مفتي لبنان يدعو إلى تفهم الدولة أسباب الانتفاضة الشعبية
بيروت (د ب أ)
أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن "على الدولة تفهم أسباب الانتفاضة الشعبية والتعامل معها بمسؤولية عالية واحتضان مطالب الشعب، والاهتمام بمعاناته واحترام هذه الوقفة الشعبية التضامنية التاريخية والوطنية التي جمعت اللبنانيين ووحدت بينهم"، مضيفاً أن "الناس عانت كثيراً وصبرت كثيراً على الفساد، وهذا الفساد هو نتيجة تقاسم المصالح ومرافق الدولة من قبل الأحزاب الطائفية والمذهبية".
وقد أعرب الشيخ دريان في بيان عصر اليوم الأربعاء عن تأييد دار الفتوى واحتضانها للمطالب الاجتماعية المحقة والشعارات الوطنية الوحدوية التي رفعها المواطنون في كل أنحاء لبنان.
وأضاف الشيخ دريان قائلا "إن دار الفتوى تناشد المسؤولين على مختلف مواقعهم، النظر بإيجابية إلى مطالب الشعب اللبناني الذي يئن متألما تحت أعباء تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية"، معربةً عن أملها في أن تكون المقررات الأخيرة لمجلس الوزراء بداية للاصلاح المنشود".
يأتي هذا فيما ترأس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اجتماعا اليوم لللجنة الوزارية المخصصة لدراسة الإصلاحات المالية والاقتصادية، حيث درست اللجنة مشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة وتقرر الطلب من مجلس القضاء الأعلى وضع اقتراحاته خلال 10 أيام، وسط استمرار الاحتجاجات.
وكان بطريرك الموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قد دعا في وقت سابق اليوم الرئيس اللبناني العماد ميشال عون للبدء فوراً بالمشاورات لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن مطالب الشعب كما دعا المجتمع الدولي لمساعدة لبنان.
ودعا الكاردينال بشارة "المجتمع الدولي بأن يؤدي دوره في دعم أول ديمقراطية نشأت في هذا الشرق. في الحفاظ على أول تجربة شراكة مسيحية/ إسلامية نشأت بعد الحرب الأولى. في مساعدة لبنان في حل المشاكل التي نتجت عن حروب دول المنطقة وفي التشدد بتطبيق القرار".
وتتواصل الاعتصامات الاحتجاجية لليوم السابع على التوالي في كافة المناطق اللبنانية، احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية وللمطالبة بإسقاط السلطة السياسية وعلى رأسها الحكومة.
وقام المحتجون منذ الصباح الباكر بقطع الطرق الرئيسية في العاصمة بيروت وفي مختلف المناطق، لمنع المواطنين من مزاولة أعمالهم ومنع الطلاب من الانضمام إلى جامعاتهم وفرض إضراب عام. وعلق مئات المواطنين الذين كانوا يتوجهون إلى أعمالهم في الطرقات.
وحاول الجيش اللبناني فتح بعض الطرقات بالتفاهم مع المحتجين لكنهم رفضوا، كما قام بفتح بعض الطرقات بالقوة في صيدا(جنوب لبنان) وفي جل الديب (جبل لبنان) ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف المعتصمين .
وحصل إشكال قرب السراي الحكومي في النبطية جنوب لبنان عصر اليوم بين المتظاهرين المحتجين وعدد من الشبان الحزبيين وعناصر تابعين للبلدية، تسبب بوقوع عدد من الجرحى.
وتمكنت وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من تطويق الإشكال. وتعمل وحدات الجيش وقوى الأمن على ضبط الوضع وتخفيف الاحتقان القائم.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أن 5 جرحى تم نقلهم من مظاهرة النبطية إلى أحد مستشفيات المنطقة و4 آخرين تمت معالجتهم في المكان.
وأقفلت المدارس والجامعات والمصارف أبوابها، كما أقفلت المحال التجارية والشركات في العديد من المناطق، بينما فتحت أخرى ودعت الموظفين للانضمام إلى عملهم .
وكان رئيس الوزراء الحريري قد شدّد اليوم خلال سلسلة اتصالات أجراها مع القيادات الأمنية، على الحفاظ على الأمن والحرص على فتح الطرق وتأمين انتقال المواطنين بين كافة المناطق.
فيديو قد يعجبك: