30 اتفاقية مليارية وهدايا تذكارية متبادلة.. ماذا فعل بوتين في الخليج؟
كتبت- رنا أسامة:
انتهت جولة القيصر الروسي فلاديمير بوتين بعد يومين حلّ خلالهما ضيفًا على السعودية والإمارات، وتمخّض عنها توقيع عدد من الاتفاقيات وبحث آفاق التعاون والقضايا ذات الاهتمام المُشترك ومناقشة المستجدات الطارئة في المنطقة والعالم، فضلًا عن تبادل الهدايا التذكارية مع العاهل السعودي وولي عهد أبوظبي.
وُصِفت جولة بوتين في الرياض ومن بعدها أبوظبي بـ"التاريخية"، لكونها تأتي بعد 12 عامًا على آخر زيارة أجراها بوتين إلى البلدين في عام 2007. قالت عنها الصحافة السعودية والإماراتية إنها "فرصة مهمة" لتعزيز تعاون البلدين مع روسيا في المجالات المُختلفة.
"استقبال مهيب"
مراسم استقبال الرئيس الروسي في السعودية والإمارات جاءت فريدة واستثنائية؛ ففور وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، الاثنين، أطلقت المدفعية السعودية 21 طلقة ترحيبًا به. وكان في استقباله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وأعضاء الحكومة السعودية.
واستقبلته الرياض بمراسم أصيلة نابعة من تقاليد وعادات وأعراف المجتمع السعودي، حيث تقدّمت سيارته الليموزين التي تحمل علامة "أوروس" في قصر اليمامة مُحاطة بالخيول العربية.
وعندما وصل إلى قصر اليمامة بالرياض، اصطف عشرات المسؤولين السعوديين لمُصافحة بوتين، حسبما ظهر في مقطع فيديو نشرته قناة "روسيا اليوم".
Все хотят пожать руку Путину pic.twitter.com/bBhDa6s3rd
— RT на русском (@RT_russian) October 14, 2019
وفي أبوظبي؛ حطّت طائرة بوتين في مطار أبوظبي الدولي الساعة 12:35 ظهر أمس الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) قادمًا من الرياض، حيث كان في مُقدمة مُستقبليه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتوجه بوتين وآل نهيان من المطار إلى قصر الوطن الرئاسي، الذي أقيمت فيه مراسم استقبال رسمية للرئيس الروسي واستضاف جلسة محادثات روسية إماراتية بمشاركة وفدين كبيرين من كلا البلدين.
"اتفاقيات مليارية"
شهدت زيارة بوتين توقيع ما لا يقل عن 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم بمليارات الدولارات؛ ففي الرياض وقّعت موسكو 20 اتفاقية، بما في ذلك إعلان نوايا مشترك بين الهيئة السعودية للفضاء في المملكة ومؤسسة الفضاء الحكومية في روسيا للتعاون في مجالات "الرحلات الفضائية المأهولة " و"نظام الملاحة بالأقمار الصناعية- فلوناس".
إضافة إلى تبادل إطار التعاون الاستراتيجي السعودي الروسي رفيع المستوى، وتبادل بروتوكول للتعاون في مجال الطاقة، وتبادل مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي، وتبادل مشروع مذكرة تفاهم بشأن تسهيل وتنظيم منح تأشيرات الزيارة لمواطني البلدين، وتبادل مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين بالبلدين.
كما تم تبادل اتفاقية بشأن إنشاء ملحقية تجارية بين البلدين، وتبادل مذكرة تفاهم لبدء العمل بين البلدين حول مفاوضات اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات، وتبادل مذكرة تفاهم في توسيع تصدير البضائع الغذائية الروسية إلى المملكة.
فضلًا عن تبادل برنامج تنفيذي في مجال الاتصالات، وتبادل مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال وسائل الإعلام العام، وتبادل اتفاقية تعاون في قطاع السياحة، وتبادل مذكرة تفاهم بشأن الاستثمارات المشتركة في تأجير الطائرات لدعم تطوير صناعة الطيران الروسية.
فيما وقّعت مع أبوظبي 10 اتفاقيات بحولى 1.3 مليار دولار في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والرعاية الصحية، واستخراج الموارد المعدنية، والأنشطة اللوجيستية والإنتاج الصناعي.
وشملت الاتفاقيات تبادل مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والصناعة في الإمارات وروسيا، ومذكرة تفاهم بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمؤسسة الحكومية للطاقة النووية الروسية في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
ومن بين الشراكات التي تم توقيعها اتفاقية امتياز لحقل "غاشا" بين شركة "لوك أويل" وشركة النفط الوطنية في أبوظبي، بالإضافة إلى اتفاقية تعاون أخرى بين الشركتين وصندوق الاستثمار المباشر الروسي. كما وقّعت شركتا "غازبروم نفط" الروسية و"بترول أبوظبي" الوطنية اتفاقية إطار للتعاون الاستراتيجي.
كما أبرم صندوق الاستثمار المباشر الروسي اتفاقية مع الصندوق السيادي الإماراتي "مبادلة" للتعاون في تنفيذ المشاريع الوطنية بمجالات مختلفة بما في ذلك مجال الذكاء الاصطناعي.
"هدايا تذكارية"
تبادل الرئيس الروسي الهدايا التذكارية خلال جولته التاريخية مع خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي. ففي الرياض، أهدى الملك سلمان طائرًا من من فصيلة الصقور الحمراء النادرة، المتواجدة في "كاماتشاتكا" وهي أحد أقاليم روسيا الاتحادية، ويُعرف باسم "ألفا". فيما قدّم له العاهل السعودي لوحة فنية.
وخلال جولة مع الأمير محمد بن سلمان في حي الطريف التاريخي بمدينة الدرعية، أهداه الرئيس الروسي مُجسمًا فنيًا منحوتًا من عاج "الماموث"، الذي عُثِر عليه في شمال سيبيريا عام 2012، ويزيد عمر العاج عن 30 ألف عام.
وعرف عن الرئيس الروسي تقديم الهدايا النادرة والتحف التاريخية والسلالات النادرة لزعماء الدول، حيث سبق أن أهدى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عام 2013 لوحة فنية ووثيقة وقعت عام 1894.
وفي زيارته إلى أبوظبي، أهدى الشيخ محمد بن زايد صقر سيبيري مُشابه للصقر الذي أهداه إلى الملك سلمان. فيما ردّ عليه ولي عهد أبوظبي بمُجسم لقصر الحصن، الذي كان المقر الرئاسي السابق للإمارات.
كما قدّمت مجموعة رياضيي الفنون القتالية الإماراتيين هدية خاصة للرئيس الروسي، حيث حصل بوتين على حزام أسود وبدلة يرتديها لاعبو رياضة "الجوجيتسو"، أقدم وأعرق الألعاب القتالية.
فيديو قد يعجبك: