالت: "مكلنبورج-فوربومرن لا يجب بالضرورة أن تكون مثل بافاريا أو ساكسونيا والعكس صحيح. ولا ينبغي اختزال التنوع في الشرق والغرب أو المدينة والريف، بل التنوع الذي يعيشه الناس والذي ينبع من ثقافتنا وتاريخنا ومن كل واحد منا".
وذكرت ميركل أنه كانت هناك بالطبع خيبات أمل بعد إعادة توحيد شطري البلاد قبل 30 عاما، مثل أن يفقد شخص بالغ من العمر 45 عاما أو أكبر وقت الوحدة وظيفته، مشيرة إلى أنه كان أيضا من الصعب على الشباب الحصول على عمل لائق، وقالت "لم يتم تقدير تجارب ألمانيا الشرقية بشكل كاف ولم تؤخذ بعين الاعتبار".
وأضافت ميركل التي نشأت في جمهورية ألمانيا الشرقية سابقا: "في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) تعلمنا أشياء كثيرة، وأصبحنا لم نعد بحاجة إليها فجأة: فالعديد من الاختبارات الماركسية والتربية المدنية أصبحت فجأة - لحسن الحظ - غير مهمة، أو شراء أحذية شتوية في الصيف، أو التكالب على صلصة الطماطم بمجرد أن تصبح متوفرة... لقد تعلمنا أيضا أشياء يمكن إحياؤها في ألمانيا الموحدة. لقد تعلمنا أن نرتجل وننظم أنفسنا دائما جيدا في مواجهة العديد من أوجه القصور. هذه هي المهارات التي تساعد الفرد حتى اليوم".
وذكرت ميركل أنه من الصحيح أيضا أن هناك بوجه عام اختلافات واضحة بين شرق ألمانيا وغربها في سلوك التصويت الانتخابي والشعور بالرضا، وقالت: "هذا يظهر أنه يتعين علينا الاستمرار في تعزيز الديمقراطية. لا يمكن اعتبار الديمقراطية أمرا مسلما به. ربما لم يكن هناك ما يكفي من الوقت في السنوات الأولى من الوحدة الألمانية لتوضيح أن الديمقراطية مرهقة أيضا. هذه الحرية تعني أيضا المشاركة ".
فيديو قد يعجبك: