لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قتلى واعتصام مدني.. ماذا حدث في السودان؟

11:26 ص الإثنين 03 يونيو 2019

كتبت - هدى الشيمي:

شهدت الأحداث في السودان تصعيدًا جديدًا، اليوم الاثنين، بعد أن انتشار أنباء عن محاولة قوات الأمن فضّ الاعتصام المُقام أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم بالقوة، ما تسبب في وقوع قتلى وإصابة العشرات بجروح ما يُنذر بإمكانية ارتفاع مُعدّل الوفيات، فيما تدعو المعارضة إلى عصيان مدني، بينما تلتزم وسائل الإعلام الرسمية الصمت التام إزاء ما يحدث في البلاد.

بدأت قوات الدعم السريع السودانية، صباح اليوم الاثنين، محاولة فضّ الاعتصام القائم أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، وسط إطلاق رصاص كثيف على المعتصمين، وهو الأمر الذي ينفيه المجلس العسكري السوداني، مؤكداً استهداف منطقة إجرامية مشبوهة.

حسب شهود عيان، فإنه عملية فض الاعتصام بدأت مع بزوغ الفجر بينما قامت قوات الدعم السريع بإطلاق النار على المعتصمين وقامت بحرق الخيم الموجودة في ساحة الاعتصام، وأشاروا إلى أن قوات الأمن أغلقت الشوارع وسط الخرطوم.

أفادت مصادر مُطلعة بسقوط 14 قتيلاً وأكثر من سبعون جريحًا خلال فض الاعتصام، وحسب المصادر فإن الأعداد قابلة للزيادة نتيجة الاصابات الخطرة التي تتواجد في غرف المستشفيات المحيطة باعتصام القيادة العامة.

وذكرت وكالة رويترز أن آلاف المحتجين السودانيين يغلقون طرقا بالحجارة وإطارات مشتعلة في مدينة أم درمان.

استهداف كولومبيا

من جانبه نفى الفريق شمس الدين كباشي، المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، ما تردد عن فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة، وقال، في حوار مع سكاي نيوز اليوم الاثنين،: "الخيم موجودة والشباب يتحركون بحرية، التحرك العسكري تم خارج منطقة الاعتصام".

وأوضح الفريق كباشي أن القوات السودانية لم تفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة، بل استهدفت منطقة مجاورة له باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين، وهي منطقة تسمى كولومبيا، ظلت – على حد قوله- منذ فترة طويلة بؤرة للفساد والممارسات السلبية التي تتنافى وسلوك المجتمع السوداني، وأصبحت مهددًا أمنيًا كبيرًا لمواطنينا".

وحسب الفريق كباشي فإن الجيش والمواطنين وقوى الحرية والتغيير اتفقوا على أن هذه المنطقة تمثل خطرا، وتؤثر أيضا على أمن الثوار في منطقة الاعتصام، وبناء على ذلك، قررت السلطات المعنية التحرك صوب هذه المنطقة، بما يؤدي إلى أمن وسلامة المجتمع.

وعن امكانية السماح للجيش السوداني لعودة المعتصمين إلى جوار مقر قيادة الجيش، قال كباشي إن المجلس العسكري لا يمانع في ذلك، مضيفا " نحن لا نستهدف منطقة الاعتصام والذين خرجوا أن أردوا العودة فلهم ذلك. استهدفنا فقط منطقة كولومبيا".

عصيان مدني شامل

من جانبه حمّل تجمع المهنيين السودانيين، الذي يقود الاحتجاجات في السودان، المجلس العسكري مسؤولية ضمان سلامة المعتصمين، وطالبه بالتراجع عن "مخطط صناعة الفوضى والانفلات في البلاد".

ودعا تجمع المهنيين السودانيين في كل الأحياء والبلدات والمدن للمشاركة في تظاهرات ومواكب سلمية، وكتب على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: "يجب إغلاق كل الطرق الرئيسية بالمتاريس وقفل الكباري والمنافذ وشل الحياة العامة تماماً. إنه عصيان مدني شامل وإضراب كامل عن العمل في كل المرافق والمؤسسات في القطاع العام والخاص، ولن نتراجع عنه حتى اسقاط المجلس العسكري الانقلابي وجهاز أمن النظام ومليشياته وكتائب ظله وكل أذياله من القتلة والمجرمين.

واستجابة لدعوة التجمع، أعلن تجمع الطيارين السودانيين انضمامه للعصيان المدني الشامل. وقال تجمع الطيارين السودانيين، في بيان صدر عنه اليوم الاثنين،" تابعتم دون شك تطورات وتداعيات العنف المفرط والمجزرة التي تمت لفض اعتصام القيادة العامة، كما تعلمون أن تجمع المهنيين السودانيين قد أعلن التصعيد إلى العصيان المدني الشامل".

انقلاب على الانتفاضة

اعتبر خالد عمر يوسف، القائد في إعلان قوى الحرية والتغيير، ما تشهده بلاده "انقلاب" على الانتفاضة التي أدت للإطاحة بالرئيس عمر البشير، حسبما قال في تصريحات لوكالة رويترز.

قال يوسف إن المعارضة ستواجه ما حدث بتصعيد الاحتجاجات والمسيرات وبعصيان مدني كامل.

وأفادت تقارير بأن قوات الأمن السريع اقتحمت مستشفى في الخرطوم، حيث نقل بعض الجرحى، عقب محاولة قوات الأمن فض الاعتصام.

وأدان حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي، في بيان أصدره الاثنين، فض الاعتصام بالقوة في السودان، معتبرا أن ما قام به المجلس العسكري يعتبر "غدرا وجريمة وتهور".

واعتبر حزب الأمة السوداني أن ما قام به المجلس العسكري يجعله غير منحاز إلى الثورة السودانية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان