بعد القُدس.. هل حان الوقت لشرعنة احتلال الجولان؟
كتبت – إيمان محمود:
في إطار مساعيه لرسم خريطة الشرق الأوسط؛ فجّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كارثة جديدة لصالح الحليف الإسرائيلي، بضرورة الاعتراف الأمريكي بـ"سيادة إسرائيل على الجولان السوري المُحتل".
وقال ترامب، في تغريدة عبر حسابه الرسمي إنه "بعد 52 سنة، حان الوقت للولايات المتحدة للاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان".
واعتبر ترامب أن منطقة الجولان "ذات أهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل واستقرار المنطقة".
ولم يتضح ما إذا كان البيت الأبيض سيصدر معلومات أو تفاصيل إضافية حول هذه الخطوة للاعتراف بمرتفعات الجولان كجزء من إسرائيل بعد تغريدة ترامب.
احتلّت إسرائيل منطقة الجولان الاستراتيجية في حرب 1967، بعد نهاية المعارك على الجبهتين المصرية والأردنية.
وفي ديسمبر من العام 1981؛ قرر الكنيست "ضمّ" الجزء المُحتل من الجولان الواقع غربي خط الهدنة 1974 إلى إسرائيل، والذي عُرف بـ"قانون الجولان"، في خطوة يرفضها المجتمع الدولي حتى اليوم.
ومنتصف نوفمبر، صوتت الولايات المتحدة للمرة الأولى ضد قرار أممي يعتبر ضمّ إسرائيل للجولان "لاغيًا وليس في محلّه". وكانت الدولة الوحيدة التي اتخذت هذا الموقف.
وسارع نتنياهو إلى الترحيب بقرار ترامب المفاجئ والذي يدعمه في حملته الصعبة لإعادة انتخابه لولاية خامسة.
وكتب نتنياهو على "تويتر": "في وقت تسعى إيران الى استخدام سوريا منصة لتدمير اسرائيل، يعترف الرئيس ترامب بجرأة بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان. شكرًا للرئيس ترامب".
وقال في بيان إنه أبلغ ترامب خلال مكالمة هاتفية أنه "صنع تاريخًا" بعد اعترافه بسيادة اسرائيل على الجولان.
وتزامن اعتراف ترامب مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لإسرائيل.
وقوبلت تغريدته بهجوم دولي وعربي واسع، وأدانت سوريا موقف ترامب، معتبرة أنه "ازدراء" وانتهاك "سافر" للشرعية الدولية.
وقالت في بيان أصدرته اليوم إن "الموقف الأمريكي تجاه الجولان السوري المُحتل يعبّر وبكل وضوح عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية وانتهاكها السافر لقراراتها".
في غضون ذلك، ندد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، مساء الخميس، بتصريحات ترامب، قائلاً: "بالأمس اعترف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، واليوم يقول إنه لأمن المنطقة يجب أن تكون هضبة الجولان السورية المحتلة تحت سيادة إسرائيل، ما الذي سيأتي به الغد؟ عدم استقرار وشلال دم في منطقتنا".
ويُعد إعلان واشنطن الاعتراف بالجولان، هو القنبلة الدبلوماسية الثانية التي تفجرها بعد الاعتراف بالقُدس عاصمة لإسرائيل، في ديسمبر من العام 2017، كما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العام الماضي.
كان وضع القدس من أهم قضايا النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إذ تؤوي المدينة مواقع مقدسة عند المسلمين والمسيحيين واليهود، خاصة في القدس الشرقية.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب 1967، وتعتبر المدينة بكاملها عاصمة لها. وتنص اتفاقيات 1993 على التفاوض بشأن وضع المدينة في آخر المراحل من مسار السلام بين الطرفين.
ومنذ عام 1967؛ أقامت إسرائيل عشرات المستوطنات في القدس الشرقية لنحو 200 ألف يهودي. وتعد هذه المستوطنات غير قانونية، وفق القانون الدولي، على الرغم من اعتراض إسرائيل على ذلك.
وبعد إعلان ترامب ونقل السفارة الأمريكية وما تلاها من دول أخرى، ازدادت التوسعّات الاستيطانية بشكل كبير، كما ازدادت عمليات اقتحام المسجد الأقصى المُبارك، وتصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مُهددًا بنسف عميات السلام.
واليوم؛ ينتظر الجولان السوري وأهله المُتمسّكون بهويتهم وأراضيهم، مصيرًا جديدًا يقرره الرئيس الأمريكي من أجل إرضاء الحليف الإسرائيلي وإعادة ترسيم المنطقة.
فيديو قد يعجبك: