لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خانهم حلفاؤهم على مدار قرن.. تاريخ الأكراد بين "خذلان وانكسار"

05:52 م السبت 12 أكتوبر 2019

الأكراد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

لطالما تم الدفع بالأكراد في الخطوط الأمامية خلال أعتى الحروب وأكثرها دموية، مقابل وعود أوروبية وأمريكية بالاستقلال ونيل حكم مركزي على الأراضي العربية ذات الكثافة السكانية الكردية، إلا أن الأمر سرعان ما ينقلب رأسًا على عقب، ويصطدم الأكراد بواقع مرير.

لم يشفع للأكراد القتال لمدة 4 أعوام ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، ليصطدموا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب قواته من سوريا، وبخاصة المناطق الشمالية، مفسحا الطريق أمام عدوان تركي ظل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدد به طيلة السنوات الماضي.

اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ذلك التحرك من قبل الولايات المتحدة، خيانة، وخطوة تُسهل دور تركيا في احتلال المناطق الشمالية في سوريا، التي يسيطر عليها الأكراد.

لم تكن تلك هي الحادثة الأولى من نوعها، فتاريخ الأكراد مليء بنكص حلفائهم وعدودهم، منذ عشرينات القرن الماضي.

حق تقرير المصير

في العام 1916، وقعت دول الحلفاء - الولايات المتحدة، بريطانيا، وفرنسا - على معاهدة "سايكس بيكو"، تلك التي غيرت ربما الأوضاع رأسًا على عقب في الشرق الأوسط.

بعد توزيع قوى الاحتلال تركة الشرق الأوسط بينهم، لجأوا إلى طرد الوجود العثماني من الأراضي العربية، وهو ما شمل إقليم كردستان، ما سيجعل الأوضاع فيما بعد تزداد تعقيدًا.

تمسك الأكراد بحقهم في الاستقلال، وتجمعوا على مبدأ "حق تقرير المصير"، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، ليخرج الدبلوماسي الكردي شريف باشا، مطالبًا باستقلال الإقليم، وتخطيط حدود له بمبدأ القوميات.

نجح شريف باشا بالفعل في إدخال بنود تتعلق بالقضية الكردية في معاهدة سيفر التي أبرمها دول الحلفاء بباريس في أغسطس 1920، والتي كان أهم مبادئها تخلي تركيا عن جميع الأراضي التي يقطنها غير الناطقين بالتركية، وتحقيق حل المشكلة الكردية على مراحل تنتهي بالاستقلال.

اتجهت الأوضاع جميعها لمصلحة الأكراد في العشرينيات، إلا أنها انهارت مرة أخرى مع تراجع الغرب في تنفيذ وعودهم، وتولي مصطفى كمال أتاتورك السلطة في 1924.

كما وجه مؤتمر لندن عام 1921، ضربة إضافية بعدم الإشارة إلى الكرد كقومية مستقلة.

لم يقف الأمر عند ذلك الحد، فالمملكة المتحدة أيضًا، استخدمت سعي الأكراد للاستقلال، ما جعلها تحرضهم على الحكومة العراقية لإجبارها على توقيع المعاهدة الإنجليزية العراقية 22 أكتوبر 1922.

وأُبرمت الاتفاقية للسماح بحكومة ذاتية محلية، بينما تتولى فيه الادارة البريطانية الشؤون الخارجية والعسكرية.

لم يمر وقت طويل، حتى نالت العراق استقلاليتها من الاحتلال البريطاني، ومعه تخلت عن الأكراد، وسمحت لبغداد باحتوائهم.

الحرب العراقية-الكردية

في العام 1961، اندلعت الحرب العراقية الكردية، برئاسة مصطفى بارزاني من الأكراد، في محاولة لإنشاء إدارة كردية مستقلة في شمال العراق.

دعمت إيران البهلوية، ودولة الاحتلال الإسرائيلي ذلك التمرد، ليس عسكريًا ولكن سياسيًا ومعنويًا، وأطلقا تصريحات تؤيد قيام دولة كردية.

بعد توقف تلك الحرب الجامحة بين الجانبين، تخلت إيران البهلوية، ودولة الاحتلال عن دعم الأكراد في إنشاء إدارة كردية مستقلة في شمال العراق، خاصة بعد توقيع اتفاقية الجزائر، بين بغداد وطهران في العام 1975.

استفتاء الانفصال

في العام 2017، أجرى الأكراد استفتاءً في العراق حول الانفصال عن حكومة بغداد، إلا أن الولايات المتحدة بحسب تحليلات بعض السياسيين في المواقع الإخبارية، أكدوا أن واشنطن لم تقدم دعمًا لحليفها الذي ساهم في الحد من خطورة داعش في تلك الفترة.

العدوان التركي

في الوقت الذي تمكن الأكراد بمساعدة التحالف الدولي من طرد داعش من سوريا والعراق، قررت الولايات المتحدة التخلي عن حلفائها مرة أخرى، بالانسحاب الكامل من سوريا، ما جعل الطريق ممهدًا للعدوان التركي.

فيما تنصلت الحكومة السورية من مسؤوليتها في الدفاع عن الأكراد والحوار معهم، بوصفهم ميليشيات تعاونت مع الولايات المتحدة، وأنها خانت بلادها بتبني أجندة انفصالية منحت تركيا ذريعة لانتهاك سيادة البلاد.

فيديو قد يعجبك: