"الأماكن الآمنة".. ما هو قانون التحرش الجنسي المثير للجدل في الفلبين؟
كتبت - رنا أسامة:
حالة من الجدل أثارها قانون ضد التحرّش الجنسي وقّعه الرئيس الفلبيني، رودريجو دوتيرتي، يُجرّم أشكال الاعتداء أو المُضايقات الجنسية بما في ذلك الإيذاء والتشهير والألفاظ الخادشة للحياء والتصفير في الأماكن العامة.
وكان دوتيرتي وقّع على القانون رقم (11313)، المعروف باسم "قانون الأماكن الآمن"، في 17 أبريل الماضي، لكن لم يُعلن عنه رسميًا إلا أمس الاثنين.
ما هو قانون "الأماكن الآمنة"؟
يحظر القانون كافة المُضايقات الجنسية في الشوارع والأماكن العامة في الفلبين، مثل أماكن العمل والمدارس والمركبات العامة والمناطق الترفيهية، بحسب تقارير محلية.
وتشمل أشكال المُضايقات الجنسية أو الأفعال المُخِّلة، بحسب القانون، التلامُس، والتحرّش، وتعقّب النساء أو تصويرهن، والتحيّز ضد النساء أو الافتراء عليهن، وإطلاق تعليقات خادشة للحياء، والقيام بإيماءات جسدية مسيئة مثل التعرّي أو الاستمناء العلني والتحسّس الجسدي.
كما يسري القانون أيضًا على التحرش الجنسي عبر الإنترنت، بما في ذلك التهديدات الجسدية والنفسية والعاطفية التي يتم إجراؤها من خلال الرسائل الإلكترونية.
ويتعيّن على المحال التجارية في الفلبين، مثل المطاعم ودور السينما، أن تعرض لافتات تُحذّر من التحرش، وتعرض أرقام خطوط هاتفية ساخنة تُمكّن المواطنين من الإبلاغ عن أي مخالفات مزعومة تنتهك قانون "الأماكن الآمنة"، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وتتراوح عقوبة المُتحرش الجنسي، بموجب ذلك القانون، بين الخدمة المجتمعية، وغرامة مالية تصل إلى 500 ألف (بيزو)- بما يُعادل (790,7 جنيه إسترليني، و750.9 دولار أمريكي)، والسجن لمدة تصل إلى 6 أشهر.
انقسام حول القانون
وأحدث القانون انقسامًا في الفلبين؛ إذ رحّبت به عضو مجلس الشيوخ المعارضة ريزا هونتيفيروس، قائلة إنه "سيؤدي إلى سد الثغرات في التشريعات السابقة ضد التحرش الجنسي". وأضافت أن "القرار جيد بقدر ما يتم تطبيقه".
في حين رجّح ناشطون أن "كُره" دوتيريتي للنساء سيجعل تنفيذه أمرًا صعبًا، بالنظر إلى اتهام الرئيس الفلبيني في السابق بالتحرش الجنسي في مناسبات عدة.
وقال حزب "جابرييلا" السياسي الفلبيني الذي يُعنى بحقوق المرأة، عبر تويتر، إن الرئيس البالغ من العمر 74 عاما كان "أكثر منتهكي القانون وقاحة بتصريحاته الفاشية". وأضاف الحزب: "وفقا لهذا السياق، سيكون تطبيق القانون تحديًا بالتأكيد".
كان الرئيس الفلبيني أثار جدلًا واسعًا بشأن معاملته للنساء؛ ففي عام 2016، أبدى إعجابه بصحفية بطريقة غير لائقة خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون. وفي حادثة أخرى في العام نفسه، أثار غضبًا عندما قال إنه كان يريد اغتصاب مُبشّر أسترالي "جميل" تعرض للاعتداء الجنسي وقُتِل لاحقًا في أعمال شغب بسجن فلبيني.
والعام الماضي، قام دوتيرتي بتقبيل امرأة فلبينية على شفتيها وهما على خشبة المسرح أثناء زيارته إلى كوريا الجنوبية في خطوة استدعت اتهامه بإساءة استخدام السلطة. كما حثّ الجنود على إطلاق النار على النساء المقاتلات في منطقة الرح. بحسب وكالة فرانس برس.
بدورها، شكّكت الصحفية والناشطة الفلبينية، إنداي فارون، في قدرة دوتيريتي على تنفيذ القانون. وقالت "تأخر توقّيعه كثيرًا". وكذلك أعربت الناقدة الرئيسية لدوتيرتي والعضو في مجلس الشيوخ، ليلى دي ليما، عن أملها في ألا يعفى الرئيس من الالتزام.
في المقابل، قال المتحدث باسم الرئيس الفلبيني، سلفادور بانلو، إن الأخير سيلتزم بالقانون، لكنه رفض مزاعم كراهيته للنساء.
وقال بانلو لصحفيين "عندما يطلق الرئيس النكات فإنه يهدف إلى جعل الناس يضحكون وهو لا يقصد الإساءة أبدا". وأضاف "يجب أن تعرف النساء ذلك، إن كره النساء يختلف عن إضحاك الناس".
فيديو قد يعجبك: