إعلان

العدوان التركي على سوريا.. بوتين "الرابح الأكبر" مما يجري

05:35 م الأربعاء 16 أكتوبر 2019

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
خلق قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من المنطقة الحدودية التركية- السورية حالة من الارتباك لكافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية في الشرق الأوسط، كما أنه أثار استياء المسؤولين في واشنطن الذين خافوا من أن يستغل الرئيس الروسي انحسار الدور الأمريكي في المنطقة، لكي يصبح القوة الأجنبية الوحيدة المُهينة في المنطقة.
أجمعت مجموعة من التقارير الإخبارية، نُشرت في مختلف وسائل الإعلام العالمية، أن بوتين هو الرابح أو المستفيد الأكبر من الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حالياً.

"تحقيق الحلم"

قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن الأحداث التي تشهدها المنطقة الآن ساعدت بوتين على بلوغ الحلم الذي سعى إلى تحقيقه في الشرق الأوسط، بعد سنوات من القتال لتعزيز قوة الكرملين في الساحة الدولية.
ذكرت الشبكة الأمريكية أن القوات التي يدعمها الكرملين (بيت الحكم في روسيا) تحركت لملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في شمال سوريا، وقامت وحدات الشركة العسكرية الروسية بدوريات في خطوط الاتصال بين القوات السورية والتركية، في حين سيطرت قوات بشار الأسد، المدعومة من موسكو، سيطرتها الكاملة على بلد منبج والمناطق المحيطة بها، وفقًا لبيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية.

1
قالت "سي إن إن" إن رياح التغيير التي شهدتها المنطقة، منذ إعلان ترامب سحب قواته من الحدود السورية، حققت مكاسب ضخمة لحكومة الأسد، وساعدتها على استغلال الموقف لتشكيل تحالف انتهازي مع الأكراد، بعد أن تخلت عنهم واشنطن.

تأتي الأحداث التي تشهدها المنطقة الحدودية شمال سوريا، بعد استمرار التحالف بين موسكو ودمشق رغم الانتقادات الدولية التي طالت الكرملين والعقوبات التي فُرضت عليه، ما جعله القوة الوحيدة الراغبة والقادرة على حماية الأكراد السوريين من العدوان التركي.

ومع استمرار عملية سحب القوات الأمريكية من المنطقة، والذي يُنظر إليه باعتباره خيانة للقوات الكردية التي شاركت في القتال ضد تنظيم داعش، يبدو أن الروس هم الحلفاء الذين يمكن الوثوق بهم في هذه المعركة، حسب سي إن إن.

كما ذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، يحقق لروسيا هدف سعت إلى تحقيقه منذ فترة، وهو الحصول على موطئ قدم في الأراضي القريبة من الحدود التركية، ما يعزز قدرتها على مساومة أنقرة على إدلب، شمال غرب سوريا.
وأشارت المجلة إلى أنه في حين أن إدلب تحت الحماية الاسمية لتركيا، ولكن أنقرة تجد بعض الصعوبة في السيطرة عليها.

المُهيمن الوحيد

وأشارت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، في تحليل على موقعها الإلكتروني، إلى أنه بخروج الولايات المتحدة من سوريا باتت روسيا القوة الأجنبية الوحيدة التي تُهيمن على الأوضاع في دمشق.

قال دميتري ترينين، رئيس مركز كارنيجي في موسكو، لفاينانشال تايمز، إنه يصعب التنبؤ بخطوات روسيا المُقبلة، لأن بوتين نادرًا ما يٌخبر الآخرين عما يفكر فيه بشأن استراتيجيته الإقليمية، ولكنه يحاول فهم وتحديد ما يحتاجه كل طرف، ثم يسعى إلى تسوية متبادلة على هذا الأساس.

العودة إلى الخليج

وبالتزامن مع تعقد الأوضاع في سوريا، لفتت سي إن إن إلى أن بوتين قام بجولة وُصفت بالتاريخية إلى الخليج، زار فيها المملكة العربية السعودية بعد مرور 12 عامًا عن زيارته الأخيرة، والإمارات العربية المُتحدة، حيث لقى ترحيبًا حارًا واستقلبه قادة الدولتين الخليجيتين بحفاوة شديدة.

وأشارت سي إن إن إلى أن بوتين يسعى إلى التقرب من السعودية، أحد أقرب الحلفاء للولايات المتحدة، ووصف الكرملين رحلة بوتين إلى الخليج بـ"زيارة عودة" جاءت بعد زيارة العاهل السعودي الملك سلمان لموسكو عام 2017.
قال مسؤول روسي بارز، لسي إن إن، قبل بدء زيارة بوتين للخليج، إنها التعاون بين موسكو ودول الخليج "شراكة طبيعية"، مُشيرًا إلى أنهم أكبر الدول المُصدّرة للنفط في العالم، وأنهم يعملون معًا الآن على نشر الاستقرار في المنطقة.

2

وترى "سي إن إن" أنه لا ينبغي اختصار زيارة بوتين التاريخية إلى السعودية في المحادثات حول النفط فقط، مُشيرة إلى أن روسيا، بعد كل شيء، حليف وثيق لإيران، لألد أعداء المملكة العربية وأكثرهم عنادًا، وتحارب إلى جانبها في سوريا، وتجمعها بها علاقات دبلوماسية واقتصادية وثيقة.

قال عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، إن التقرب بين روسيا والإمارات أصبح على كل الجبهات، بما في ذلك سوريا، مُشيرًا إلى أنه بات يُنظر إلى روسيا باعتبارها أفضل من يساعد الخليج على مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، والمساعدة على نشر الاستقرار هناك.
خلال حديثه عقب لقائه مع بوتين، قال الملك سلمان إنه يُقدّر دور روسيا الفعال في المنطقة وحول العالم. وأكد البيان الرسمي الصادر عن المملكة، أن الزيارة الرسمية كانت بمثابة انقلابًا دبلوماسيًا حدث في التوقيت المناسب، ووضع بوتين في مركز الجغرافيا السياسية في المنطقة.

حسب "سي إن إن" فإن ذلك ما أراده بوتين وسعى إلى تحقيقه بالضبط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان