لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"30 ألف حالة كل عام".. لماذا تستمر حوادث الاعتداء على النساء في الهند؟

03:50 م الأحد 15 ديسمبر 2019

الاعتداء على النساء في الهند

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نيودلهي- (د ب أ):

سلّطت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب . أ) الضوء، في تحقيق لها، على حوادث الاعتداء على النساء في الهند، مُشيرة في هذا الصدد إلى حادثي اغتصاب جماعي لشابتين في العشرينات من عمرهما، إحداهما كانت تدرس العلاج الطبيعي والأخرى تمتهن الطب البيطري، وقعا بشكل مُنفصل.

منفصلين

وقالت إن الاثنتين تعرّضتا للاغتصاب الجماعي بصورة وحشية، في حادثين يفصل بينهما 7 أعوام، وأسفرا عن وفاة إحداهما متأثرة بجروحها، بينما تعرضت الاخرى للقتل.

وقد أدى الهجوم على نيربايا، التي كانت تبلغ من العمر 23 عاما، في حافلة متحركة بالعاصمة الهندية في 16 ديسمبر 2012، لموجات من الصدمة في أنحاء الهند، حيث امتلأت الشوارع بالمحتجين الذين طالبوا بحماية أفضل للنساء.

وفي 27 نوفمبر الماضي، تم اغتصاب الطبيبة البيطرية الشابة ديشا، التي كانت تبلغ من العمر 27 عاما، في ضواحي حيدر أباد، وهي واحدة من أكبر المدن في جنوب الهند. وقد تم العثور على جثتها المتفحمة - التي تم إضرام النيران فيها لطمس أي أدلة - في صباح اليوم التالي.

ويمثل الحادثان حالتين فقط من بين 30 ألف حالة اغتصاب يتم إبلاغ الشرطة بها كل عام في الهند. وبالرغم من أن عدد السكان في الهند يبلغ 1.3 مليار نسمة، فإن الأعداد مرتفعة بالمقارنة بالدول الأخرى. ويقول النشطاء إن هناك عدد أكبر بكثير من حالات الاغتصاب لا يتم الإبلاغ عنها.

ففي عام 2017، تم الإبلاغ عن 223 حالة اغتصاب جماعي وجريمة قتل، وهو أحدث عام تتوفر فيه بيانات في هذا الشأن.

وتقول رانجانا كوماري، وهي ناشطة في مجال المساواة بين الجنسين: "الأنظمة ذات الجذور العميقة في المجتمع، تعمل على استمرار هذا العنف".

ويبدأ التمييز ضد النساء في الهند حتى قبل ولادتهن، حيث يتم إجهاض آلاف النساء الحوامل في إناث كل عام، في بلد يولي أهمية خاصة للأطفال الذكور.

ونتيجة لذلك، هناك 940 امرأة لكل 1000 رجل، بحسب التعداد الخاص بعام 2011.

ويستمر التمييز فيما بعد، حيث تعاني الفتيات من معدلات أعلى من سوء التغذية، وتتمكن أعداد أقل منهن من الالتحاق بالتعليم المدرسي، وايجاد فرصة عمل، وعندما يحدث ذلك، يحصلن على أجر أقل.

ويقول عالم الاجتماع سانجاي سريفيستافا: "هناك تغيير، ولكنه بطيء ومحدود، ويؤدي إلى مجموعة من المشاكل الخاصة به، حيث يتم فتح مساحات عامة حضرية جديدة للنساء - مناطق جديدة مخصصة للمكاتب، وأماكن معيشة جديدة، حيث تدخل الشابات وعادة ما يتعرضن للعنف".

ويضيف سريفيستافا أن المشكلة هي أن "التغييرات تحدث لعدد صغير من الناس. ويتخلف الكثير والكثيرعن هذا الركب ".

ويقول علماء الاجتماع وخبراء دراسات المساواة بين الجنسين إن أعداد النساء اللاتي يلتحقن بالمدارس والكليات ويذهبن إلى العمل، تتزايد بصورة أكبر وأكبر، وهو تحول يصعب التعامل معه في المجتمع الذكوري التقليدي في الهند.

ويقول الخبراء إن الكثير من الرجال يشعرون بالخطر بسبب المرأة الهندية الجديدة، ويشعرون بالغضب والاحباط.

وعندما تُرتكب الجرائم، فإن الشرطة والقضاء اللذين يسيطر عليهما الذكور، يفتقران إلى الحساسية بشأن تلك القضايا.

ويفشل نظام العدالة الجنائية في الرد على تلك الجرائم بشكل مناسب، حيث بلغت نسبة الإدانة في قضايا الاغتصاب 32 بالمئة في عام 2017.

ويشعر والدا ضحية حادث الاغتصاب الذي وقع في حيدر آباد، أنهما قد فقدا وقتا ثمينا عندما ردت الشرطة ببطئ على شكواهم بشأن ابنتهما المفقودة.

ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن الوالد قوله إن الشرطة سألت أيضا "أسئلة غير مناسبة" بشأنها.

وتقول كوماري إنه من الضروري أن تقوم الشرطة بإصلاحات من أجل تحسين الوضع، كما دعا نشطاء منذ فترة طويلة إلى المزيد من التركيز على التدريب.

ولكن العامل الأكثر أهمية هو نقص الإرادة السياسية، بحسب كوماري، التي تضيف أن "سلامة المرأة ليست قضية ذات أولوية بالنسبة للسياسيين".

وتعتبر "منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانج" التطوعية الوطنية، الخط الأيديولوجي لحزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي الحاكم في الهند .

وتقول كوماري إنه "لا يوجد لدى منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانج مكان للنساء"، مشيرة إل أن تلك المنظمة "مدفوعة بثقافة ذات هيمنة ذكورية".

من ناحية أخرى، يرفض حزب "بهاراتيا جاناتا" مثل هذه المزاعم.

وهناك سبب آخر لارتفاع مستويات العنف ضد النساء في الهند والتسامح معه، وهو النظام الإقطاعي الراسخ، ونظام الطبقات الهرمي، الذي يختلط بمستويات التعليم المنخفضة ونقص الفرص الاقتصادية.

وفي الوقت الحالي، يشير سريفيستافا إلى أن طرق التعامل المقترحة مع العنف الذي يستهدف النساء، غالبا ما تكون تقنية، مثل توفير المزيد من الدوائر التليفزيونية المغلقة، أو مزيد من الإنارة في الشوارع، أو توفير تطبيقات إلكترونية تساعد النساء على الإشارة إلى الخطر.

وتقول كوماري إن أي مجتمع يحتاج إلى وقت للتغيير، وأن "مجتمعا يتسم بالتعقيد" مثل الهند، يحتاج إلى وقت أطول.

فيديو قد يعجبك: