هل يُدمر ترامب قمة السبع في فرنسا؟
كتبت- هدى الشيمي:
تبدأ أعمال قمة مجموعة السبع، السبت، في مدينة بياريتز بجنوب فرنسا، والتي من المتوقع أن تكون مشحونة بالخلافات والتوترات بالنظر إلى اختلاف آراء قادة العالم حول العديد من الملفات العالمية الكبرى.
وفي هذا الشأن قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إنه من بين الأسئلة التي تشغل بال العالم هذه الأيام هي: "هل سيدمر ترامب القمة، بتصرفاته الهوجاء وتصريحاته التي دائماً ما تثير جدلاً كبيرًا."
ذكرت الشبكة الأمريكية أن العالم بأكمله لا يزال يتذكر الصورة التي انتشرت لترامب بمواجهة زعماء وقادة العالم خلال القمة التي انعقدت في كندا العام الماضي، بعد الخلاف الكبير الذي حدث بينهم.
"تجمعات يكرهها ترامب"
قالت "سي إن إن" إن مجموعة السبع، التي تضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا علاوة على الولايات المتحدة، عبارة عن مجموعة من التجمعات الديمقراطية التي يمقتها ترامب والذي يتبنى فلسفة تقوم على أن"أمريكا أولاً".
ذكرت الشبكة الأمريكية أن ترامب يُفضل التجمعات الثنائية حيث يستطيع الاستفادة من قوة الولايات المتحدة، ويتفاخر فيها بسيادة بلاده على العالم، ولكنه لا يسعى إلى التعاون مع جهات متعددة الأطراف، ولا يميل من الأساس إلى احترام القوانين والعادات الدولية.
علاوة على ذلك، فإن التغييرات الكبيرة التي قام بها ترامب في سياسته الخارجية أحدثت فجوات كبيرة بين الولايات المتحدة وأوروبا، حسب سي إن إن، مُشيرة إلى الخلاف بين الطرفين على اتفاقية تغير المناخ وإيران، والاتفاقيات التجارية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكسيت".
"ورقة رابحة"
مع ذلك، يوجد العديد من الأسباب التي تجعل ترامب يرى هذه القمة مفيدة ومُثمرة أكثر من معظم رحلاته الخارجية. حسب سي إن إن فإن الرئيس الأمريكي يراها فرصة جيدة للتفاخر بما حققه من مكاسب اقتصادية في الوقت الذي يتراجع فيه الاقتصاد في أوروبا.
قال مسؤول بارز في إدارة ترامب، أمس الخميس، إن الرئيس سوف يتحدث عن أجندته التي ساهمت في تحسين الأوضاع الاقتصادية، وزيادة عدد الوظائف، وهي الأمور التي تمكن من تحقيقها بفضل الاصلاحات الضريبية وإلغاء الضوابط التنظيمية وسياسات الاستثمار.
كما أشارت سي إن إن إلى أن ترامب يهدد بحدوث انقسام في المجموعة من خلال دعواته لإعادة قبول روسيا، بعد طردها من المجموعة عقب ضمها لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
ذكر مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن ترامب وماكرون كانا قد اتفقنا على دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور القمة عند انعقادها العام المُقبل في الولايات المتحدة.
إلا أن ماكرون اعتبر أن السماح لروسيا بالعودة سيكون خطأ استراتيجيًا كبيرًا قبل تسوية قضية أوكرانيا، كذلك أبدت بريطانيا وألمانيا تحفظات على هذه المسألة.
"توازن بريطاني"
توقعت الشبكة الأمريكية أن يغضب ترامب بعض القادة مثل ماكرون أو المستشارة الألمانية أنجيلا مريكل بدعمه الصريح لبريكسيت وعدائه الواضح للاتحاد الأوروبي.
ومن المُقرر أن يعقد ترامب أول اجتماع له مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون منذ تولي الأخير لمنصبه، وكان الرئيس الأمريكي قد حث رئيس الحكومة المُحافظ على الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
زار مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون لندن قبل أيام، وأعرب عن نية الولايات المتحدة في إبرام صفقة تجارية مع المملكة المتحدة، والتي سوف تحتاجها كثيرًا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
من جانبهم، يخشى قادة أوروبا أن يتسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في إحداث فوضى في الموانئ والمعابر الحدودية، ما يلحق أضرار كبيرة باقتصادهم.
لفتت سي إن إن إلى أن ترامب حاول أن يلعب دور الصديق الجيد لجونسون. وتوقعت الشبكة الأمريكية أن اجتماعهما سوف يضع رئيس الحكومة البريطاني في موقف صعب لعدة أسباب أبسطها أن الرئيس الأمريكي لا يحظى بشعبية في المملكة المتحدة.
وترى الشبكة الأمريكية أن جونسون عليه أن يحدد موقعه بين الرئيس الأمريكي والزعماء الأوروبيين.
كما أشارت إلى أنه بينما يتفق ترامب وجونسون حول بريكست، إلا أنهما مختلفان بشأن العديد من الأمور الأخرى من بينها تغير المناخ والاتفاق النووي مع إيران.
فيديو قد يعجبك: