مركز دراسات فلسطيني: النتائج الأولية للانتخابات الاسرائيلية لم تأت عكس التوقعات
رام الله - أ ش أ
قال مركز القدس لدراسات الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأولية وحسب الفرز الرسمي لم تأت على عكس بعض التوقعات المحدودة ، حيث أشارت إلى تفوق حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو المحاط بملفات الفساد، لكنها عبرت عن خارطة سياسية متشظية، على الرغم من أنها عززت من مكانة نتنياهو وأكدت تفوق معسكر اليمين في المشهد السياسي.
وأشار المركز - في دراسة تقدير موقف قام بها الباحث ياسر مناع - إلى أن النتائج الأولية تشير لتساوى حزب الليكود مع حزب "ازرق – ابيض"، حيث حصل كل واحد منهما على 36 مقعدا أو من الممكن أن يتقدم الليكود قليلا، لكن في ضوء ذلك فان كتلة اليمين قد حازت على الأكثرية، بفارق 10مقاعد عن اليسار، وبالتالي فإن هذه النتيجة تمكن نتنياهو من تشكيل الائتلاف الحكومي الخامس، وهو ما يعني أن جزءا من هذه النتائج لا يحمل الجديد، بل يعزز التحولات الحاصلة في المجتمع الإسرائيلي منذ سنوات عديدة .
ولفتت الدراسة إلى أن النتائج تشير أيضا التي ارتفاع مستوى التوجهات القائمة في المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين المتطرف، وأن هذا الارتفاع جاء بالأساس في أعقاب الإنجازات التي حققها نتنياهو في بعض القضايا لاسيما على مستوى القدس والجولان.
من جهة أخرى ، جاءت النتائج بمثابة الصاعقة على الأحزاب العربية، التي لم تستطع حشد الجمهور العربي ذاته، والذي قام بمحاسبة تلك الأحزاب المتنافرة على سياستها الباهتة في ظل العنجهية اليمينية المتطرفة .
وعلى الرغم من تصدر غزة الدعاية الانتخابية وكون المسألة الأمنية المحور الأساسي في الانتخابات الإسرائيلية، إلا أنها لم تحسم النتائج لصالح الجنرلات الأمنية في تحالف "ازرق-ابيض”.
وكان من الواضح في هذه الانتخابات مستوى شخصنة الحملات الانتخابية، إذ شاهدنا كيف ركزت الأحزاب المتنافسة على شخصية نتنياهو وتصرفاته وإدارته للحكومة، وفساده من جهة، وعلى شخصيات المرشحين المتنافسين واختلافها عن نتنياهو من جهة أخرى، بل أن غالبية الحملات الانتخابية عرضت رؤساء القوائم وتجاهلت بقية المرشحين، وهذا ما أعاق تقدم حزب "ازرق-ابيض".
وخلص الباحث إلى أنه يمكن القول بأن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة لم تحمل أي جديد في المشهد السياسي والحزبي ولا في القناعات السياسية لدى المجتمع الإسرائيلي، لكنها عززت نتنياهو وشكلت له درعا مؤقتا في مواجهة قضايا فساده التي تطارده، بالاضافة الى انها أرست من سيطرة اليمين على الكنيست والسياسة في “اسرائيل” .
ومن المتوقع أن يحاول نتنياهو تشكيل حكومة متوافقة سياسيا أكثر من سابقتها متجاوزا في ذلك بعض الشخصيات والعقبات، ويمنح بعض الأحزاب الصغيرة حقائب وزارية كبيرة ، هذه الحكومة، ستقدم إعلان ضم الضفة الغربية وتوسيع في مشارع الاستيطان هدية لناخبها، وتمعن بمزيد من العنصرية تجاه المواطن الفلسطيني في الداخل، لذلك يجب على الأحزاب العربية أن تعمل على طرح مشروع عمل جماعي يكن درعا حاميا للفلسطينيين في الداخل.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: