لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"جمال عبد الناصر".. قصة شارع أثار غضب الموريتانيين ضد حكومتهم

01:32 م الجمعة 25 يناير 2019

الزعيم الراحل جمال عبد الناصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

منذ أعلنت الحكومة الموريتانية تغيير اسم شارع "جمال عبد الناصر" -أكبر وأعرق شوارع العاصمة نواكشوط- أثير جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي وداخل الأوساط السياسية المُعارضة في البلاد.

وفي خُطوة لم يُعلن عنها إلا بعد أيام، عقد مجلسان بلديان في موريتانيا، دورة استثنائية، يوم 15 يناير الجاري، صادقا خلالها على تغيير اسم شارع "جمال عبد الناصر" إلى شارع "الوحدة الوطنية".

لكن نبأ المُصادقة لم يُعلن عنه إلا في 19 يناير الجاري في الصُحف الموريتانية، وبعد جدل استمر عدة أيام، تم الإعلان رسميًا من جانب الحكومة، مساء الخميس.

ومن المُقرر أن يشرف الرئيس الموريتاني، اليوم الجمعة، على تدشين شارع "الوحدة الوطنية"، حيث سيُقام حفل في ساحة المطار القديم بنواكشوط.

أهمية الشارع

صورة 1

يُعد الشارع من أبرز الشوارع في العاصمة نواكشوط، وهو قريب من القصر الرئاسي، ويضمّ العديد من الوزارات والمؤسسات الرسمية الموريتانية، إضافة لمؤسسات مالية كبيرة. ولطالما كان هذا الشارع، ميدانًا لاحتجاجات الموريتانيين وشاهدًا على أحداث سياسية عديدة في البلاد.

ظل الشارع محتفظا باسمه منذ استقلال موريتانيا عن الاستعمار الفرنسي عام 1960.

كما يتقاطع الشراع الموريتاني مع شوارع أخرى سُميت أيضًا بأسماء رؤساء أجانب، كشارع الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول، وشارع الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي.

تبرير حكومي

2

ردت الحكومة الموريتانية بالقول إن رئيس البلاد، محمد ولد عبد العزيز هو من أصدر الأوامر.

قال وزير الثقافة، المتحدث باسم الحكومة، سيد محمد ولد محم، مساء الخميس في مؤتمر صحفي، إن قرار الرئيس الموريتاني تغيير اسم الشارع "ليس تجريحًا ولا تقليلاً من قيمة أحد، مضيفًا "نحن أعطينا الأسبقية لأنفسنا فقط".

وأضاف أنه سيتم تغيير أسماء عدة شوارع في موريتانيا لتكريم شخصيات وطنية خدمت البلد.

معارضة واسعة

3

انقسم الموريتانيون، بين مؤيد لقرار الحكومة ورافض له، وهو نقاش لم يخلُ من طابع سياسي حول الموقف من جمال عبد الناصر، والتيار الأيديولوجي الذي ينتمي إليه، والذي كان يملك جذورًا قوية في موريتانيا، بدأت تتلاشى أمام الصعود القوي للإسلاميين.

واتهم المُعارضين للقرار، الدولة بأنها تحاول "ضرب الذاكرة الوطنية وطمس الهوية العربية".

ووصف حزب التحالف الشعبي التقدمي -المعارض والمحسوب على الحركة الناصرية- تغيير اسم الشارع بأنه "طمس لمعالم الماضي، وتنكر لرموز الأمة".

4

ندد الحزب بما قال إنه "مشروع الحكومة القاضي بتغيير اسم الشارع الكبير وسط العاصمة الذي يحمل اسم الزعيم العربي الإفريقي التحرري جمال عبد الناصر ".

ودعا حزب التحالف الحكومة إلى التراجع عن "القرار المفاجىء"، كما دعا كل القوى الوطنية وجماهير الشعب الموريتاني إلى التعبئة للوقوف في وجه هذه المحاولة.

كما كتب محمد جميل ولد منصور، الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني، عبر "فيس بوك": "ليس من المناسب أن نتعامل مع كل ما ورثناه من تاريخ الدولة الوطنية بعقلية التغيير والتغيير فقط، هناك أمور ورموز وأسماء تعوّد الناس عليها وليس من اللائق محو هذه الذاكرة والإساءة للمناسبات التي أفرزتها. أسماء الشوارع تعبّر عن استحضار لحظات تنتمي إلى وقتها وزخمها وليس وارداً محاكمتها خارج سياقها وزمنها".

وأضاف ولد منصور: "جمال عبد الناصر ليس محل اتفاق وله مؤيدوه ومنتقدوه، صارع البعض وصارعه البعض، لم يشتهر حكمه بحماية الحريات وقبول الآخر، ولكنه مع ذلك كان زعيمًا وطنيًا وتحرريًا طبع مرحلة من تاريخ العرب والأفارقة، وليس مناسبًا ولا لائقًا تغيير اسم شارع حمل اسمه".

5

فيما ندد حزب اللقاء الموريتاني، بالقرار الذي اعتبره "رمزًا عربيًا وإفريقيًا وزعيمًا تحرريًا، كرس عدم الانحياز نهجا والتحرر من عبودية الاستعمار عقيدة".

وقال الحزب في بيان له: " كان الراحل جمال عبد الناصر الرافعة، التي استندت عليها حركات التحرر العربية والإفريقية والعالم ثالثيه، الساعية إلى تخليص بلدانها من عبودية الاستعمار واستعادتها لكرامتها الوطنية".

 

 

فيديو قد يعجبك: