الاتحاد الإفريقي يدعو إلى تكثيف الجهود لإنهاء مشكلة النزوح القسري
كينيا - (أ ش أ)
دعت السيدة ميناتا سيسوما مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية دول القارة الى تكثيف جهودها لإنهاء مشكلة النزوح القسري بإيجاد حلول لأسبابها الجذرية.
وقالت ميناتا سيسوما - أمام المنتدى السنوي السابع للشؤون الإنسانية في إفريقيا، الذي ينظمه الاتحاد الإفريقي بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين والنازحين وبدأ أعماله في نيروبي في وقت سابق اليوم ويستمر ثلاثة أيام ـ إن النزوح القسري وتأثيره على المجتمع والنازحين مازال مصدر القلق الرئيسي للاتحاد الإفريقي والقارة بأكملها مشيرة الى أن التأثير الأكبر يقع على الفتيات والنساء والأطفال.
وأضافت إنه يوجد في العالم حاليا إجمالي 65 مليون شخص نازحين قسرا حيث نزح 48 مليونا منهم بسبب النزاعات وأن إفريقيا تستضيف أكبر نسبة منهم وتشمل أكثر من 17.8 مليون من النازحين داخليا و 5.7 مليون لاجئ وطالب لجوء، وهو ما يعني أن القارة الإفريقية لاتزال تستضيف نحو ثلث النازحين قسرا في العالم.
وأشارت الى أن هناك تطورات إيجابية مهمة حاليا في أفريقيا تتعلق بالتعامل مع الهجرة والمسائل الإنسانية والتهجير في القارة، موضحة أن هذه الجهود مشجعة لتحقيق تطلعات أفريقيا التي تصورها قادتنا في أجندة الاتحاد الإفريقي لعام 2063.
وقالت إن الاتحاد الإفريقي خصص عام 2019 للتعامل مع مسائل اللاجئين والعائدين والنازحين داخليا مع التركيز على معالجة الأسباب الجذرية وتحقيق حلول دائمة للنزوح القسري في إفريقيا.
وأضافت أن الأسباب الجذرية للنزوح القسري في القارة معقدة، وتشمل أساسا النزاعات العنيفة المطولة والإرهاب والتطرف العنيف خاصة منطقة القرن الأفريقي، وحوض بحيرة تشاد، ومنطقة الساحل الأفريقي ، وعجز الحكم وعدم المساواة والفقر والتهميش والإقصاء وتغير المناخ والكوارث الطبيعية.
وفيما يتعلق بتغير المناخ ، قالت ميناتا سيسوما "من المهم أن نتذكر أن إعصاري إيداي وكينيث كان لهما تأثير مدمر في موزمبيق ومالاوي وجزر القمر وزيمبابوي ، وأن الإعصارين اللذين كانا ظاهرة جديدة في المنطقة هما الأسوأ في نصف الكرة الجنوبي والقارة الأفريقية.
وأضافت أنه في الآونة الأخيرة، تأثرت بعض البلدان الأفريقية بهطول الأمطار الغزيرة والفيضانات الكبيرة وهو ما حدث في الصومال وجنوب السودان وتنزانيا وكينيا وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقالت إن الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي تعتزم اغتنام الفرصة لتطوير نهج جديد من خلال العمليات السياسية من أجل مواجهة التحديات المتزايدة والمعقدة المتمثلة في النزوح القسري في القارة وهذا يشمل التركيز على الأطفال والنساء.
وأشارت إلى أن النتائج يجب أن تكون قوية وقابلة للتنفيذ، ولا تركز فقط على الأسباب الجذرية ولكن الأهم من ذلك هو تقديم حلول دائمة وتدابير تقدمية مثل ادماج السكان المشردين ومعاملة أفضل للاجئين.
وقالت ميناتا سيسوما "يجب أن نتذكر أنه لا توجد حلول انسانية للمشاكل السياسية. فالإرادة والوسائل السياسية مطلوبة لإيجاد حلول هادفة ودائمة. وهذا يتطلب، بالتالي، اتباع نهج جديد يعالج الطبيعة السياسية للنزوح القسري".
وأضافت أن الإنجاز الأخير في جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان يمثل شهادة واضحة على جهود الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح القسري في القارة.
وتابعت أن خارطة الطريق للمنظومة الأفريقية للسلم والأمن التابعة للاتحاد الأفريقي تستهدف أن يكون عام 2020، الموعد النهائي الذي ستصمت فيه كل الأسلحة في أفريقيا، وتتصور أيضا أن تكون هناك آليات للحل السلمي للنزاعات على جميع المستويات لتعزيز ثقافة السلام والتسامح بين شعوب إفريقيا.
وأضافت "إننا نحتفل هذا العام 2019 بالذكرى الخمسين لاتفاقية منظمة الوحدة الأفريقية لعام 1969 المعنية بتنظيم الجوانب المحددة لمشاكل اللاجئين في إفريقيا وبالذكرى العاشرة لاتفاقية الاتحاد الإفريقي لعام 2009 المعنية بحماية ومساعدة النازحين داخليا في إفريقيا (المعروفة باسم اتفاقية كمبالا).
ودعت الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي التي لم توقع أو لم تصدق على هاتين الاتفاقيتين الى أن تفعل ذلك، وأن تدمج الاتفاقيتين على المستوى المحلي.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: