لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لأول مرة.. ابنة الملك سلمان تتحدث عن علاقتها بوالدها وإخوتها

11:47 ص السبت 30 نوفمبر 2019

الأميرة حصة بنت سلمان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

كشفت الأميرة حصة، الابنة الوحيدة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، العديد من الجوانب الشخصية لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وتفاصيل علاقتها بإخوتها للمرة الأولى، فضلًا عن طموحاتها ورؤيتها للتطورات التي يشهدها المجتمع بالمملكة في الوقت الحالي.

وأكّدت حصة، في حديث مع مجلة "اليمامة" السعودية، أن الملك كان يوليها اهتمامه ورعايته رغم مشاغله ومسؤولياته. وقالت: "في الحقيقة كان الوالد لي في فترة من الفترات أبًا وأمًا في نفس الوقت وهذا شيء لا يعرفه الكثير من الناس، فوالدتي كانت مريضة منذُ أن كان عمري 7 سنوات، وكانت تسافر بين فترة وأخرى للعلاج ويبقي والدي إلى جانبي يهتم بكافة شؤوني ويتابع دراستي..".

وتابعت: "كان يرفض أن أستعين في دراستي بمدرسين خصوصيين رغم انني أحيانًا كنت اضطر لذلك بسبب مرض الوالدة واحتياجها لجلسات علاجية طويلة في غسيل الكُلى لمدة سنتين، وبعد معاناة مع المرض تمكنت من زراعة الكلى ثم عاودها المرض وأنا في الـ19 من عمري، ورغم كل تلك المعاناة كان والدي يرفض فكرة ان أدرس (منازل) ويُصِر على تواجدي في المدرسة والجامعة".

1

وشدّدت على أن الملك سلمان كان يتحمّل مسؤولية تربيتها كاملة في غياب والدتها، مُشيرة إلى أنه كان يصطحبها معه في سن صغيرة إلى مكتبه، وكانت ترافقه في بعض اجتماعاته الرسمية، وهو الأمر الذي منحها دعمًا معنويًا وثقة كبيرة بالنفس.

كما تحدثت الأميرة حصة (45 عامًا) عن بعض صفات وطقوس الملك. فقالت: "والدي شخص منظم جدًا كان يخرج إلى عمله في إمارة الرياض الساعة 6:45 صباحًا حتى لو كان متعبا أو متوعكا، فهو لا يتأخر عن عمله وكان يحرص على أن نتناول طعام الإفطار معه قبل ذهابنا للمدارس، ثم نلتقي به مرة أخرى وقت الغداء بحدود الساعه 2:30 ظهرا، وبعد ذلك ينام قليلًا ثم يذهب للقاء من جاء إلى مجلسه، حيث يمتلئ بالرجال وبعد انصرافهم يكون هناك جلسة عائلية بسيطة وقبل أن يذهب للنوم يصلي ويقرأ شيئا من القرآن..".

وعن رأيها بالتطورات الحالية في المجتمع السعودي، ولاسيّما ما يتعلّق بمنح المرأة عدد من الحقوق التي حُرمت منها على مدى عقود وأبرزها الحق في قيادة السيارات، أكّد حصة أن "ما نراه الآن من دعم للمرأة لمسته من خلال تعامل والدي المبكر معي، فقد أعطاني الثقة وسمح لي أن أسافر وأدرس".

وتابعت: "هذا الشيء طبقه على ابنته قبل أن يطبق على الآخرين، وكذلك الأمر بالنسبة لقيادة المرأة للسيارة، أنا سعيدة جدًا أن أصبح للمرأة حق قيادة حياتها، قبل قيادة سيارتها، فجاء هذا الأمر مكملًا لإنجازات أخرى".

وبمناسبة الذكرى الخامسة لبيعة العاهل السعودي التي تُصادف اليوم السبت، أعربت الأميرة حصة عن تمنيها التوفيق لخادم الحرمين الشريفين كملك وأب، وللأمير محمد على مهامه الجسام. وأنا في الحقيقة فخورة به وسعيدة جدًا، كولي للعهد وكأخ، فقد ضخ روح الشباب في البلد بكل ما تحمله هذه الكلمة من حيوية ويمتلك طاقات جبارة للإنجاز".

2

وعن علاقتها بإخوانها كونها الأخت الوحيدة لعدد من الأشقاء، قالت الأميرة حصة: "إخوتي دائمًا يسمونني (أخت الرجال). كل واحد منهم الجأ اليه في الشيء الذي يختص بمجاله وهذه نعمه كبيرة احمد الله عليها".

وأضافت: "في الحقيقة كان إخواني لي بمثابة النوافذ التي أطل منها على عالم الرجال، وما يحدث فيه خصوصًا في الفترات السابقة قبل انخراط المرأة في مجالات العمل المختلفة، وكانوا يشركونني في أحاديثهم المختلفة في السياسة وحتى في أعمالهم وكأنني واحد منهم، فاتسعت مداركي وتعددت مصادر ثقافتي وهذا الشيء اكتسبوه من الوالد..".

وأكملت: "إخواني ساندوني حتى أتمكن من إكمال دراستي ووقفوا معي بحيث يأخذون دورهم في المكوث مع الوالدة في فترات مرضها، ولم يُلقوا بالحِمل علي وحدي كوني أنا البنت الوحيدة بل منحوني وقتا للحياة والدراسة أيضا".

وتابعت: "كل اخواني ساعدوني فعلًا حتى إخواني غير الأشقاء كانوا حنونين جدا علي وعلى الوالدة، ولم يغيبوا عنها بل كانوا يأتون لزيارتها في المستشفى ويتحدثون اليها وكأنها والدتهم. ولكن الأخت الوحيدة أحيانا تشعر بنفسها كأنها أم لإخوانها حتى الاكبر منها فالأخت أم صغرى بطبيعتها".

وفيما يتعلّق بشقيقيها الأميرين الراحلين فهد وأحمد؛ وصفت الأول أنه "كان بمثابة أبي الثاني وهو من علمني ركوب الخيل في سن مبكرة حتى أصبحت عاشقة للخيل، وكان حنونا جدا خصوصًا حين يكون الوالد غير متواجد، وكان صاحب نكته ووجه بشوش، كان نور البيت وابتسامته".

أما بالنسبة لأخيها أحمد، فذكرت أنه "كان من أقرب إخوانها وكان يوليها اهتماما كيرًا، وقام بتدريبها على العمل الصحفي والإداري في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق".

3

وعن مبادرة تحديد سن الزواج وكيف بدأت؟ أوضحت الأمير حصة: "المبادرة كانت فكرتي، وأختي الأميرة موضي بنت خالد، كانت تعرف مدى اهتمامي بهذا الأمر، وقد كلفت الجمعية بجمع المواد العلمية اللازمة لإطلاق المبادرة، وبدء الحملة المخصصة لها".

وأضافت: "أعتبر أختي موضي بنت خالد من القدوات بعد أمي وجدتي رحمهما الله، فإذا كان والدي هو قدوتي من الرجال، فالأميرة موضي هي رمز لقدوة النساء، وأتساءل كيف يمكنها أن تقوم بكل هذه الأعمال، ولكن لا غرابة في ذلك فهي إنسانة معطاءة بكل ما تعني الكلمة".

ومضت قائلة: "اشتركت معها في أعمال كثيرة، من أهمها مبادرة تحديد سن الزواج، فقد منحتني فرصة عندما كنت عضوة في هيئة حقوق الإنسان، أن أقوم بحملة من خلال جمعية النهضة الخيرية، وذلك بدعم من المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وكان ثمرة تلك المبادرة أن تم تحديد سن الزواج في عهد الملك (الراحل) عبدالله بن عبدالعزيز".

وعن طموحها بتولي مناصب قيادية أسوة ببعض إخوتها، قالت الأميرة حصة: "في الوقت الحالي أنا مهتمة بالمؤسسة التي نود تدشينها قريبًا بإذن الله (مؤسسة إنسانية)، وأشعر أن هذا العمل سيمنحني فرصة أكبر للمشاركة في تقديم ولو جزء بسيط من واجبنا تجاه هذا الوطن العظيم، كما أن الوالد يشاركني نفس هذا الشعور، وكذلك الأمير محمد".

4

وأضافت: "لا شك أن الفرصة الآن مواتية أكثر من أي وقت مضى، بعد صدور الكثير من القرارات الداعمة لتمكين المرأة، ولكن كما أسلفت أنا يشغلني الآن أمر المؤسسة الخيرية في المقام الأول، وبعد ذلك لو أتيحت لي الفرصة لتولي أي منصب قيادي فلم لا؟، واسأل الله أن يكتب لي الخير في أي مجال أستطيع أن أخدم من خلاله وطني بالشكل المرضي الذي أسعى إليه".

كما أعربت عن أمنيتها بالانخراط في المجال الأكاديمي، كونها عضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود لكلية القانون والعلوم السياسية، وأرجعت السبب وراء عدم تنفيذ تلك الخطوة إلى "انشغالها بتحضير رسالة الدكتوراه، فأنا حاصلة على شهادتي ماجستير، في تخصصين مختلفين وما زلت أعمل لنيل درجة الدكتوراه، لكن بعض المسؤوليات الأخرى تجعل خطواتي في هذا الجانب أبطأ نوعًا ما، أميل كثيرًا للعمل في المجال الأكاديمي، ولي مشاركات في جامعة الملك سعود وإن شاء الله أعود إليها قريبًا، لتقديم محاضرات لمادة أساسيات حقوق الإنسان، بعد أن تخففت من بعض الأعباء والمسؤوليات".

ويُعرف عن الأميرة حصة بنت سلمان محبتها للخيل وشغفها بالأدب والثقافة، ولها مجلس ثقافي تستضيف فيه مطلع كل شهر كوكبة من المثقفات لتداول الآراء حول الشأن الثقافي دون أن يشغلها ذلك عن الاهتمام بالجانب الاجتماعي والإنساني، من خلال دعمها للجمعيات الخيرية.​

فيديو قد يعجبك: