"مسدس كاتم وسيارة صغيرة".. تفاصيل اغتيال نائب القنصل التركي بأربيل
كتبت- رنا أسامة:
كشف مصدر أمني مطلع في مدينة أربيل العراقية، تفاصيل اغتيال نائب القنصل التركي واثنين من مُرافقيه العراقيين داخل أحد المطاعم، في إطلاق نار وسط عاصمة إقليم كردستان العراق، بعد أيام من اعتقال مُنفذّ الحادث.
ونقلت قناة "العربية" عن المصدر الذي رفض الكشف عن هويّته، الثلاثاء، قوله إن مُسلحين اثنين كانا ينتظران داخل المطعم الذي يرتاده موظفو القنصلية التركية في أربيل بشكل مستمر ومنهم نائب القنصل.
وأضاف: "أثناء جلوس نائب القنصل التركي والأفراد الموكلين بحمايته على أحد طاولات المطعم، فوجئ بأحد الجالسين ويُدعى مظلوم داغ، يُشهِر سلاحه الكاتم بوجهه، وقبل أن يُطلِق النار صرخ بوجه الدبلوماسي التركي: (سنقتلكم جميعًا)، ثم أطلق بعدها عدة رصاصات على نائب القنصل ومُرافقيه".
وأشار المصدر إلى أن مظلوم داغ كان برفقته اثنين آخرين؛ أحدهما يُدعى محمد بيسكسز ويُلقّب بـ "دجوار" و"مامند" و"يوسف"، والآخر لا يُعرف هويّته لكنه كان يجلس في سيارة صغيرة تنتظر خارج باب المطعم، استقلّوها بسرعة بعد الحادث ليفرّوا وسط هلع وذهول رواد المطعم، بحسب قوله.
والسبت الماضي، أعلن جهاز الأمن الداخلي في كردستان العراق المعروف باسم "الأسايش"، اعتقال مظلوم داغ المُشتبه في تورطه بقتل نائب القنصل التركي، إثر حملة تفتيش واسعة جرت في مدينة أربيل بينما كان يحاول الهرب نحو جبال قنديل في شمال العراق، المركز الرئيسي ومقر القيادة لحزب العمال الكردستاني.
وأضاف المصدر العراقي أن مُنفّذي الحادث أغفلوا تغطية وجوههم، وهو الأمر الذي سهّل الإيقاع بهم بعد مراجعة كاميرات المراقبة الخاصة بالمطعم. ونشرت قوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان بلاغ بحث مُرفق بصورتين لشاب بشعر أسود ولحية مشذبة، وبدا أن إحداهما التقطتها إحدى كاميرات المراقبة.
وبحسب معلومات قوات مكافحة الإرهاب، فإن داغ كُردي تركي يبلغ من العمر 27 عامًا، ينحدر من مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكُردية في تركيا، وكان يعمل في مطاعم ومقاهي وسط مدينة أربيل منذ نحو 6 أعوام.
فيما ذكرت وكالة الأناضول أنه شقيق البرلمانية التركية المُعارضة، ديرسيم داغ، من حزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد في تركيا.
كما اعتُقِل مُساعد العقل المُدبر لحادث الاغتيال، محمد بيسكسز ويكنى، وهو كُردي تركي الجنسية ينحدر من منطقة ديار بكر أيضًا.
ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن حادث الاغتيال في شمال العراق، حيث يتواجد متمردون أكراد إيرانيون وأتراك. وفي حين وجّه مراقبون أصابع الاتهام إلى حزب العُمال الكردستاني الذي يخوض صراعًا دمويًا مع تركيا منذ عدة سنين، نفى المتحدث باسم الجناح العسكري للحزب ذلك.
من جانبه، ندّد حزب الشعوب الديموقراطي في بيان فيما اعتبره "محاولة استفزاز غير مقبولة إطلاقًا". وتوعّدت أنقرة التي تمتلك قواعد عسكرية بشمال العراق، بـ "الردّ المناسب" على هذا الاعتداء.
وأعلنت أنقرة، الخميس الماضي، إطلاقها أوسع عمليّة جوّية ضدّ حزب العمال الكردستاني في العراق، ردًا على ما وصفته بـ "الهجوم الدنيء" في أربيل.
ويخوض حزب العمال الكردستاني تمردًا ضد أنقرة منذ عام 1984، وتصنفه الأخيرة وحلفاؤها الغربيون كـ "منظمة إرهابية".
فيديو قد يعجبك: