بعد خطة نتنياهو لضمه.. ما هو غور الأردن "سلة غذاء فلسطين"؟
كتب – محمد عطايا:
قبل أيام من بدء انتخابات "الكنيسيت" الإسرائيلي، أراد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، كسب الأصوات بالطريقة المثلى، من خلال الإعلان عن السيطرة على أرض عربية جديدة.
اشترط نتنياهو فوز حزبه وبقائه في منصب رئيس الوزراء ليعلن فرض سيطرة دولة الاحتلال الإسرائيلي على منطقة غور الأردن العربية، وشمال البحر الميت إلى الأبد.
وأضاف في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، أنه سيفرض السيطرة على كل المستوطنات والمناطق الاستراتيجية بالاتفاق مع واشنطن.
قوبلت تصريحات نتنياهو برد فعل عربي رافض لما أعلنه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، حيث أدان وزراء الخارجية العرب بشدة، إعلان ضم أراضي من الضفة الغربية المحتلة عام 1967 إلى السيادة الإسرائيلية.
جاء ذلك في بيان صدر عن اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب عقد عقب ختام الدورة العادية الـ152 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بالقاهرة.
واعتبر المجلس أن هذا الإعلان يشكل تطورًا خطيرًا وعدوانًا إسرائيليًا جديدا بإعلان العزم انتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما فيها قراري مجلس الأمن 242 و338.
فيما هدد محمود عباس "أبو مازن"، الرئيس الفلسطيني، بإلغاء أي اتفاقات والتزامات مع الجانب الإسرائيلي، إذا نفذ الأخير فرض السيادة على غور الأردن، وشمال البحر الميت، وأي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
واعتبر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، إعلان نتنياهو، فرض السيادة على منطقة غور الأردن، وشمال البحر الميت، تصعيدًا خطيرًا ينسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية ويدفع المنطقة برمتها نحو العنف وتأجيج الصراع، مدينًا تلك التصريحات.
وأكد الصفدي رفض الأردن إعلان رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا إياه خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، وتوظيفًا انتخابيًا سيكون ثمنه قتل العملية السلمية وتقويض حق المنطقة وشعوبها في تحقيق السلام.
سلة غذاء فلسطين المستقبلية
غور الأردن أو وادي الأردن، هو سهل خصيب تبلغ مساحته حوالي 400 كيلومتر مربع، ويقع على امتداد نهر الأردن، ويتراوح مستواه بين 200 وأكثر من 400م تحت سطح البحر، ليصل إلى البحر الميت.
وتقع كثير من القرى الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية المباشرة في الجزء الشرقي من الضفة الغربية المحتلة عام 1967، المعروف باسم "غور الأردن".
ويقع الغور على الحدود بين فلسطين التاريخية والأردن، ويتمتع بإمكانيات اقتصادية عالية، حيث إنه غني بالأراضي الزراعية الخصبة ومصادر المياه المتعددة.
ويسمي مواطنو غور الأردن منطقتهم "سلة الغذاء" لدولة فلسطين المستقبلية.
ومنذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية عام 1967، اتبعت دولة الاحتلال سياسة منظمة لطرد المواطنين الفلسطينيين عنوة من غور الأردن، فدمرت البيوت والقرى والمزارع الفلسطينية بهدف إنشاء مستوطنات مكانها.
منطقة غور الأردن غنية بالمصادر الطبيعية، ما جعل منها موقعًا ممتازًا لبناء مستوطنات إسرائيلية جديدة.
وتنبع غالبية مياه هذه المنطقة من الأحواض الواقعة في الجزء الشمالي من غور الأردن. وتحول إسرائيل هذه المياه إلى مستوطنات الضفة الغربية من خلال سيطرتها على هذه المنطقة.
يشتهر وادي الأردن باحتوائه على أخفض نقطة في العالم وهي البحر الميّت.
محاولة تهويد الغور
منذ احتلال الغور عسكريًا من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، خاضت الأردن العديد من المعارك لاستعادته من قبضة الاحتلال.
حاولت تل أبيب تقنين وضع غور الأردن، وسنت في 2017، مشروع قانون لضم منطقة الأغوار الفلسطينية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية وفرض القانون، كما هي الحال في القدس والجولان المحتلتين.
وبحسب مجلة "تايمز"، فإن منطقة غور الأردن، تعد هدف استراتيجي لضمان أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وتشكل غور الأردن أكثر من ربع الضفة الغربية وتطمع فيها دولة الاحتلال بدعوى أنها تحتاج إليها لمنع هجوم "جحافل الجيوش العربية" لاحتلال إسـرائيل.
زرعت دولة الاحتلال الغور بحوالي عشرين مستوطنة لفرض واقع على الأرض.
وقالت صحف أمريكية، إن الغور في موقع حيوي، يمكن دولة الاحتلال من الرد على أي هجوم عسكري بري، لافتة إلى أنها منطقة بالغة الأهمية لانتشار الجيش الاسرائيلي.
فيديو قد يعجبك: