عسكريون ومدنيون بمجلس السيادة.. ماذا نعرف عن 11 شخصًا يقودون السودان؟
كتب – محمد عطايا ومحمد الصباغ:
أصدر رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان مرسوما دستوريا، الثلاثاء، أعلن بموجبه عن أسماء أعضاء المجلس السيادي في السودان الذي سيدير شئون البلاد في المرحلة الانتقالية.
ينص الاتفاق الموقع بين قوى الحرية والتغيير المعارضة والمجلس العسكري على أن يختار التحالف 5 أعضاء والمجلس عددا مماثلا وأن يختار الجانبان معا العضو رقم 11.
ونص المرسوم الدستوري على أن المجلس السيادي يتكون من (الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبدالرحمن رئيساً لمجلس السيادة. الفريق أول محمد حمدان دقلو/عضواً. الفريق الركن شمس الدين كباشي إبراهيم عضواً. الفريق الركن ياسر عبد الرحمن حسن العطا عضواً. اللواء الركن مهندس إبراهيم جابر كريم/عضواً. الأستاذ/حسن محمد إدريس قاضي عضواً. د. الصديق تاور كافي عضواً. الأستاذ محمد الفكي سليمان عضواً. الأستاذ محمد حسن عثمان التعايشي عضواً. الأستاذة عائشة موسى سعيد عضواً. الأستاذة/رجاء نيكولا عيسى عبد المسيح/ عضواً).
وحددت الوثيقة الدستورية التي وقعها المجلس العسكري مع قوى إعلان الحرية والتغيير بحضور وفود من دول ومنظمات دولية، اختصصات مجلس السيادة وطبيعة عمله.
وأشارت إلى أن مجلس السيادة هو رأس الدولة ورمز سيادتها ووحدتها وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى، ويتكون بالتوافق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير.
ونقدم نبذة عن كل أعضاء مجلس السيادة في السودان:
(العسكريون)
عبدالفتاح البرهان
أدى الفريق أول عبدالفتاح البرهان اليمين الدستورية رئيسًا للمجلس العسكري الانتقالي في السودان في أبريل الماضي، بعدما عمل في منصب المفتش العام للقوات المسلحة قبل الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير.
يحظى بقبول واسع وسط جنود وضباط القوات المسلحة، ووسط عامة الشعب كما أنه يختلف عن بقية رجال البشير في كونه "غير مطلوب على ذمة أية قضايا من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، ولا يُعرف عنه انتماء سياسي"، وفق تقارير محلية.
وبحسب شهود عيان، دخل الفريق أول البرهان، دخل ساحة الاعتصام أكثر من مرة وتحدّث مباشرة مع المُعتصمين في محيط القيادة العامة للقوات المُسلحة. كما التُقطت له صورة، أمس الجمعة، مع القيادي في حزب المؤتمر السوداني المعارض، إبراهيم الشيخ، داخل مكان الاعتصام، وفق وكالة الأنباء السودانية (سونا).
شغل البرهان أيضًا منصب قائد القوات السودانية في اليمن ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية الذي تقوده السعودية منذ عام 2015.
والبرهان من مواليد عام 1960، في قرية "قندتو" بولاية نهر النيل في شمال البلاد. ولديه ثلاثة أبناء، ولدان وبنتا، يدرس أكبرهم حاليا في جامعة الخرطوم.
حميدتي
قائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان دقلو، المُلقّب بـ"حميدتي"، أبرز من واجه الانتقادات من المعارضة السودانية بسبب اعتداءات قوات الدعم السريع على المتظاهرين.
ينتمي إلى قبيلة الرزيقات ذات الأصول العربية التي تقطن إقليم دارفور غربي السودان.
وعمل في العشرينيات من عمره في تجارة الإبل بين ليبيا ومالي وتشاد بشكل رئيسي، بالإضافة إلى حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق في مناطق سيطرة قبيلته.
يُعد حميدتي أصغر عضو في المجلس العسكري السوداني، إذ يبلغ من العُمر 44 عامًا. وقال إنه رفض أوامر من البشير لإطلاق الرصاص على المحتجين.
زوّد حميدتي التحالف الذي تقوده السعودية ويقاتل الحوثيين في اليمن بقوات برية، ويسيطر على عدد من مناجم الذهب في دارفور.
منح البشير امتيازات كبيرة لحميدتي، وارتفع عدد الميليشيات التي يقودها، وصلت إلى ما يقارب 40 ألف بحسب مصادر سودانية محلية.
شمس الدين الكباشي
هو المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي، وكان يشغل منصب قائد القوات الجوية في البلاد مع إعلانه عضوا في المجلس العسكري الانتقالي.
شغل منصب المتحدث الرسمي للمجلس مع تشكيله، وصار الوجه الأبرز لبيانات المجلس الانتقالي الحاكم للبلاد.
بسبب منصبه في المجلس أيضًا كرئيس للجنة السياسية، التقى كباشي بالوفود الأجنبية التي زارت السودان والقادمة من دول على رأسها إثيوبيا والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.
ياسر عبد الرحمن العطا
تخرج من الكلية الحربية السودانية في 1984. خدم في عدد من الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة السودانية، مثل لواء القيادة العامة، وجميع المناطق العسكرية الشرقية والجنوبية والغربية.
كما شغل الفريق الركن ياسر عبد الرحمن، منصب الملحق العسكري بالسفارة السودانية في جيبوتي، ومدير إدارة العمليات البرية.
حصل الفريق الركن، عضو المجلس السيادي، على عدد من الأوسمة والنوط، مقل وسام الخدمة الطويلة الممتازة، ووسام الشجاعة من الطبقة الأولى والثانية.
دافع العطا عن المساعدات من السعودية والإمارات للسودان مع بداية الأزمة، مشيرًا إلى أن كلا الدولتين لم تطلب مقابل سياسي أو أمني ولا اجتماعي من الخرطوم بالمقابل.
وطالما دعا اللجنة الأمنية بالمجلس العسكري، إلى ضرورة نبذ الخلافات والبعد عن سياسة الإقصاء حفاظاً على الديمقراطية وعدم الانحياز لحزب معين، تجنباً لردود الأفعال في الفترة الانتقالية حتى تحديد موعد لانتخابات حرة ونزيهة.
كما اتهم العطا في أوقات سابقة جهات لم يسمها بالسعى لخلق فتنة بين مكونات المنظومة الأمنية، ودعا لتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن.
إبراهيم جابر كريم
يشغل اللواء الركن مهندس إبراهيم جابر كريم منصب قائد القوات البحرية في السودان، وتم اختياره عضوا للمجلس الانتقالي العسكري، قبل أن يختير مرة أخرى لعضوية مجلس السيادة.
(المدنيون)
عائشة السعيد
عائشة موسى السعيد، هي من مواليد الأبيض، درست بها المراحل الأولية، ثم التحقت بمدرسة أم درمان الثانوية.
وبحسب حوارها في موقع "توثيق أون لاين"، حصلت عائشة السعيد على شهادة التربية والتدريس من معهد تدريب المعلمات بأم درمان، ثم حصلت على الماجستير لتدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية من جامعة مانشستر ببريطانيا، ودبلوم تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية من جامعة ليدز، وشهادة تدريب المعلمين لتدريس اللغات بالولايات المتحدة الأمريكية.
عملت عضوة المجلس السيادي السوداني فى كلية اللغة الإنجليزية والترجمة بجامعة الأمير سلطان بالرياض، بعد كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود.
كما عملت كمختصة لغة إنجليزية بإدارة معاهد التأهيل التربوي بوزارة التربية والتعليم ثم مدير عام بالإنابة لإدارة التأهيل التربوي بالخرطوم.
في خمسينات القرن الماضي، قادت موكبًا يطالب بتعليم البنات بالمرحلة الوسطى والثانوية ونجحت في تغيير رأي الأهالي تجاه تعليم البنات.
انخرطت السعيد مؤخرًا في التظاهرات السودانية الأخيرة، وبرزت كعضو فعال في المعارضة السياسية ضد نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير.
ومؤخرًا، تم تسمية عائشة موسى السعيد عضوة في المجلس السيادي السوداني الذي يتولى حكم الفترة الانتقالية مع المجلس السعكري السوداني.
حسن شيخ إدريس
هو خريج جامعة الخرطوم، من كلية القانون في العام 1972. عمل مساعدًا قانونيًا بوزارة العدل ووكيلًا لنيابة كسلا.
وبحسب معلومات نشرها نشطاء وصحفيين عن السيرة الذاتية لحسن شيخ إدريس، عمل الأخير مستشارًا قانونيًا بالبحرين وسلطنة عمان حتى العام 2006.
انتخب شيخ إدريس نائبًا برلمانيًا عن دائرة كسلا الغربية، ومؤخرًا تم ترشيحه ممثلًا لشرق السودان في المجلس السيادي عن قوى نداء السودان.
صديق تاور
هو أحد أبناء النوبة وقيادي سابق في حزب البعث، ولد بجنوب كردفان وواجه انتقادات بسبب ارتباطه بحزب يدعو للقومية العربية على عكس الهوية النوبية.
تقلد شقيقاه جلال وعفاف تاور مناصب وزارية سابقا في حكومة الإنقاذ.
هو أكاديمي متخصص في شؤون البيئة، وعمل مستشارا علميا بولاية جنوب كردفان، بالإضافة إلى عمله أستاذا للفيزياء بجامعة النيلين وجامعات سودانية أخرى.
صديق تاور كافي معروف في دوائر الفيزياء الأكاديمية وله إسهام علمي في مجاله، لكن لم تقف إسهاماته العلمية في تخصصه العلمي بل امتدت بحوثه في المجالات الحقوقية والبيئية وقضايا الحرب والسلام حيث كان يدافع بمقالاته وأراءه عن السلام في كردفان.
محمد الفكي سليمان
صحفي من مواليد عام 1979، تخرج من كلة العلوم السياسية بجامعة الخرطوم وحصل على درجة الماجستير عام 2008.
عمل في صحيفة العرب القطرية منذ عام 2014، ويمتلك مجموعة قصصية بعنوان "مساء الجنرالات"، وكتاب "تحديات بناء الدولة السودانية.
بجولة صغيرة في حسابه على موقع تويتر، نجد أنه كان يخشى بشكل كبير أن يرتبط هذا الجيل من الشباب في السودان بكارثة الانقسام والتفكك.
وكتب في نوفمبر 2014 "نحن الجيل الذي شهد تفكك الدولة السودانية إلى عدة دول".
لكن ذلك لم يحدث حيث استطاع السودانيون الإطاحة بالديكتاتور عمر البشير بعد 30 عاما من بقاءه في السلطة، وصار هو من بين أعضاء المجلس السيادي الذي سيدير البلاد في المرحلة الانتقالية.
يعتبر سليمان أن أهم منصب في المرحلة الانتقالية الحالية هو النائب العام.
محمد حسن التعايشي
وصفته المواقع والصحف السودانية، بأنه قيادي شاب بارز في حزب الأمّة القومي.
تخرج من كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بعد أن قضى في ردهات الجامعة فترة (10) سنوات، وأصبح خلال دراسته الجامعية رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم. انضم لتحالف القوى الوطنية الديمقراطية (2003 – 2004).
نشط سياسيًا خلال السنوات الماضية، ووصفته المواقع بأنه متمكن سياسيًا واقتصاديًا، ومثقف وعلى درجة من الوعي بقضايا شعبه.
اعادت قوى التغيير محمد التعايشي إلى مرشحيها للمجلس السيادي بعد أن شهدت الأيام الماضية جدلًا ومعارضة شديدة على شبكات التواصل الاجتماعي لاستبعاد التعايشي من قبل قوى الحرية وتجمع المهنيين ودفعها لمرشح بديل.
رجاء نيكولا عبدالمسيح
وفق سيرتها الذاتية المنشورة في الصحف السودانية، فإن نيكولا من مواليد أم درمان، وحاصلة علي ليسانس حقوق من جامعة القاهرة عام 1980.
وعُيّنت في وزارة العدل السودانية عام 1982، وتدرجت في الهيكل الوظيفي حتي تم ترقيتها لمستشار بالوزارة عام 2005. ورشّحتها الحرية والتغيير لتمثل الجانب المسيحي في المجلس السيادي.
اُختيرت المستشارة السودانية رجاء نيكولا عبدالمسيح، للمقعد رقم (11) داخل المجلس السيادي بالسودان، بعد انتهاء اجتماع مُطوّل بين المجلس العسكري الانتقالي وائتلاف قوى الحرية والتغيير (المعارض)، الاثنين.
وأصبحت نيكولا العضو التوافقي داخل المجلس، الذي يضم 5 ممثلين عن المجلس العسكري، و5 عن القوى المدنية.
فيديو قد يعجبك: