لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل يقتل الفقر أطفال أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي؟

06:29 م الأربعاء 28 أغسطس 2019

هل يقتل الفقر أطفال أفغانستان بعد الانسحاب الأمريك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

أوشكت أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة على الانتهاء، بعد اقتراب واشنطن من التوصل إلى اتفاق السلام مع حركة طالبان التي في أفغانستان، لكن هناك مخاوف من انخفاض المساعدات الإنسانية التي يستفيد منها مئات الأسر.

وتُعد أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم، يعاني أطفالها من سوء التغذية الحاد وهم من أكثر الفئات ضعفًا في هذا البلد الذي خاض قرابة 18 عامًا من الحرب، يترقب الجميع نهايتها، لكن وكالة أسوشيتد برس أشارت إلى مخاوف "الفقر والجوع وانتقاص الرعاية الصحية" الذي يمكن ان يتعرض لها أطفال أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي.

ويعتمد الكثير في أفغانستان على حركة طالبان، وهم أكدوا رغبتهم في استمرار المساعدات رغم مطالبهم بانسحاب القوات الأمريكية أو "الغزاة" كما يطلقون عليهم، لكن إذا استمرت طالبان –التي تسيطر على نصف البلاد- في حُكمها الإسلامي المُتشدد أو استمرت في هجماتها، ستضر الجهات المانحة للانسحاب من البلاد، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

يأوي جبل سراج، الواقع شمالي العاصمة الأفغانية كابول، عددا كبيرا من الأسر من ذوي الحاجة الملحة للمساعدات. إذ حملت امرأة ترتدي النقاب صبيًا هزيلًا يُدعى عبد الله، يبلغ من العمر 7 أشهر فقط. قبل أيام، كان الطفل في جناح الطوارئ، الآن تتم متابعته صحيا من قبل برنامج جديد لمراقبة التغذية في عيادة بمقاطعة باروان بدعم من وكالة الأمم المتحدة للأطفال.

ووفقًا لليونيسيف، يعاني قرابة مليوني طفل في أفغانستان من سوء التغذية الحاد، ويعاني حوالي 600 ألف منهم من سوء التغذية الحاد لدرجة أنهم قد يموتون دون علاج فوري.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن فاريبا الهاشمي، الممرضة في مدينة شاريكار، قولها إنها تعالج أكثر من 1000 طفل في الشهر من سوء التغذية، والمشكلة تزداد.

وقالت: "في الغالب تكون الأسباب اقتصادية بالنسبة للأمهات أيضًا.. لا يمكنهم الرضاعة الطبيعية لأنهم لا يملكون ما يكفي من الدخل لإطعام أنفسهم".

وانخفضت المساعدات في السنوات الأخيرة، مع الغذاء التكميلي ودقيق القمح الذي تم توفيره مرة واحدة للمرضى وهو غير متوفر الآن.

ويقول البنك الدولي، إن المنح تمول نحو 75٪ من إجمالي النفقات العامة، وحذرت هذا العام من العواقب الوخيمة "لأي انخفاض سريع في تدفقات المساعدات الدولية".

وتعد أفغانستان أكبر مُستقبل للمساعدات الأمريكية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بطالبان في عام 2001، ولكن على الرغم من مليارات الدولارات في المساعدات، لا يزال أكثر من نصف سكانها يعيشون في الفقر.

ويذهب جزء كبير من المساعدات إلى الجهود الأمنية، كما يؤكد الأفغان المحبطون أن مبالغ لا حصر لها قد فقدت بسبب الفساد وسوء الإدارة.

وفي عام 2014، تم تقليص المساعدات الأمريكية لأفغانستان إلى النصف، وهو العام الذي أنهت فيه قوات الولايات المتحدة وحلف الناتو مهمتها القتالية رسميًا، ولا يزال هناك حوالي 20 ألف جندي، معظمهم لتدريب ودعم النظراء الأفغان.

وقال أليكس ثير، الذي كان في السابق يوجه المساعدة للبلاد مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إذا كان اتفاق الولايات المتحدة وطالبان بشأن إنهاء أطول حرب أمريكية يجلب السلام الذي تمس الحاجة إليه، فقد تشهد أفغانستان زيادة في المساعدات.

لكنه حذر بعد زيارة إلى كابول هذا الشهر، من أنه إذا استمرت عملية السلام أو فشلت، فإن ذلك قد يضعف الحماس لإعطاء المساعدات، ويحجم بعض الجهات المانحة عن تمويل حكومة تمارس فيها طالبان السلطة ولا تحترم حقوق المرأة وغيرها.

وأشار ثير إلى أن حركة طالبان أوضحت أنها تريد استمرار المساعدات الدولية، مؤكدة أن هذا الأمر يُعد جزءًا من المحادثات مع الولايات المتحدة.

وقال "جزء من دوافع طالبان في عملية السلام هو أنهم يريدون بوضوح تجنب أن يكونوا دولة منبوذة كما كان من قبل لكن لا أحد يعرف ما الذي سيتخلى عنه لمواصلة تلقي الدعم"، بحسب ما نقلته "أسوشيتد برس".

ويرى منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توبي لانزر، الذي تحدث مع "جميع السلطات في أنحاء أفغانستان"، أن المساعدات لن تنخفض، واصفًا قضية البلاد بأنها مُقنعة بحيث يجب أن تستمر الجهود، مهما حدث، وأن الجهات المانحة ستبقى في أفغانستان لأطول فترة ممكنة.

وعندما سئل عن مدى اهتمام إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بخفض إجمالي المساعدات الخارجية، قال لانزر إنه "عندما يتعلق الأمر بموقع استراتيجي مثل أفغانستان، يجب على الجميع المشاركة.. إنني سأعتمد كثيراً على استمرار كرم شعب الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤسسات مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، للبقاء في مسارها".

وقال إن العام المقبل قد يكون الأكثر أهمية في أفغانستان، مع انتهاء الجولة الأخيرة من تعهدات المساعدات الدولية، ويتوقع عقد مؤتمر تعهد آخر في عام 2020 من أجل "الحكومة الجديدة، أيًا كانت الحكومة"، بحسب ما نقلته الوكالة الامريكية.

في مستشفى أنديرا غاندي للأطفال في كابول، والذي يعالج ما يتراوح بين 70 و80 طفلاً يعانون من سوء التغذية شهريًا، قلق المدير الدكتور محمد بشير قريشي من كيفية صرف دفع ثمن الكشف للأطباء وشراء الأدوية إذا انتهت المساعدات.

وأكد أن الجميع يخشون فقدان التقدم الذي تم إحرازه منذ عام 2001، حيث تتفاوض الولايات المتحدة وحركة طالبان على مستقبل البلاد مع استبعاد الحكومة الأفغانية.

وقال "إذا أراد ترامب أن يعيدنا إلى عصر العصر الحجري، فهذه هي سياستهم".

فيديو قد يعجبك: