لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السودان: حكاية منزل آمن يحمي المتظاهرين والمصابين

03:35 م الجمعة 05 يوليو 2019

فيصل علي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

داخل مبنى سكني وسط العاصمة السودانية الخرطوم، جلس فيصل علي -ليس اسمه الحقيقي-، البالغ من العمر 14 عاماً، رفقة والده. وفي المدخل، لم تزل الرائحة التقليدية العطرة التي تفوح من المنازل السودانية باقية.

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إنه قبل محاولة فضّ الاعتصام الشهر الماضي، كان المبنى موطناً لعروسين جدد زارا العاصمة، ولكنه الآن بات منزلًا آمنًا للمتظاهرين، بمن فيهم الأطفال، وغيرهم من الأشخاص الذين أصيبوا بإصابات غيرت مجرى حياتهم.

ذكرت الصحيفة البريطانية أن فيصل أحد هؤلاء الذين أصيبوا خلال مشاركتهم في الاحتجاجات التي اندلعت في السودان وتسببت في الإطاحة بالبشير. خسر المراهق السوداني ساقه بعد أن أُطلق عليه النار عدة مرات. وقال والده: "إنه طفل، ولا يعرف الكثير عن السياسة".

في يوم سقوط البشير في أبريل الماضي، كان فيصل في مدرسة لدراسة القرآن، فأرسله والده لتحسين لغته العربية.

قال للجارديان: "كان الجميع في قريته يركضون نحو مبنى الأمن، ثم ركضت أنا مع أشخاص آخرين، عندما أطلق رجال -يرتدون زيًا عسكرياً- النار عليّ ثلاث مرات".

لفتت الصحيفة البريطانية إلى أن فيصل لم يتمكن من تلقي العلاج الطبي المناسب في كتم، وتمت إحالته إلى مستشفى آخر في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، لكنه لم يعثر على جراح هناك، وعندما وصل إلى الخرطوم كانت الأمور قد خرجت عن السيطرة، ما دفع الأطباء إلى بتر ساقه.

أوضحت الجارديان أن موقع المنزل الآن يبقى في طي الكتمان، لحماية المتظاهرين والناشطين الذين يساعدون مصابي الاحتجاجات. من بين رواد المنزل متظاهر أصيب بطلق ناري في ظهره في أول يونيو الجاري، خلال فض الاعتصام الذي أسفر عن مقتل 128 شخصاً. يخشى هذا المتظاهر، لم تسمه الصحيفة، أن تعثر عليه السلطات لا سيما وأنه على قائمة المطلوبين.

كما يوجد داخل المنزل الآمن، حسب الصحيفة، اثنان من النشطاء اللذين شاركا في احتجاجات الأحد الماضي، أصيب أحدهما برصاص في المعدة والآخر ضُرب بالعصي.

يُذكر، أن الاحتجاجات ضد البشير انطلقت في عطبرة في ديسمبر العام الماضي، من بعدها تولى المجلس العسكري الانتقالي السلطة.

توصّل المجلس العسكري الحاكم وقادة الاحتجاجات في السودان، اليوم الجمعة، إلى اتّفاق حول الهيئة التي يُفترض أن تقود المرحلة الانتقاليّة المقبلة، بفضل وساطة إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، استأنف الجانبان المفاوضات قبل أيام في محاولة لرسم الخطوط العريضة للمرحلة الانتقاليّة المقبلة.

وأعلن وسيط الاتّحاد الأفريقي محمّد الحسن لبات، خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم، أنّ المجلس العسكري الحاكم وتحالف "إعلان قوى الحرّية والتغيير" الذي يقود حركة الاحتجاج اتّفقا على "إقامة مجلس للسيادة بالتّناوب بين العسكريّين والمدنيّين ولمدّة ثلاث سنوات قد تزيد قليلاً".

شارك عشرات الآلاف من الأشخاص، الأحد الماضي، في احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، وكانت أولى المظاهرات الواسعة النطاق منذ فض الاعتصام في يونيو الماضي.

يقيم فيصل في المنزل الآمن مع خمسة جرحى آخرين، بعضهم متظاهرون بينما وقع آخرون ضحايا تبادل إطلاق النار، حسبما ذكرت الجارديان.

وفقًا للصحيفة البريطانية، إن مجموعة من المتطوعين لم يكشفوا عن هوياتهم أسسوا المنزل في أبريل الماضي، بعد سقوط البشير، ويموله السودانيون المغتربون في الخليج وأوروبا وكندا والولايات المتحدة، تغطي التبرعات التي يحصل عليها القائمون على المنزل التكاليف الرئيسية للمعيشة، والتي تتنوع بين الإيجار الشهري الذي يُقدّر بـ500 جنيه سوداني، وبدل يومي قدره 550 جنيهًا سودانيًا لكل شخص.

حسب محمد سعد، أحد المتطوعين في المجموعة التي تنسق العمل في المنزل، - ليس اسمه الحقيقي- فإنهم يرسلون بعض الأموال لأسر المصابين والجرحى.

فقد أحمد ياسين، 16 عاماً -ليس اسمه الحقيقي-، ساقه مثل فيصل، بعدما وصل إلى الخرطوم مع والده.

قال للجارديان: "لم أشارك في الاحتجاجات، تركت عملي وكنت أهم بالعودة إلى المنزل عندما رأيت حشوداً يهتفون ويتوجهون نحوي، بعدها فتح رجال -يرتدون ملابس مدنية- النوافذ وأطلقوا النيران علينا".

فيديو قد يعجبك: