لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

معركة كسب الحلفاء تتصاعد في ليبيا بعد هبوط أردوغان بـ"وفد حرب" في تونس

08:37 م الخميس 26 ديسمبر 2019

الرئيس التونسي قيس سعيد والرئيس التركي اردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:
استطاعت مصر بناء تكتل مع قبرص واليونان في شرق البحر المتوسط، وذلك في سعي للتحول إلى مركز إقليمي لمشروعات الغاز في المنطقة، لكن تركيا قررت المواجهة عبر الطرف الآخر من المتوسط بعقد اتفاق مع حكومة الوفاق بطرابلس حول ترسيم الحدود البحرية بجانب التعاون العسكري.
التحرك التركي في جنوب المتوسط فتح أبواب الجحيم، فتحركت مصر واليونان وقبرص ومعهما دول أوروبية ضد الاتفاق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفايز السراج في طرابلس، ثم بدأت عملية عسكرية جديدة بقيادة الجيش الوطني الليبي لتحرير طرابلس، والتي ربما بموجبها تخسر تركيا ما تملكه جنوب المتوسط في ليبيا.
هنا قرر الرئيس التركي الذهاب بوفد يمكن وصفه بوفد حرب، إلى تونس. اتجه أردوغان على رأس وفد يضم وزيرَي الدفاع والخارجية ومدير المخابرات، وذلك دون ترتيب مسبق مع الرئاسة التونسية، التي بحسب محللون رأوا أنها لم يكن أمامها سوى استقبال الوفد التركي حيث أنها لا تريد الدخول في صراع مع أي دولة في ظل هشاشة الوضع الداخلي، وعدم تشكيل حكومة حتى اللحظة.
خرج أردوغان بعد الزيارة ليتحدث عن اتفاق مع تونس حول ليبيا، وعن توافق في الرؤى ودعم حكومة السراج، ثم خرج وزير داخلية حكومة الوفاق بطرابلس فتحي باشاغا اليوم الخميس ليعلن وجود حلف بين الدولتين وحكومة الوفاق.
لكن الرئاسة التونسية، كذّبت تلك التصريحات مؤكدة في بيان رسمي أنها لن تقبل بأن تكون عضوا في أيّ تحالف أو اصطفاف، مضيفة أن "التصريحات والتأويلات والادعاءات الزائفة التي تتلاحق منذ يوم أمس فهي إمّا أنّها تصدر عن سوء فهم وسوء تقدير، وإمّا أنّها تنبع من نفس المصادر التي دأبت على الافتراء والتشويه".
يرى المحلل السياسي التونسي بلحسن اليحياوي، أن بيان الرئاسة التونسية جاء تكذيبا لكل ما جاء في حديث أردوغان حول "عقد اتفاق مع رئاسة تونس يتضمن توافق في المواقف تجاه ما يحدث في ليبيا. وهو دعم حكومة الإخوان بقيادة السراج".
كما أشار في تصريحات لـ"مصراوي" إلى أن البيان "جاء متأخرًا وردة فعل عما صدر، لكنه بحسب معلوماتي لم يكن هناك اتفاق أو توافق في المواقف بين قيس سعيد وأردوغان".
وصرح أردوغان أنه حال وصول طلب رسمي من حكومة الوفاق، سوف يعرضه على البرلمان بحلول الثامن من يناير المقبل.
من جانبها أدانت أحزاب وحركات تونسية الزيارة التركية إلى بلادهم، وطالبت باستمرار الموقف التونسي المحايد والذي لا يصطف في تكتلات خارجية لا تخدم مصالح تونس.
من أبرز من علق على الزيارة كان اتحاد الشغل التونسي الذي حذر من "دعوات الحرب التي أصبحت بعض الدّول تدقّ طبولها".
كما أضاف في بيان أن السياسة الخارجية التونسية يجب أن "تحتلّ فيها مصلحة البلاد المحلّ الأرفع، مع احترام حقّ الأخوّة والجيرة ورفض التورّط في الأحلاف الدولية المشبوهة مهما كان غطاؤها"، واعتبر دول الجوار "أولى بالوساطة لوقف هذه الحرب القذرة" وداعيا إلى "التنسيق معهم للمساعدة على إيجاد حلّ ليبي لإنهاء الاقتتال بينهم".
معركة كسب الحلفاء؟
يرى اليحياوي أن حلفاء أردوغان في حزب النهضة التونسي هم من شجعوه على زيارة بمثل هذه الطريقة، في محاولة إلى فرض أمر واقع وتصدير صورة أمام العالم بأن تركيا لديها حليف جنوبي المتوسط من دول الجوار الليبي.
شجع الرئيس التركي على ذلك حالة الضبابية السياسية في تونس، حيث وصل الرئيس قيس سعيد إلى الحكم دون إعلان عن توجهات واضحة، في حين لم يتم تشكيل الحكومة حتى اللحظة.
وتحد تونس ومعها الجزائر ليبيا من الاتجاه الغربي حيث تقع العاصمة طرابلس، في حين أن مصر التي تدخل في عداء واضح مع الحكومة التركية تحد ليبيا شرقًا وتدعم بقوة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والذي يسيطر على الشرق الليبي، وبدأ عملية للسيطرة على طرابلس مؤخرًا.
هذه الحالة من الضبابية السياسية غرب ليبيا حاول أردوغان استغلالها من تونس، في وقت انتخبت الجزائر مؤخرا الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، وشهدت وفاة قائد الجيش أحمد قايد صالح الذي تحكم في الأمور بالبلاد على مدار الأشهر الماضية التي شهدت الإطاحة بالرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة.
يقول اليحياوي لـ"مصراوي" إن أردوغان حاول على طريقته المعتادة تصدير صورة بالزيارة المفاجئة إلى المجتمع الدولي والإقليمي بأنه يمتلك حلفاء بالمنطقة بعيدا عن السراج، مشيرًا إلى أنها "محاولات لإنقاذ الوفاق التي لا وجود حقيقي لها حيث عبارة عن مجموعة أسماء تتحكم فيها مليشيات تسيطر على البنوك".
وربما شجعت تلك الزيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على التحرك سريعا في الأزمة، حيث اجتمع ،اليوم الخميس، بالمجلس الأعلى للأمن في الجزائر.
وأضاف بيان رئاسي أن المجلس "درس الأوضاع في المنطقة وبوجه الخصوص على الحدود الجزائرية مع ليبيا ومالي"، بجانب تأكيد أن المجلس "قرر في هذا الاطار جملة من التدابير يتعين اتخاذها لحماية حدودنا واقليمنا الوطنيين وكذا إعادة تفعيل وتنشيط دور الجزائر على الصعيد الدولي، خاصة فيما يتعلق بهذين الملفين، وبصفة عامة في منطقة الساحل والصحراء وفي افريقيا".
وتابع البيان "قرر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون عقد اجتماعات للمجلس الأعلى للأمن بصفة دورية وكلما اقتضى الوضع ذلك".
اعتبر غازي معلى المختص في الشؤون الليبية، أن زيارة أردوغان جاءت بحثا عن مصلحة بلاده المتمثلة في السيطرة على الغاز والبحث عن وجود استراتيجي في المنطقة العربية، قائلا في تصريحات إذاعية تونسية "الترك يفكرون جديا في الدخول في حرب في ليبيا، ومن يدخل حربا يجب أن يكون ظهره محميا ومن سيقوم بهذه المهمة غير تونس".
وانتقد معي زيارة "وفد الحرب" موضحًا أنها بروتوكوليا خاطئة حيث لم يعلم بها التونسيون مسبقًا، مشيرًا إلى أن تركيا قصدت ذلك واستغلت "سذاجة تونس".
يتماشى ذلك مع حديث اليحياوي الذي أشار إلى أنه لا يوجد موقف حقيقي في تونس من الأزمة، و"الحديث عن دعم الحكومة الشرعية والوقوف على الحياد من جميع الأطراف هو حديث لا يسمن ولا يغني من جوع".
وتمنى أن يكون هناك "موقف لتونس مبني على رعاية الجيرة والمصلحة التونسية والشراكة في المستقبل".
فيما اعتبر أمين عام حركة مشروع تونس حسونة الناصفي، أن الزيارة التركية كانت "خطأ الدبلوماسي" تتحمله وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية.
كما أشار إلى أن تصريحات وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا وحديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "لا تبشر بخير".

فيديو قد يعجبك: