"برنامج شامل وطموح".. ماذا بعد تسلّم السعودية رئاسة مجموعة العشرين؟
كتبت- رنا أسامة:
في سابقة هي الأولى من نوعها، تسلّمت السعودية -لمدة عام واحد - رئاسة مجموعة العشرين المعروفة اختصارًا بـ"جي 20"، لتحتضن عاصمتها الرياض قمة المجموعة الـ15 في نوفمبر 2020، وبذلك تُصبح البلد العربي الأول الذي يستضيف هذه القمة.
تسلّم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، رسميًا، رئاسة المجموعة من نظيره الياباني توشيميتسو موتيجي، بناءً على توجيهات من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وذلك بعد 11 عامًا على انضمام المملكة إلى المجموعة، وبعد 5 أشهر من تسلّمها الرئاسة في ختام القمة التي انعقدت ليومين في مدينة أوساكا اليابانية.
جاء ذلك خلال اجتماعات وزراء خارجية المجموعة في مدينة ناجويا اليابانية السبت الماضي. وأبدى الوزير السعودي ترحيبه وتشريفه بالحدث، مُغردًا عبر تويتر: " 2020سيكون عامًا مليئًا بالأمل والعمل، وعامًا حافلًا بالتواصل والحوار ليكون الإنسان في قلب التنمية المستدامة ومستفيدًا من تقنية العصر.. أهلًا بكم في السعودية".
بتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين و سيدي ولي العهد حفظهم الله تشرفت اليوم بتسلم رئاسة المملكة لمجموعة العشرين لعام 2020، سيكون عاماً مليئاً بالأمل والعمل، وسيكون عاماً حافلاً بالتواصل والحوار ليكون الإنسان في قلب التنمية المستدامة ومستفيداً من تقنية العصر..أهلاً بكم في السعودية pic.twitter.com/Ki0Ab18ooG
— فيصل بن فرحان (@FaisalbinFarhan) November 23, 2019
كما أشاد الملك سلمان في وقت سابق برئاسة المملكة لمجموعة العشرين التي تأسست عام 1999، معتبرًا ذلك "دليلًا على دورها الرئيسي في الاقتصاد العالمي".
وفي خِتام أعمال القمة الـ14 لدول مجموعة العشرين بمدينة أوساكا في يونيو الماضي، أكّد رئيس وزراء اليابان شينزو آبي "التزامهم بشكل كامل بتحقيق النجاح الكبير لقمة العشرين القادمة في الرياض" والمُزمعة في 21 و22 من نوفمبر 2020، مُضيفًا أن "المملكة منخرطة بشكل كبير في إصلاحات ".
"برنامج شامل وطموح"
وبينما لم تُعلن الرياض بعد برنامج رئاستها لمجموعة العشرين العام المُقبل، أكّد وزير الخارجية السعودي أن المملكة أعدّت برنامجًا شاملًا وطموحًا، بتوجيهات من الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة حثيثة وإشراف مباشر من الأمير محمد بن سلمان، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وستطلق المملكة بداية رئاستها لمجموعة العشرين في الأول من ديسمبر 2019 الإعلان التفصيلي لبرنامج رئاستها للمجموعة، والذي يسعى لدعم ونمو الابتكار في العالم، وتحقيق الرفاهية وتمكين شعوب العالم والحفاظ على الأرض، مما يتوافق مع برامج ومبادرات رؤية المملكة 2030، وفق (واس).
كما نقلت رويترز عن دبلوماسيين- لم تُسمهم- قولهم إن السعودية تخطط لعقد أكثر من 10 مؤتمرات قمة، لمجموعة العشرين على مدار العام المقبل حول السياحة والزراعة والطاقة والبيئة والاقتصاد الرقمي.
تمثل مجموعة العشرين الاقتصادية 85 بالمائة من إجمالي الإنتاج العالمي، و75 بالمائة من حجم التجارة العالمية، كما تمثل ثلثي سكان العالم، حيث تضم كلًا من: "السعودية، والأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا، وبريطانيا، وأمريكا" ثم الاتحاد الأوروبي المكمل لمجموعة العشرين، إلى جانب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وسجّل انضمام الرياض إلى مجموعة "جي 20" في 2008 اعترافًا بالأهمية الاقتصادية للمملكة، وهو الأمر الذي منحها قوة ونفوذًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا، مكّنها لتصبح طرفًا مؤثرًا في صنع السياسات الاقتصادية العالمية، باعتبار أنها أكبر مُصدّر للنفط في العالم، بحسب صحيفة "الاقتصادية" السعودية.
تأتي استضافة المملكة لمجموعة العشرين العام المُقبل بالتزامن مع برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، تتويجًا لدورها الفاعل من حيث مشاركاتها الدائمة والمثمرة في القمم السابقة، واعترافًا بثقلها الاقتصادي، وفق تقرير سابق نشرته صحيفة "الرياض" السعودية.
"تحديد القضايا والتحديات"
وبصفتها دولة الرئاسة لمجموعة العشرين العام المُقبل، توقع عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور سعيد الشيخ، أن تُحدد المملكة القضايا والتحديات الاقتصادية والمالية التي سيتم الحوار والتشاور حولها، بين قادة دول المجموعة والتوافق بخصوصها، على أن يتم إقرار السياسات الملائمة حولها في اجتماع القمة بين زعماء هذه الدول في الربع الأخير من عام 2020.
وأكد الشيخ أن هذه القمة ستتعزز بلا شك من أهمية المملكة اقتصاديا وسياسيا؛ وتمنحها ثقة قوية من قطاعات الأعمال الخاصة الأجنبية في مجالات التجارة والشراكات والاستثمار بجميع أنواعها في المملكة، بحسب صحيفة "الاقتصادية".
وأشار إلى أن ما تحمله خطط المملكة من مشاريع كبرى وواعدة في مجالات ستعزز من مكانتها وتأثيرها الاقتصادي عالميا، يتوافق مع الأهداف المشتركة لمجموعة العشرين في تطوير سياسات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، وتوفير وظائف حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم.
وأكّد أن وجود المملكة، ممثلا للشرق الأوسط في المجموعة، يعد شهادة على قوة الاقتصاد السعودي وتأثيره وقوته، ومؤشرًا للمستثمرين الأجانب حول مستقبل الاقتصاد يمنحهم مزيدًا من الثقة.
اقرأ أيضًا:
ماذا نعرف عن قمة العشرين التي تنطلق غدًا في اليابان بمشاركة مصر؟
فيديو قد يعجبك: