لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ماذا يمنع الرياض وواشنطن عن توجيه ضربة عسكرية لإيران؟ (خبراء يجيبون)

08:01 ص الإثنين 17 يونيو 2019

الأمير محمد بن سلمان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

تفاقمت الأوضاع خلال الآونة الأخيرة في الخليج العربي، بسبب سلسلة الهجمات المتتابعة التي شهدتها المنطقة.

ومن وجهة نظر الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، كان المسؤول عن تلك الهجمات هو النظام الإيراني.

وبعد قرابة شهرين من التصعيد في المنطقة، تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في حوار مطول مع صحيفة "الشرق الأوسط"، عن الأوضاع في المنطقة، وخطة المملكة لحماية بلدها وشعبها.

ولي العهد السعودي أكد أن المملكة لا تريد حربًا في المنطقة، لكنها لن تتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها، مشددًا على أن الرياض ستتعامل مع أي تهديد لمصالحها الحيوية.

وأشار ولي العهد إلى أن النظام الإيراني لم يحترم وجود رئيس الوزراء الياباني ضيفًا في طهران، وقام أثناء وجوده بالرد على جهوده، بالهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان، إحداهما كانت في طريقها إلى اليابان.

اتهام السعودية بمسؤولية إيران عن الاعتداءات الأخيرة، سبقه اتهام مشابه من الولايات المتحدة، عندما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصريحات بأن طهران مسؤولة عن الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عُمان، قائلاً إن الولايات المتحدة "لا تستخف بالأمر".

وأشار ترامب إلى مقطع فيديو للبحرية الأمريكية يُزعم أنه يظهر سفينة إيرانية تزيل لغمًا غير منفجر من إحدى الناقلتين في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز".

في المقابل رفضت إيران و"بشكل قاطع المزاعم الأمريكية" بالوقوف وراء الهجمات على ناقلتي نفط في خليج عُمان.

ماذا يمنع الرياض وواشنطن عن الرد العسكري؟

في السياق نفسه، شنت ميليشيات الحوثي هجمات على خط نفط سعودي يتبع شركة "أرامكو" السعودية، بالإضافة إلى استهداف مطار أبها منذ أيام، ما أدى لإصابة 26 شخصًا.

وعقب تضييق الولايات المتحدة الخناق على إيران، أعلنت واشنطن أن طهران استهدفت طائرات مسيرة لها في مياه الخليج في اليوم نفسه الذي شهد استهداف ناقلتي النفط في خليج عُمان.

ومن وجهة النظر السعودية والأمريكية، فإن إيران هي السبب الرئيسي خلف الاعتداءات الأخيرة، بالإضافة إلى محاولتها المستمرة للإضرار بمصالح واشنطن والرياض، فماذا يمنع الدولتين من الرد العسكري؟

يقول طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إنه يتم اتهام الإدارة الأمريكية بالقفز على الأزمة، وعسكرتها، إلا أن ترامب يتوخى الحذر حيال أي ضربة عسكرية، موضحًا أن ذلك بدى واضحًا في تصريحاته القائلة إنه لا يرمي إلى حرب.

وأضاف في تصريحات لـ"مصراوي"، أن ترامب يتحسب أيضًا لكي لا يكرر أزمتي العراق وأفغانستان، إلا أن الإدارة الأمريكية يمكن أن تتابع وتفتش في الممرات العربية بالخليج.

وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن واشنطن ربما تدفع لضرب معسكرات للميلشيات التابعة لإيران، مثلما حدث في الآونة الأخيرة من شن هجمات مكثفة على معاقل ميليشيات الحوثي، مستبعدًا شن ضربات عسكرية على مواقع إيرانية أو ضربة عسكرية في العمق الإيراني.

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أن ما يوقف الولايات المتحدة عن توجيه رد عسكري لإيران، هو الكونجرس الأمريكي نفسه، لإن الرئيس الأمريكي يحتاج قبل اتخاذ أي قرار بضرب دولة ما، إلى أن يحصل على موافقة من الكونجرس.

ورغم تصريح مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أمس الأحد، أن الولايات المتحدة لديها الموافقة على شن حرب في أي وقت، إلا أن فهمي، يرى أنها مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي، ولن تخفي حقيقة أن إدارة ترامب تحتاج موافقة الكونجرس الذي لن يمرر قرار الأخير بسهولة.

الباحثة الأمريكية في الشؤون الأمنية، إيرينا تسوكرمان، أكدت أن جميع الجهات صانعة القرار في منطقة الخليج العربي ترغب في تجنب أي نوع من الاقتتال هناك.

وأضافت لـ"مصراوي"، أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تأييد دولي قبل أن توجه ضربة للنظام الإيراني، نظرًا لأن حلفاء واشنطن الأوربيين لا يصدقون اتهامات ترامب لطهران.

وترى الباحثة الأمريكية في الشؤون الأمنية، أن الولايات المتحدة والسعودية لن تتمكنا من شن ضربات عسكرية دون موافقة مجلس الأمن، لأنه سيخلف إدانات دولية موسعة، قد تؤدي إلى خسارة الرياض بعض حلفائها الأوربيين، فضلا عن توقيع عقوبات عليها، ومن ثم فإن التأييد الأممي يضمن الشرعية لأي رد عسكري، وهو ما لا يمكن الحصول عليه بسهولة، نظرًا لأنه لا يوجد إجماع دولي ضد إيران.

"توجيه ضربات في العمق الإيراني يمكن أن يحمل مخاطر جسمية لأمريكا والسعودية، نظرًا لأن أي استهداف لمنشأة في طهران، سيدفع الأخيرة على توجيه وابل من صواريخها ضد الرياض وواشنطن مباشرة".. تقول الباحثة الأمريكية.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان، أن بلاده تعمل على بناء توافق دولي بعد الهجمات التي وقعت في الشرق الأوسط.

وأشار شاناهان إلى أن الولايات المتحدة ستواصل مشاركة المعلومات الاستخباراتية كجزء من جهودها لبناء الإجماع الدولي.

فيديو قد يعجبك: