في ذكرى النصر .. 5 جيوش عربية شاركت في حرب أكتوبر
كتبت – إيمان محمود:
لم يكن قادة العرب في عام 1973، على علم بموعد الهجوم المصري على الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما ان اندلعت الحرب، حتى قرر الجميع المساندة بكل ما استطاعوا والمشاركة في صُنع أهم نصر عربي في التاريخ الحديث.
وكما كانت إسرائيل تحظى بدعم غربي، حظيت مصر وسوريا أيضًا بدعم عربي واسع، إذ تلقت كلا منهما دعمًا عسكريًا بقوات برية وجوية بالإضافة إلى الأسلحة التي أرسلتها بعض الدول، ومساهمة دول أخرى في تمويل الجيش، كما كان للدول النفطية -كدول الخليج- دورًا بارزًا في قطع امداد النفط إلى الغرب.
وفيما يلي يستعرض مصراوي الدور البارز لدول عربية شاركت بجيوشها على جبهة القتال..
الجزائر
كانت الجزائر أول دولة عربية تعلن حظر تصدير البترول للدول التي تساند إسرائيل، وعندما اندلعت الحرب، اتصل الرئيس الجزائري وقتذاك، هواري بومدين، بالرئيس الراحل أنور السادات مع بداية حرب أكتوبر، وقال له إنه يضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية وطلب منه أن يخبره فوراً باحتياجات مصر من الرجال والسلاح.
قدمت الجزائر ثاني أكبر دعم عسكري خلال حرب أكتوبر بعد العراق، إذ أرسل بومدين 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفع ميدان و16 مدفع مضاد للطيران وما يزيد عن 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7.
الفريق سعد الدين الشاذلي، تحدث في مذكراته عن دور الجزائر، قائلاً "كان دور الجزائر في حرب أكتوبر أساسيا، عاش بومدين –ومعه كل الشعب الجزائري- تلك الحرب بكل جوارحه بل وكأنه يخوضها فعلا في الميدان إلى جانب الجندي المصري".
وعندما رفض الاتحاد السوفيتي تزويد مصر بالدبابات، طار بو مدين إلى موسكو، وبذل كل ما في وسعه، بما في ذلك فتح حساب بنكي بالدولار، لإقناع السوفييت بالتعجيل بإرسال السلاح إلى الجيشين المصري والسوري، وهدد القيادة السوفيتية قائلا "إن رفضتم بيعنا السلاح فسأعود إلى بلدي وسأوجه خطابا للرأي العام العربي أقول فيه بأن السوفييت يرفضون الوقوف إلى جانب الحق العربي وأنهم رفضوا بيعنا السلاح في وقت تخوض فيه الجيوش العربية حربها المصيرية ضد العدوان الإسرائيلي المدعم من طرف الامبريالية الأمريكية"، ولم يغادر بومدين موسكو حتى تأكد من أن الشحنات الأولى من الدبابات قد توجهت فعلا إلى مصر.
العراق
كانت مشاركة العراق في الحرب مفاجأة لكلا من مصر وسوريا، بسبب ما كان يعانيه من تهديد إيراني لحدوده الشرقية وأزماته الداخلية مع الأكراد، ما يجعل من الصعب تحريك قواته.
وما أن اتخذ العراق قراره بالمشاركة في الحرب، حتى اتصل الرئيس احمد حسن البكر، بالرئيسين المصري والسوري أنور السادات وحافظ الأسد هاتفيًا واعلامهما بأن القوات الجوية العراقية مستعدة لخوض الحرب، وذلك مع وجود طائرات عراقية من طراز "هوكو هنتر" في مصر منذ السادس من أبريل 1973.
وبلغت القوات البرية والجوية العراقية التي تم حشدها؛ فيلق مدرع، فرقة مشاة آلية، لواء قوات خاصة، خمسة أسراب جوية مقاتلة/قاصفة، وأسراب من طائرات النقل الجوي وطائرات الهليكوبتر، وزاد مجموع هذه القوات عن 60 ألف مقاتل و700 دبابة ومئات العربات المدرعة وآلاف سيارات النقل و12 كتيبة مدفعية (32).
وكانت إحدى مميزات وجود الطائرات العراقية في مصر، أنها شاركت في الضربة الأولى، إذ حلّقت 24 طائرة بجانب 200 طائرة مصرية في الساعة الثانية من ظهر السادس من أكتوبر إلى مواقع العدو في شرق قناة السويس.
بلغت خسائر العراقيين في نهاية الحرب 8 طائرات من طراز هوكر هنتر، ومقتل 3 طيارين وأسر 3 آخرين.
الكويت
بعد اندلاع الحرب، اقترح وزير الدفاع الشيخ سعد العبدالله الصباح إرسال قوة كويتية إلى سوريا فتشكلت قوة "الجهراء المجحفة" في 15 أكتوبر 1973. بلغ عدد أفراد القوة أكثر من 3000 فرد، وتألفت من كتيبة دبابات، وكتيبة مشاة، وسريتي مدفعية، وسرية مغاوير، وسرية دفاع جوي، وباقي التشكيلات الإدارية.
كُلفت القوة بحماية دمشق واحتلت مواقعها بالقرب من منطقة السيدة زينب السورية ثم ألحقت بعدها بالفرقة الثالثة في القطاع الشمالي في هضبة الجولان، وظلت القوة في الأراضي السورية حتى 25 سبتمبر 1974 حيث أقيم لها حفل عسكري لتوديعها في دمشق.
وعلى الجبهة المصرية، قررت الكويت إرسال قوة حربية إلى مصر أسوة بما أرسلته إلى سوريا، وتقرّر إرسال 5 طائرات "هوكو هنتر" إلى مصر، إضافة إلى طائرتي نقل من طراز "سي – 130" تحملان الذخيرة وقطع الغيار.
وصلت الطائرات إلى مصر في مساء يوم 23 أكتوبر، وحطّت في قاعدة قويسنا.
السودان
القوات السودانية لعبت دوراً بارزاً في الحرب، إذ وصل لواء مشاة للجبهة المصرية، إضافة إلى عدد من المتطوعين السودانيين، الذين عبر عدد منهم القناة مع القوات المصرية وحقق النصر.
جاء لواء المشاة السوداني إلى مصر في منتصف حرب أكتوبر، وانصاع لأوامر الضباط المصريين، وتمثلت مهمته في أعمال احتواء وتصفية ثغرة الدفرسوار، وذلك ضمن خطة شامل أعدها الجيش المصري لسد الثغرة.
وقتذاك، كان الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، ضابطًا صغيرًا في لواء المشاة، وشارك في حرب أكتوبر، بحسب موقع وزارة الدفاع السوداني.
السعودية
لم تكتفِ السعودية بقرار حظر صادرات البترول، مع باقي الدول العربية النفطية بعد لقاء السادات بالملك فيصل ابن عبد العزيز رحمه الله بالسعودية في أغسطس 1973، إذ تبرعت أيضًا بمبلغ وصل إلى مبلغ 200 مليون دولار.
كما دشّنت السعودية جسرًا جويًا لإرسال 20 ألف جندي إلى الجبهة السورية، وتألفت القوات السعودية من لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي المكون من 3 أفواج؛ فوج مدرعات بانهارد (مدرعة بانهارد + 18 ناقلة جنود مدرعة + 50 عربة شئون إدارية)، وفوج مدفعية ميدان عيار 105 ملم، وفوج المظلات الرابع.
بالإضافة إلى بطارية مدفعية مضادة للطائرات عيار 40 ملليمترًا ، سرية مدفعية هاون، وقاتلت هذه القوات بجانب القوات السورية في معركة تل مرعي في يومي 20 و21 أكتوبر 1973 وصمدوا لأطول فترة ممكنة رغم القصف والهجوم الإسرائيلي العنيف والمكثف على التل.
فيديو قد يعجبك: