لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما هي فرص فوز "بوتفليقة" بولاية خامسة؟.. خبيران يجيبان

10:18 ص الأحد 10 فبراير 2019

بوتفليقة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب– محمد عطايا:

أعلن الحزب الحاكم في الجزائر، جبهة التحرير الوطني، أمس السبت، ترشيح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، للانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر عقدها في أبريل القادم.

وقبل أيام من إعلان الحزب رسميًا، أكد رئيس الحكومة، أحمد أويحيى -في تصريحات صحفية، أن "بوتفليقة عاجز بدنياً، لكنه قادر على إدارة البلاد لمدة خمس سنوات أخرى".

ويعاني الرئيس بوتفليقة 81 عامًا، من وعكة صحية مزمنة منذ أبريل 2013، استدعت حينها نقله إلى مستشفى فال دوجراس بباريس، حيث مكث فيه 80 يومًا.

وترشح بوتفليقة رغم أزمته الصحية لولاية رئاسية رابعة في الانتخابات التي جرت في أبريل 2014، لكنه متوقف عن القيام منذ ذلك الحين بأية أنشطة سياسية إلا نادرًا، كما لا يظهر باستمرار على شاشة التلفزيون، ولا يشارك في أية اجتماعات ومؤتمرات دولية وإقليمية.

هل ترشح بوتفليقة جائز دستوريًا؟

قال المحلل السياسي الجزائري مروان لوناس، إن الدستور الجزائري كان يمنع الترشح لأكثر من ولايتين، قبل أن يعدل في العام 2008، ويصبح متاحًا الترشح لأكثر من فترة رئاسية.

وأضاف لوناس، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن تعديل الدستور الجزائري جاء قبيل انتهاء الولاية الثانية للرئيس بوتفليقة، ما سمح له بالترشح لولاية ثالثة ورابعة "رغم موجة الرفض الداخلي"، وإصابته بجلطة دماغية في العام 2013.

وفي العام 2016؛ عدّل بوتفليقة الدستور مرة أخرى، ليحدد الفترات الرئاسية، بجعلها ولايتين فقط. وبحسب المحلل السياسي الجزائري، قدّم فقهاء الدستور قراءة على أساس أن حساب الترشح يبدأ من الولاية الخامسة، التي ستعتبر حينها الأولى.

هل تسمح حالة "الرئيس المختطف" بالترشح؟

أكد المحلل السياسي الجزائري، أن الحالة الصحية لبوتفليقة لا تسمح له بالترشح لفترة جديدة، خاصة بعدما تدهورت للغاية منذ مايو 2013 عندما أصيب بجلطة دماغية، وصار مقعدًا غير قادرًا حتى على القيام على شؤونه الخاصة.

ورأى رادف طارق، أستاذ العلوم السياسية الجزائري، بجامعة قسنطينة، أن الحالة الصحية لـ بوتفليقة شكلت موضعًا للجدل الحاد، بين المؤيدين له وبقايا المعارضة، حيث طالبت الكثير من الشخصيات الوطنية، أو حتى قادة الأحزاب السياسية المنضوية تحت لواء المعارضة، بتفعيل المادة 102 من الدستور المتعلقة بعجز الرئيس عن ممارسة مهامه لأسباب متعلقة "بالمرض الخطير والمزمن".

وأوضح طارق، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن إعلان عجز الرئيس يرتبط بموافقة ثلثي أعضاء البرلمان المجتمع بغرفتيه (المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة)، مؤكدًا أنه يستحيل خلال الوضع الحالي تحقيق ذلك الشرط، بسبب سيطرة الأحزاب المؤيدة له على مقاعد البرلمان.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية الجزائري، أنه من الناحية الواقعية فيظهر بشكل واضح، عدم قدرة الرئيس على القيام بأدنى مهامه، وهو ما بدا جليًا من خلال الظهور الرسمي على شاشات التلفزيون، حيث يجد صعوبة في التواصل مع محادثيه.

ولفت أن بوتفليقة لم يظهر في خطاب رسمي للأمة منذ العام 2012، حتى أنه لم يكن قادرًا على إعلان ترشحه لانتخابات 2014، أو حتى الظهور خلال حملته الانتخابية، أو إكمال كلمته خلال مراسم أداء اليمين الدستورية.

ما موقف المعارضة من ترشح بوتفليقة؟

أعلنت المعارضة الجزائرية مرارًا، رفضها لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة، لأسباب تتعلق بوضعه الصحي من جهة، ورفضًا لإغلاق وانسداد العملية السياسية من جهة ثانية، وذلك وفقًا لاستاذ العلوم السياسية.

وأضاف أن المعارضة تستند إلى أن الرئيس "مختطف"، ولا يمكنه التعبير بوضوح عن رغبته في الترشح من عدمها، لافتًا إلى أنها ترى الانتخابات تفتقد لمعايير الشفافية والنزاهة.

واستطرد طارق، أن المعارضة تعجز عن التحدث بصوت عالي، بسبب عدم قدرتها على الوصول إلى وسائل الإعلام الثقيلة، على اعتبار أن التلفزيون الرسمي يمتنع عن بث مواقفها.

فيما يرى المحلل السياسي مروان لوناس، "أن الحكومة تمنع وتقمع المظاهرات بالقوة، لكن شبكات التواصل الاجتماعي تعج بالإحباط والصدمة والتذمر. وصوت المعارضين لا يسمح له بالتعبير إعلاميا أو الشارع".

هل يوجد منافسون؟

قال أستاذ العلوم السياسية، إن بلاده لم تعرف منذ العام 1999 معارضة حقيقية وقوية، قادرة على الضغط على السلطة أو التأثير في الوضع السياسي للجزائر.

وأضاف أن أحزاب المعارضة القوية نسبيًا مثل حركة حمس المحسوبة على التيار الإسلامي، أو حزب طلائع الحريات المحسوب على التيار الوطني، لم تتمكن من توحيد الجبهات وتقوية فرص تنافسها سواءً في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية.

في المقابل، فإن المرشحين المستقلين، ممثلين في شخصية رشيد نكاز، أو اللواء علي غديري، فرغم حصولهما على التضامن على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، لا ينتظر أن يشكلا تهديدًا حقيقيًا للرئيس بوتفليقة.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أنه على المعارضة التفكير في تغيير استراتيجيتها تحضيرًا لما بعد بوتفليقة، خاصة إذا لم تنجح مساعي إعداد شقيق الرئيس الدكتور سعيد بوتفليقة لخلافة أخيه في المواعيد القادمة.

ما هي احتمالات الفوز؟

يرى رادف طارق، أنه بالنظر إلى المؤشرات الحالية أهمها تمسك التحالف الرئاسي باستمرارية رئاسة عبد العزيز بوتفليقة، لن يحتاج إلى معجزة من أجل الفوز بفترة رئاسية خامسة، خاصةً وهذا التحالف يجمع أكبر حزبين متواجدين في الساحة السياسية "حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يتولى بوتفليقة رئاسته الشرفية"، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي بزعامة الوزير الأول أحمد أويحي.

وأضاف أن الإدارة التي تتولى تنظيم الانتخابات الرئاسية والإشراف عليها، تعتبر أهم حلفاء الرئيس رغم إعلانها المتكرر إلتزامها بالحياد، موضحًا أن الشكوى المتكررة من المرشحين في مختلف المواعيد الانتخابية، يجعل منها طرفًا في تحديد حظوظ فوز مرشح دون غيره.

وما يزيد في تأكيد حسم الموقف لصالح الرئيس -بحسب رادف الطارق، حسم الصراع داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، وعزل العديد من القيادات المعارضة لاستمرار عبد العزيز بوتفليقة في السلطة.

فيديو قد يعجبك: