وزير الدفاع الأمريكي السابق يتحدث لأول مرة عن سبب استقالته
كتبت- هدى الشيمي:
في أول مقابلة تليفزيونية له بعد استقالته، تحدث وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس عن سبب استقالته من إدارة الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر من العام الماضي.
وقال ماتيس، خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية عُرضت أمس الأحد، إنه كان يعتزم العمل في إدارة ترامب طوال فترة رئاسته والتي تبلغ أربعة أعوام، ولكنه قرر الاستقالة بعد تأكده من أن آرائه لم تكن متوافقة مع آراء الرئيس الجمهوري بشأن عدة قضايا على رأسها سحب القوات الأمريكية من سوريا.
أرجع ماتيس سبب خلافه مع ترامب بشأن سوريا، إلى أنه كان يرى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الحفاظ على نفوذ كافِ هناك، حتى لا تكرر نفس الأحداث التي وقعت في العراق بعد سحب القوات الأمريكية منها.
ووفق ماتيس، فإن سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية سوف يقوض الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش، كما أنه يعتبر خيانة لحلفاء الولايات المتحدة الذين شاركوها القتال ضد التنظيم الإرهابي.
وقعت استقالة ماتيس، في ديسمبر الماضي، كالصدمة على معارضي الرئيس الأمريكي، الذين كانوا يتعاملون مع وزير الدفاع السابق باعتباره ركيزة الاستقرار داخل إدارة فوضوية.
وجاءت الاستقالة بعد تجاهل ترامب نصائح من حلفائه ومسؤولين أمريكيين وأوروبيين بشأن خطته لسحب قوات بلاده من سوريا، ووصف عديد من المشرعين والسياسيين في واشنطن القرار بـ"الأحادي"، واعتبروه خطأ فادح.
وبعد اتخاذ قراره، قال ترامب، في سلسلة من التغريدات على حسابه بتويتر، إن الولايات ستعيد قواتها من سوريا بوتيرة بطيئة فيما تقاتل بقايا تنظيم داعش.
وأكد ترامب أنه يعتزم سحب القوات الأمريكية من سوريا وغيرها من الدول الأخرى، مُشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الوهمية واللواءات والقيادات العسكرية تدين هذا القرار وتشكك في استراتيجيته لأنهم لم يستطيعوا فعل ذلك، إلا أنها في الوقت نفسه تؤتي ثمارها.
ثم أضاف: "أنا أنفذ ما تعهدت به، ولكن النتائج أفضل كثيرًا مما توقعت، فأنا قمت بحملة ضد الحروب التي لم يكن من المتوقع أن تنتهي".
وأوضح ماتيس في تصريحات صحفية أدلى بها في فبراير الماضي لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، أنه لم يتم القضاء بشكل كامل على تنظيم داعش، مُشددًا على أن خطورته لا تزال مستمرة.
وأعلن مفتش عام في وزارة الدفاع الأمريكية في تقرير، مطلع أغسطس الماضي، أن داعش "يعاود الظهور" في سوريا مع سحب الولايات المتحدة قوّاتها من البلاد، وأنه "عزز قدراته" في العراق.
وقال التقرير "رغم خسارته (خلافته) (على المستوى) الإقليمي، إلا أنّ تنظيم داعش في العراق وسوريا عزز قدراته في العراق واستأنف أنشطته في سوريا خلال الربع الحالي" من السنة.
وأضاف أنّ التنظيم استطاع "توحيد ودعم عمليّات" في كلا البلدين، والسبب في ذلك يرجع بشكل جزئي إلى كون القوات المحلية "غير قادرة على مواصلة عمليات طويلة الأجل، أو شن عمليات في وقت واحد، أو الحفاظ على الأراضي" التي استعادتها.
فيديو قد يعجبك: