"حرب بالمليارات".. هل بدأت المواجهة بين "ترامب المختار" والصين؟
كتب - محمد عطايا:
في ليلة وضحاها، انقلبت الأوضاع رأسًا على عقب، فيبدو أن تصريحات الرئيس الأمريكي "الناعمة"، حول أهمية حل الخلافات الاقتصادية مع الصين، لم تأتِ بثمارها، ليشتعل الصراع الاقتصادي مرة أخرى، ولكن تلك المرة بتصعيد أكبر.
أعلنت الصين اليوم الجمعة أنها تعتزم فرض رسوم جمركية على بضائع أمريكية تستوردها بقيمة 75 مليار دولار، ما يُعد أحدث تصعيد للنزاع التجاري المحتدم بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان، إنها ستفرض رسومًا جمركية إضافية بنسبة 5% و10% على 5078 منتجًا تستوردها الصين من الولايات المتحدة، تشمل المنتجات الزراعية والنفط الخام والطائرات الصغيرة والسيارات.
ووفقًا للوزارة، فإن تطبيق الرسوم الجمركية على مجموعة من الواردات الأمريكية هذه سيتم، ابتداءً من سبتمبر القادم، وعلى مجموعة أخرى في منتصف ديسمبر المقبل.
ويبدو أن تلك الخطوة جاءت ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 10% على بضائع صينية، بقيمة 300 مليار دولار، بدءًا من مطلع سبتمبر.
ترامب الذي لقب نفسه بالمختار لمواجهة الصين، أصبح مجبرًا على اتخاذ رد صارم على فرض بكين رسوم جمركية إضافية، تلك الخطوة التي كلفت الولايات المتحدة كثيرًا في البورصة العالمية.
تراجعت أسعار الأسهم الأمريكية في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار السندات مع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وتصريحات ترامب الأخيرة. وتراجع مؤشر "إس أند بي 500" الأوسع نطاقا بمقدار 73ر56 نقطة أي بنسبة 94ر1%، إلى 22ر2866 نقطة في حين تراجع مؤشر داو جونز الصناعي القياسي بمقدار 29ر502 نقطة أي بنسبة 91ر1% إلى 95ر25749 نقطة.
كما تراجع مؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا 19ر209 نقطة أي بنسبة 62ر2% إلى 22ر7782 نقطة.
حاول الرئيس الأمريكي تدارك الموقف بسرعة كبيرة، بإعلانه على "تويتر"، أنه يأمر الشركات الأمريكية الكبرى مثل "فيديكس"، و"أمازون"، بإيجاد بديل عن المورد الصيني.
ويبدو أن تلك الخطوة أتت بثمارها، حيث سجل الدولار الأميركي أعلى مستوى في أسبوعين مقابل اليوان الصيني بعد تعليقات الرئيس الأمريكي هذه.
ويعقد حالياً ترامب اجتماعًا مع كبار مساعديه التجاريين بالبيت الأبيض على خلفية القرارات الصينية الأخيرة الخاصة بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية مستوردة إضافية.
تصريحات جوفاء أم خطوة جادة؟
ترى شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن ترامب لديه الكثير من القوة لجعل الأمور تحدث في الولايات المتحدة، من تحريك للأسواق الاقتصادية بتغريدة واحدة، أو تدمر الحياة السياسية للجمهوريين نظرًا لاخطائه السياسية، أو إعلان حالة الطوارئ الوطنية، حتى لو لم تكن حالات طوارئ وطنية حقيقية، إلا شيء واحد، وهو عدم السيطرة على شركات القطاع الخاص.
أوضحت "سي إن إن"، أن ترامب لا يستطيع أن يأمر الشركات الأمريكية بالقيام بأي شيء، لأنه يبدو أنه لا يتذكر أنها شركات "قطاع خاص"، وليست ملكًا أو خاضعة لسيطرة الحكومة، وبالتالي أوامره التي أصدرها منذ قليل، لشركات مثل "فيديكس"، و"أمازون"، هي أوامر غير ملزمة بتنفيذها.
برغم ذلك، تأثير ترامب على شركات القطاع الخاص موجود، وقد يؤتي بثماره، لأنه من الممكن بحسب – سي إن إن – أن يمارس نوع من الضغط على المؤسسات العاملة في بلده، وهو ما سيجعله يبدو ديكتاتورًا، يحكم بقضبة حديدية.
أوضحت الشبكة الأمريكية، أن ترامب يحاول ممارسة نوع من السيطرة الإلزامية على الشركات العاملة في بلاده، مثل الأنظمة الديكتاتورية، التي انتقدها هو بنفسه منذ سنوات.
فيديو قد يعجبك: