لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في زيارته الأولى لمصر.. ملفات شائكة على طاولة السيسي وماكرون بالقاهرة

03:29 م الأحد 27 يناير 2019

السيسي وماكرون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

يعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، غدًا الاثنين، قمة ثُنائية مُشتركة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون داخل قصر الاتحادية، في زيارة رسمية تستغرق 72 ساعة، تُعد الأولى لماكرون منذ تولّيه الرئاسة في 2017.

يُتوقّع أن تُثمر مباحثات الرئيسين عن توقيع 7 اتفاقيات في مجالات عدة تتمحور حول "السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة والآثار"، فضلًا عن بحث القضايا الإقليمية والدولية الشائكة، منها مكافحة التطرف والإرهاب والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والنفوذ الإيراني والهجرة غير الشرعية.

يأتي ذلك بهدف تعظيم الشراكة بين البلدين، خاصة على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والثقافية، بجانب تعزيز التعاون بين كل من مصر وفرنسا والقارة الأفريقية تحت مظلة الرئاسة المصرية المنتظرة للاتحاد الأفريقي من خلال استكشاف فرص التعاون الثلاثي، حسبما صرّح المتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضي.

"كلمة السر"

تعتبر باريس أن التقارب مع القاهرة إزاء الملفات الإقليمية الساخنة (سوريا، وليبيا، وفلسطين، وأفريقيا) هو "كلمة السر" التي تربط الطرفين. الأمر الذي حدا بمصادر رئاسية في القصر الرئاسي الفرنسي (الإليزيه) لوصف مصر بأنها "الشريك الأساسي لدبلوماسيتنا في كل المسائل الاستراتيجية".

ففي الملف السوري المُتوقع أن يتصدّر مُباحثات السيسي وماكرون، تعوّل باريس كثيرًا على القاهرة لأنها ترى أن لمصر "دورًا مهما في المحادثات السياسية حول سوريا"، وفق موقع "فرانس 24".

تُثير الأوضاع في سوريا قلق ماكرون كثيرًا، خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده الموجودة هناك، والفراغ المُتوقّع أن يُحدِثه هذا القرار في المشهد السوري، وتأثيره على الأطراف الموالية للغرب مثل الأكراد، وعلى الترتيبات السياسية لإعادة استقرار هذا البلد الذي دمرته الحرب منذ 7 سنوات.

تتفق مصر وباريس على ضرورة "الحل السياسي" في سوريا، بما يحفظ وحدة أراضيها ويضمن مشاركة جميع الفرقاء السوريين. وتأمل فرنسا أن يسفر التقارب بين مجموعتي آستانة (روسيا وإيران وتركيا) والمجموعة المُصغّرة (الدول الغربية والأردن والسعودية ومصر) في الدفع باتجاه الحل السياسي.

كما سيبرز الملف الليبي على طاولة مُباحثات الرئيسين؛ لاسيّما وأن هناك توافق مصري - فرنسي على أن الجيش الليبي هو صمام الأمان للخروج من الأزمة الليبية في إطار حل سياسي تشارك فيه جميع الأطراف. وتُشيد باريس بجهود مصر في الجوانب الأمنية والعسكرية وتوحيد القوى الأمنية في ليبيا.

وتسعى باريس لتنسيق مواقفها مع القاهرة في الدفع نحو حل سياسي وإجراء الانتخابات الربيع المقبل، لوضع حدّ للفوضى التي تعصف بهذا البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، بما يُشكّل "تحديا أمنيا»" للدولتين ولبلدان الساحل وأوروبا، وبالتالي فإن للطرفين مصلحة في إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.

وتأمل فرنسا أن يكون للاستقرار في ليبيا نتائج إيجابية على ملف الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط، لأنها تُمثّل "البوابة الرئيسية لأفواج اللاجئين القادمين من أفريقيا والذين يصلون السواحل الأوروبية بالآلاف كل عام"، وفق فرانس 24.

فضلًا عن بحث الإشكاليات التي تواجه القارة الأفريقية، بما في ذلك قضايا "الهجرة والفقر تحقيق الأمن والاستقرار"، مع ترأس مصر بداية فبراير المُقبل للاتحاد الأفريقي، والتباحث حول غزة والملف الفلسطيني بكافة أبعاده (المصالحة الفلسطينية، والعلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية).

"موضوع حسّاس"

علاوة على ذلك، فثمة موضوع وصفته مصادر بالإليزيه بـ"الحسّاس"، يتناول ملف الحُريات وحقوق الإنسان في مصر. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر بالرئاسة الفرنسية- لم تُسمها- قولها إن "العلاقة بين البلدين تسمح بأن يجري حوار صريح حول هذا الموضوع".

وأضافت المصادر أن باريس تعتبر هذا الأمر "في صميم العلاقة مع مصر".

في المقابل، استبعدت المصادر طرح ملف "شراء مصر أسلحة جديدة من فرنسا" على طاولة الرئيسين، بعد أن نفى الإليزيه، يوم الجمعة الماضي، شائعات زعمت أن مصر ستتعاقد على صفقة جديدة لشراء 12 طائرة من طراز "رافال" أخرى خلال زيارة ماكرون.

كانت رويترز قد نقلت عن مسؤول بالإليزيه- لم تُسمه- إن "بمقدور مصر استكمال أسطولها من طائرات رافال خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، لكن لن يكون هناك توقيع لعقود خلال زيارة الرئيس". ومنذ 2015، عززت مصر ترسانتها العسكرية بـ 3 صفقات أسلحة متطورة مع الجانب الفرنسي، بقيمة 1.1 مليار دولار، أهمها طائرات "رافال".

بالتوازي، يولي ماكرون خلال زيارته اهتمامًا خاصًا بملف الآثار والثقافة بين البلدين، الأمر الذي بدا في حرصه على التوجّه لمعبد أبوسمبل بأسوان، برفقة زوجته بريجيت، بعد وصوله إلى القاهرة بعد ظُهر الأحد، تزامنًا مع الذكرى الـ50 لنقل المعبد إلى مقره الجديد، الأمر الذي عدّته إذاعة راديو الحرة بمثابة "تحية للحضارة المصرية".

ومن المُقرر أن يسبق قمة السيسي- ماكرون اجتماع مُغلق، ويعقبها توقيع 7 اتفاقيات اقتصادية وثقافية، بحضور وزراء ومستشارين من الطرفين. وتبلغ قيمتها مليار يورو، كاستثمارات مباشرة لفرنسا في مصر، في عدد كبير من المجالات مثل الصحة والطاقات المتجددة والتعليم والنقل، وفق المتحدث الإعلامي للسفارة الفرنسية بالقاهرة أورليان شوفييه.

وعلى هامش الزيارة، تستضيف القاهرة منتدى اقتصاديًا لرجال الأعمال من البلدين، وستتوج آماله بالتوقيع على ما لا يقل عن 30 اتفاقا مدنيا في كثير من المجالات (الصحة، والنقل، والطاقة المتجددة، والثقافة).

وكما يجري في هذا النوع من الزيارات، سيعقد السيسي وماكرون مؤتمرًا صحفيًا مُشتركًا في القصر الرئاسي، فيعقبه عشاء رسميًا بحضور الرئيسين وزوجتيهما وشخصيات فرنسية ومصرية.

وسيُخصّص اليوم الأخير من زيارة الرئيس الفرنسي، قبل توجّهه إلى قبرص في زيارة خاطفة، لإجراء حوارات دينية. سيلتقي ماكرون صباح الثلاثاء بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.

وتعد زيارة ماكرون لمصر هي الزيارة الرئاسية السادسة بين البلدين خلال 4 سنوات؛ إذ حلّ الرئيس السابق فرانسوا أولاند ضيفًا شرفيا خلال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة عام 2015، قبل أن يُجري زيارة رسمية لمصر عام 2016.

 

فيديو قد يعجبك: