كيف استخدمت فنزويلا أطباء من كوبا لإجبار المواطنين على التصويت لصالح مادورو؟
كتبت - هدى الشيمي:
أدرك يانسنييه آرياس أنه ارتكب خطأ كبيرًا، انتهك الدستور والقسم الذي أدلى به كطبيب في كوبا، بعد أن أرسلته حكومة بلاده إلى فنزويلا وسط آلاف الأطباء الآخرين لإنعاش العلاقات بين البلدين الحليفين، في إطار دعم النظام الطبي المنهار في كاراكاس.
لكن مع اقتراب موعد الانتخابات التي فاز فيها الرئيس نيكولاس مادورو، يقول الطبيب الكوبي لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الحكومة لم تسمح لأي شخص بتلقى العلاج الذي يحتاجه.
في حديثه مع الصحيفة الأمريكية، قال آرياس إن مريضًا، 65 عامًا، يعاني من أزمة قلبية دخل إلى عيادته، وكان بحاجة ماسة للأكسجين والذي كان متوافرًا في الغرف المجاورة، إلا أن رؤسائه الكوبيين والفنزوليين أخبروه أن الأكسجين يُستخدم كسلاح سياسي، مُشيرًا إلى أنه تم استخدام الخدمات الطبية لاجبار المرضى على التصويت لصالح مادورو.
الفوز بأي ثمن
يقول آرياس إنه بحلول يوم 20 مايو العام الماضي، باتت الرسالة أكثر وضوحًا إذ أخبره رؤسائه أن مادورو يجب أن يفوز في الانتخابات بأي ثمن.
تُشير نيويورك تايمز إلى أن الحكومة الفنزويلية ومؤديها عادة ما يستخدمون الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه بلادهم لصالحهم، فكانوا يطعمون الفقراء، ويتعهدون بتقديم الدعم للمحتاجين، واشباع حاجات المواطنين في حالة فوزهم في الانتخابات.
وتشهد فنزويلا أزمة سياسية، بعد إعلان رئيس الجمعية الوطنية خوان جوايدو، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، واعترف به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتبعته كندا وكولومبيا وبيرو والإكوادور وباراغواي والبرازيل وتشيلي وبنما والأرجنتين وكوستاريكا وغواتيمالا وجورجيا ثم عدد كبيرمن الدول الأوروبية. فيما أيدت كل من روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو، الذي أدى اليمين الدستورية رئيسا لفترة جديدة من 6 سنوات.
ومرت فنزويلا بأسبوع صعب بعد استمرار انقطاع التيار الكهربائي حوالي أسبوع، ما أدى إلى شل الحركة في البلاد. وعاد التيار تدريجياً منذ مساء الاثنين في كاراكاس وفي معظم ولايات البلاد وفقاً للحكومة، باستثناء الولايات الغربيّة، وبخاصّة في منطقة ماراكايبو النفطيّة على الساحل.
ابتزاز طبي
تقول الصحيفة الأمريكية، في تقرير مطوّل نشرته على موقعها الإلكتروني، إن مادورو وحلفائه استخدموا الأطباء الكوبيين من أجل تحقيق مصالحهم.
وحسب أكثر من 16 طبيبًا تحدثت إليهم الصحيفة الأمريكية، فإن الحكومة الفنزويلية اتبعت أساليب مختلفة وعديدة لإجبار المواطنين على التصويت لصالح مادورو، ومن بينها إجبار الأطباء على الذهاب إلى منازل المواطنين في الأحياء الفقيرة وتقديم المساعدات الطبية لهم، وإخبارهم بأن البلاد سوف تقطعها عنهم إذا لم يدلوا بأصواتهم لصالح الرئيس الفنزويلي.
ووفقًا لمُشرفات كوبيات سابقات وأعضاء في الطاقم الطبي الكوبي فإن الحكومة الفنزويلية منحتهم بطاقات هوية مُزيفة للتصويت في الانتخابات لصالح مادورو، وهددتهم بإنهاء مستقبلهم الطبي إذا كشفوا عن الأمر لأي شخص.
يقول الدكتور آرياس إن الإمدادات الطبية لا تزال نادرة في لا فيلا، وسرعان ما تختفي، وكانت مُخزنة بعيدًا عن متناول الأطباء حتى انتخابات مايو. ويُشير الطبيب الكوبي إلى أن المسؤولين أرادوا أن يغرقوا المشافي بالمواد والامكانيات عقب انتهاء الانتخابات، لكي يعطوا المواطنين انطباعًا بأن مادورو أنهى الأزمة الطبية.
بعد انتهاء الانتخابات، يقول آرياس إن كل شيء ظهر مرة أخرى المواد الطبية، والضمادات، والأمصال والحق وكل شيء.
وتعاني فنزويلا من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وحسب بيانات الاتحاد الطبي الفنزويلي، فإن ثُلث عدد الأطباء في كاراكاس هربوا من البلاد بسبب انهيار النظام الصحي.
وذكرت صحيفة بيرفيل الإسبانية إن هناك ما يقرب من 2000 طبيب فنزويلي في مدينة بوينس إيريس، بسبب انهيار النظام الصحي في بلادهم.
وفي فبراير الماضي، خرجت مسيرة ضمت عددا من الأطباء الفنزويليين، بجوار مستودع تخزين المساعدات الإنسانية للتنديد بالأوضاع المأساوية في البلاد.
فيديو قد يعجبك: