نيويورك تايمز: الخلافات بين أوروبا وأمريكا تستغلها روسيا والصين بنجاح
كتب – محمد عطايا:
لطالما انزعج القادة الأوروبيون من كلمات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وتغريداته على موقع "تويتر"، لكونها من الممكن أن تفسد تحالفهم التاريخي، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، التي أكدت أنه في الأيام القليلة الماضية خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، أصبح الصدع بين القارة العجوز وواشنطن قويًا وملموسًا.
وانطلقت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، أول أمس السبت، بمشاركة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فيما عُقدت الجلسة الرئيسية أمس الأحد، على أن تستمر الفعاليات لمدة 3 أيام، بحضور 35 من رؤساء الدول والحكومات و50 من وزراء الخارجية، و30 من وزراء الدفاع، و600 من الخبراء العسكريين والأمنيين والدبلوماسيين والاستراتيجيين.
وقال مسؤول ألماني كبير، طلب عدم الكشف عن هويته في تصريحات لـ"نيويورك تايمز": "لم يعد أحد يعتقد أن ترامب يهتم بآراء أو مصالح الحلفاء الأوروبيين بعد الآن".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الخطر الأكثر إلحاحًا، وفقًا لدبلوماسيين ومسؤولين من جهاز الاستخبارات المركزية، يكمن في أن الشقوق عبر الأطلسي (يقصد العلاقات بين واشنطن وأوروبا)، معرضة لخطر الاستغلال من روسيا والصين.
ولفتت إلى أن وزير الخارجية الروسي -القاتم عادة- سيرجي لافروف، لاحظ بسعادة التوترات بين الحليفين، بعدما أكد أن العلاقة الأوروبية الأمريكية أصبحت "متوترة. فنحن نشهد تشققات جديدة، وتتعمق الشقوق القديمة".
ويقول الخبراء والدبلوماسيون حول العالم، إن العلاقات بين القارة العجوز، وحليفتها واشنطن، لن تعود إلى ما كانت عليه قبل حكم ترامب، وفقًا لما ذكرته "نيويورك تايمز"، التي أكدت أن التحالف الفاتر بين الجانبين ينذر بخطر كبير.
فيما أكد كارل كايزر، محلل للعلاقات الألمانية الأمريكية، في تصريحات لـ"نيويورك تايمز": "أنه بعد عامين من إدارة ترامب، أصبح غالبية الفرنسيين والألمان يثقون الآن في روسيا والصين أكثر من الولايات المتحدة".
وقال توماس كلاين- بروكهوف، المستشار السابق للرئيس الألماني: "إذا أصبح التحالف أحادي الجانب خاصة من ناحية المعاملات، فإنه لم يعد تحالفًا".
أوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه لإظهار التضامن مع أوروبا، حضر أكثر من 50 من المشرعين من الولايات، الجمهوريين والديمقراطيين مؤتمر ميونيخ الأمني.
وجاءت أبرز ردود الفعل ضد واشنطن من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تحدثت عن مخاطر التصرفات الأحادية من قبل الشركاء الرئيسيين دون مناقشة العواقب مع الحلفاء.
واستشهدت ميركل بإعلان ترامب الأخير بمغادرة شمال سوريا وأفغانستان، بالإضافة إلى قراره بتعليق آخر الاتفاقيات المتبقية في مجال مراقبة الأسلحة مع روسيا.
وأضافت المستشارة الألمانية في مؤتمر ميونح، أن انسحاب أمريكا من سوريا سيصب في مصلحة روسيا وإيران فحسب. فيما علق وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، بأنها "لغز بالنسبة لي".
فيديو قد يعجبك: