وزير الخارجية الألماني يختتم محادثاته مع نظيره الإيراني دون نتائج محددة
طهران - (د ب أ):
اختتم وزير الخارجية الألماني هايكو ماس محادثاته مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف التي استغرقت ساعتين اليوم الاثنين دون التوصل إلى نتائج محددة في إطار مساعي الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران.
ورغم ذلك وصف الوزيران اللقاء بأنه كان بناء وأكد على الاتفاق الذي يحول دون امتلاك إيران لأسلحة نووية مقابل حصولها على فوائد اقتصادية.
وحذر ماس خلال زيارته لإيران من التصعيد العسكري في الشرق الأوسط.
وقال ماس اليوم الاثنين في طهران عقب محادثات مع نظيره الإيراني: "الوضع في المنطقة التي نتواجد فيها شديد الحساسية وخطير على نحو غير عادي".
وذكر ماس أن استمرار تزايد التوترات قد يؤدي إلى تصعيد عسكري، وقال: "لا يمكن أن يصب ذلك في مصلحة أحد، لذلك يتعين تجنب هذا تحت كافة الظروف".
ووعد ماس نظيره الإيراني باستمرار عمل ألمانيا على الإيفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي المثير للجدل، وقال: "لن نصنع المعجزات هنا، لكن سنسعى بكل قوتنا لبذل كافة الجهود لتجنب الإخفاق".
ولم يقدم ماس عروضا جديدة لضمان فوائد اقتصادية لإيران رغم العقوبات الأمريكية.
ومن جانبه، ذكر ظريف أنه بدون إنهاء العقوبات الأمريكية لن يمكن أن يكون هناك حل، وقال: "كل التوترات الحالية في المنطقة تعود إلى الحرب الاقتصادية للسيد (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب ضد إيران"، مؤكدا أنه لا يمكن التوصل إلى حل وتهدئة إلا "إذا انتهت هذه الحرب"، مطالبا ألمانيا وباقي الشركاء الآخرين في الاتفاق النووي العمل من أجل تحقيق هذا الهدف.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق العام الماضي وشدد العقوبات على قطاعي النفط والبنوك الإيرانيين.
وزادت هذه الخطوة من الضغوط الاقتصادية على طهران وأوقعت البلدان الأوروبية الحريصة على دعم الاتفاق في مأزق.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني الشهر الماضي إن بلاده ستبدأ أيضا في الانسحاب جزئيا من الاتفاق النووي، مستشهدا بخروج الولايات المتحدة والعقوبات التي فرضتها.
وحدد روحاني مهلة تنتهي في السابع من يوليو المقبل لبقية الموقعين على الاتفاق - الصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا - لضمان الفوائد الاقتصادية لإيران بموجب الاتفاقية وتحييد العقوبات الأمريكية.
وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الأسابيع الأخيرة بعد أن أرسلت واشنطن مجموعة حاملة طائرات ضاربة وقوة من القاذفات إلى الخليج.
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أنهم يعتبرون إيران وحلفاء إيران تهديدا لمصالحهم في الشرق الأوسط الكبير.
وأكد ظريف اليوم أن بلاده سيكون لها رد فعل إذا لم يتم تطبيق الاتفاق النووي، رافضا اتهامات الغرب بالتدخل في نزاعات المنطقة ودعم الإرهابيين، كما رفض مطالب الولايات المتحدة بإعادة التفاوض حول الاتفاق النووي بوجه عام، محملا إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية التوترات في المنطقة، وقال: "إيران لم تبدأ حربا مطلقا، ولن تفعل ذلك أيضا".
وذكر ظريف أنه إذا بدأت الولايات المتحدة أو إسرائيل حربا، فإن إيران ستدافع عن نفسها، وقال: "كما أننا سنحدد نهاية مثل هذا النزع، وليس الخصم".
ومن جانبه، أعرب ماس بوضوح عن دعمه لإسرائيل، وقال: "حق إسرائيل في الوجود جزء من المصلحة الوطنية الألمانية وغير قابل للتفاوض بالنسبة لنا تماما"، مؤكدا أن هذا الدعم نتاج التاريخ الألماني وغير قابل للتغيير، وقال: "هذا يعني أن وجودي هنا في إيران لن يغير بالتأكيد في هذا الوضع شيئا".
تجدر الإشارة إلى أن إيران لا تعترف بإسرائيل كدولة مستقلة، وتدعم منذ أكثر من 40 عاما حركات معادية لإسرائيل مثل حماس الفلسطينية وحزب الله في جنوب لبنان.
ووصف قائد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي إسرائيل بأنها "ورم سرطاني" في المنطقة.
وهدد الرئيس السابق لإيران محمود أحمدي نجاد بتدمير إسرائيل، واصفا محرقة النازية (الهولوكوست) بـ"الخرافة".
ورغم نأي الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني عن التصريحات المعادية للسامية لسلفه، فإنه يتبع سياسة معادية لإسرائيل.
فيديو قد يعجبك: