لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الولايات المتحدة وإيران وأوهام الحرب... جعجعة بلا طحن؟

11:05 ص الإثنين 03 يونيو 2019

الولايات المتحدة وإيران

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - (د ب أ):

شغلت احتمالات نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران، وما زالت تشغل، قدرا كبيرا من اهتمام وسائل الإعلام العالمية ومراكز الأبحاث المختلفة. وتتركز خلاصة ما صدر عنها من تعليقات واستنتاجات فى عدم قناعة بجدوى نشوب مثل هذه الحرب، بل واستبعاد نشوبها رغم بعض المخاوف من أن يُستدرج الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى القيام بهذه المخاطرة.

وشهد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران تصعيدا منذ مطلع شهر مايو الماضي، عندما سارعت الإدارة الأمريكية فى رد فعل لما وصفته بإنه تهديد إيراني للقوات الأمريكية مؤخرا بإرسال حاملة طائرات وقاذفات قنابل إلى منطقة الخليج، وأعدت خطة لإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى المنطقة فى حال تعرضت القوات الأمريكية لأى هجوم أو فى حال قامت إيران بتسريع وتيرة نشاطها النووي.

وقد وردت بعض تفاصيل هذه الخطة فى تقرير بصحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرا علق عليها جون جلاسر، مدير الدراسات السياسة الخارجية بمركز كاتو الأمريكى للأبحاث، بقوله إنها تثير الانزعاج رغم عدم احتمال لجوء ترامب إلى إصدار أمر بخوض حرب لأن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى إضعاف فرصه فى الفوز بفترة رئاسة ثانية فى الانتخابات المقررة العام القادم.

ويرى جلاسر أن أحد الأسباب المحتملة وراء نشر مثل هذا التقرير هو أن الصقور فى البيت الأبيض يرغبون فى أن يوضحوا لإيران والمجتمع الدولي بصورة علنية أن الإدارة الأمريكية على استعداد لاستخدام القوة. وفى الوقت نفسه يرى أنه ربما يكون هناك احتمال آخر وهو أن المجهولين من مسؤولي الأمن القومى الذين سربوا هذه الخطة لديهم شعور بعدم الارتياح إزاء إصرار جون بولتون، مستشار الأمن القومى، على مهاجمة إيران وتغيير نظام الحكم فيها، وربما يرون أن تصرفاته مؤخرا، وبينها قيامه بزيارة غير عادية لوكالة المخابرات المركزية، تمثل استفزازا يمكن أن يتسبب دون قصد فى اندلاع حرب.

وعلى أية حال، فقد أكد ترامب فى مؤتمر صحفى أثناء زيارته الأخيرة لليابان أن إيران لا تريد الحرب وكذلك الولايات المتحدة، ومع ذلك، من الصعب التنبؤ بسياسة ترامب كما يرى أندرو فايس نائب رئيس الدراسات الروسية فى مؤسسة كارنيجي الأمريكية للسلام الدولي.

من ناحية أخرى، أشار كيرت ميلز، محرر الشؤون الخارجية فى مجلة "ذا ناشيونال انتريست" الأمريكية، الذي يتولى تغطية أنشطة الرئيس ترامب، ووزارة الخارجية، ومجلس الأمن القومى، إلى أن عددا من كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين السابقين بعثوا رسالة إلى ترامب أكدوا فيها أن أى حرب مع إيران، سواء كانت مقصودة أو بسبب خطأ فى التقدير،سوف تسفر عن تداعيات خطيرة للغاية فى منطقة الشرق الأوسط التى تشهد بالفعل مناخا من عدم الاستقرار.

ونقل ميلز عن الأدميرال مايكل سميث، منسق المجموعة التى بعثت بالرسالة، قوله إنه يمكن التعامل مع إيران بدون مواجهة عسكرية وأن هناك حاجة لكبح المتشددين فى الإدارة الأمريكية وأبرزهم مستشار الأمن القومى، وإنه إذا لم يتم ذلك، سوف تظل المخاطر التى تواجه المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط كبيرة للغاية.

وذكرت المجموعة فى رسالتها أن هناك فى الوقت الحالى تزايدا فى قوة المتشددين فى الجانبين الأمريكى والإيراني، وأن ما يصدر من تصعيد من جانب الولايات المتحدة سيؤكد للعناصر المتشددة فى طهران أن التوصل لتسوية مع أمريكا يعتبر مستحيلا.

وفى هذا الإطار، وفي رد على تصريحات ترامب التى أظهر فيها عزمه التفاوض مع إبران حول البرنامج النووى رغم تصاعد التوتر بشكل كبير بين البلدين مؤخرا، قال المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئي فى كلمته التى نشرها موقعه الرسمى إنه يرفض التفاوض بشأن القضايا التي تمس " شرف الثورة" وإنه مستعد لكل الاحتمالات بما فيها الحرب" إذا اقتضى الأمر" ، وشدد على أن إيران لن تتفاوض مع أمريكا لأن" مثل هذه المفاوضات ليست مفيدة، بل إنها مضرة".

وكان التليفزيون الإيراني نقل عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله: " إن الباب لا زال مفتوحا أمام التفاوض مع أمريكا، لكن بعد أن تقوم أولا برفع العقوبات والعودة إلى التزامها بالاتفاق النووي الذى انسحبت منه العام الماضي."

وفي تصريحات لوكالة "فارس" الإيرانية قال يحيى رحيم صفوي مساعد ومستشار المرشد الإيراني إن "للأمريكيين أكثر من 25 قاعدة عسكرية في أنحاء المنطقة ... ويوجد في هذه القواعد أكثر من 20 ألف عسكري".

وأضاف صفوي: "يعلم الأمريكيون جيدا أن هذه القوات في مرمى صواريخنا، كما أن كل الأسطول الأمريكي والأجنبي في الخليج في مرمى صواريخ ساحل –بحر التابعة للقوة البحرية للحرس الثوري".

واشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يدخل حربا ضد بلاده لأنه "يضفى الطابع الاقتصادي على الأمن، ولن يدخل أبدا أي حرب إن لم تكن فيها جدوى اقتصادية"، مضيفا أن ترامب "يعلم أن أي حرب مع إيران ستنتهي بهزيمته العسكرية وستكلفه نفقات اقتصادية كبيرة".

وأخيرا، وكما يقول المثل العربي " مصائب قوم عند قوم فوائد"، قال الباحث ناثان ليفين في تقرير نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكى مؤخرا إن الفائز الحقيقي من وراء أي مواجهة أمريكية إيرانية هو الصين، وإنه إذا خاضت الولايات المتحدة حربا مع إيران، فإن هذا يعنى بداية " قرن صيني".

وأشار ليفين إلى أن الولايات المتحدة غارقة في مواجهة تزداد تفاقما مع الصين، والعلاقات بينهما مستمرة في التدهور، وأي حرب في الشرق الأوسط سوف تكون فكرة سيئة لأنها سوف تضعف بصورة كارثية الوضع الجغرافي السياسي لأمريكا في مواجهة الصين في أسوأ وقت ممكن، مما يستنزف ويضعف القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية في الوقت الذى تحتاج فيه أمريكا لكل ذرة قوة للتوازن مع الصين التي يصعد نجمها بصورة سريعة، مما سيوفر لها فرصة تحقيق طموحاتها بالتفوق على الولايات المتحدة اقتصاديا، وضمان الهيمنة العسكرية في منطقة المحيط الهادىء، وتحقيق دور قيادي في تطور النظام العالمى.

فيديو قد يعجبك: