ذعر مستمر وفوبيا من صوت الطائرات.. ندوب 11 سبتمبر تؤلم الناجين
كتب – محمد عطايا:
لا يزال بإمكان كايلا بيرجيرون تذكر ذلك الصباح بكل تفاصيله، فاليوم كان رتيبًا، ويسير بشكل روتيني في الطابق 68 من البرج الشمالي، لمبنى التجارة العالمي، حتى اندفع أحدهم يركض ويصرخ بشدة "طائرة اصطدمت بالبرج، طائرة اصطدمت بالبرج".
لم تستوعب بيرجيرون في تلك اللحظة حقيقة ما يحدث، واعتقدت أنها مجرد طائرة صغيرة من طراز "سيسنا"، التي لن تخلف دمارًا كبيرًا.
بعد دقائق علمت المواطنة الأمريكية أن ما يحدث هو تعرض الولايات المتحدة لواحدة من أكبر الكوارث في تاريخها. بدأت بيرجيرون بالتدلي بسرعة كبيرة من سلم الطوارئ المبتلة جراء انفجار أنابيب المياه، ونجت من الحادث بأعجوبة.
تسبب الحادث في صدمات نفسية لمن شغلت في السابق منصب مسؤولة رفيعة المستوى في هيئة موانئ نيويرك ونيوجيرسي، وجعلها تفقد وظيفتها، وأن تدمن الكحول.
في الذكرى الثامنة عشر لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، حاوت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عددًا من الناجين من الهجمات الإرهابية، الذي أصبحوا يعانوا من اضطرابات نفسية، جعلت يعيشون في معاناة.
تقول بيرجيرون، لـ"نيويورك تايمز"، إنها أصبحت مصابة بـ"اضطراب ما بعد الصدمة"، بعد أحداث 11 سبتمبر 2011.
وما زاد من آلالم ومعاناة المسؤولة الأميركية السابقة، هو فقدانها رئيسها، المدير التنفيذي لهيئة الميناء، نيل د. ليفين، الذي قُتل في الهجمات.
ومع مرور السنين ، أصبحت بيرجيرون بعيدة عن الأضواء تمامًا حتى العام 2006، وتفتقر لأقل أنواع الرعاية.
أكدت الصحيفة الأمريكية، أن آلاف المدنيين الناجين من الحادث، تحولوا إلى مرضى نفسيين، خاصة في ظل إهمال حكومة الولايات المتحدة وضع حد لمأساتهم أو رعايتهم نفسيًا.
يشعر الكثيرون حاليًا بـ"القلق المزمن"، في وقت تصب فيه الولايات المتحدة –بحسب نيويورك تايمز- في أماكن أخرى، على أمل أن يتناسى الناجين وحدهم تفاصيل المأساة.
يعاني 2625 شخصًا، أو حوالي 12.3 بالمائة، من جميع الناجين من "اضطراب ما بعد الصدمة"، وفقًا لبيانات من مركز "نورثويل هيلث"، بينهم 661 شخص يعانون من الاكتئاب الحاد.
قال الدكتور جاكلين مولين، مدير البرنامج الصحي لمركز كوينز للتجارة العالمية في نورثويل: "ليس لدى اضطراب ما بعد الصدمة مهلة زمنية للاستشفاء منها".
فيما أكد جون فيل، أحد أبرز المدافعين عن "صندوق تعويض دائم للضحايا": "اضطراب ما بعد الصدمة هو أكثر الأمراض شيوعًا في مجتمع 11 سبتمبر".
أوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه حتى اللحظة، يعيد بعض الناجين تكرار الكارثة في أذهانهم، ويعاني معظمهم من اضطرابات عنيفة، حيث يقفزون عندما يسمعون أصواتا عالية، ويتجنبون أي شيء يذكرهم بذلك اليوم.
واستطرد أن بعض الناجين لديهم حساسية مفرطة لأي شيء يذكرهم بذلك اليوم، حيث أن البعض يشعر بالهياج إذا ما شعر أن الطقس مشابه ليوم الحادث الإرهابي.
الناجية ليلي نوردستروم، التي كانت طالبة في مدرسة ستويفيسانت الثانوية في مانهاتن السفلى في عام 2001، وتعيش الآن في لوس أنجلوس: "منذ أن كان عمري 17 عامًا، أصبحت لا أستطع أن أستمع إلى صوت طائرة تحلق، أو حتى سيارة ترتد عكسيًا، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى فترة طويلة من الذعر والخوف".
وقالت إنها حصلت على شهادة بأنها تعاني من "اضطراب ما بعد الصدمة".
فيديو قد يعجبك: