من هُم مُعتقلو "الريتز" الذين أفرجت عنهم السعودية؟

كتبت- رنا أسامة:

على مدى الـ24 ساعة الماضية، أطلقت السلطات السعودية سراح ثلاثة رجال أعمال من "محتجزي الريتز"، هم (عمرو الدباغ وهاني خوجة وسامي الذهيبي)، بعد أكثر من عام على احتجازهم ضمن حملة مكافحة الفساد التي أطلقتها المملكة في 4 نوفمبر 2017.

لم تتضح الاتهامات الموجّهة إليهم أو شروط الإفراج عنهم.

جاء ذلك على لسان أفراد من الأسرة الحاكمة ومسؤولين سعوديين تحدّثوا إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ووكالة رويترز، شريطة عدم الكشف عن أسمائهم، فيما لم تُعلن النيابة العامة السعودية إلى الآن هذا الأمر في بيان رسمي.

احتُجِز الثلاثة بفندق ريتز كارلتون الشهير بالعاصمة الرياض بجانب عشرات من نُخب المملكة، أبرزهم الملياردير السعودي الوليد بن طلال. وأُفرِج عن معظم المُحتجزين في غضون بضعة أشهر بعد توصلهم إلى "تسويات" قالت السلطات السعودية إنها ستدر أكثر من 100 مليار دولار للخزانة العامة للدولة السعودية.

فيما لا يزال هناك بعض المُحتجزين حتى اللحظة ضمن حملة الفساد، بينهم الملياردير السعودي الإثيوبي محمد العمودي، وبكر بن لادن رئيس شركة بن لادن للبناء، وعادل الفقيه وزير الاقتصاد السابق، حسبما نقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر وصفتها بالمُطلعة.

عمرو الدباغ

شغل رجل الأعمال عمرو الدبّاغ (53 عامًا) منصب محافظ ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار السعودي، والرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجموعة الدباغ القابضة التي أسّس أول شركاتها والده الشيخ عبدالله الدباغ، وزير الزراعة الأسبق في 1962.

حصل على شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وتلقّى دورات إدارية متقدمة في كلية الأعمال بجامعة هارفارد وكلية لندن للأعمال، كما عمل في مؤسسات مالية عالمية بينها "ميريل لينش، كوتس اند كو، وبنك وورمز." وهو متزوج وله بنتان وثلاثة أولاد.

تُغطي شركاته 60 دولة في عدة قطاعات تشمل: الصناعات الغذائية وخدمات السيارات والوقود والإسكان والتغليف. وتضم أكثر من 15 ألف موظف وموظفة يمثلون 53 جنسية من مختلف أنحاء العالم، بحسب الموقع الالكتروني الرسمي للمجموعة.

ترّأس هيئة المدن الاقتصادية السعودية المشرفة على المدن الاقتصادية، وشغل منصب القنصل الفخري السابق لكازاخستان، وهو الرئيس المؤسس السابق لمنتدى جدة الاقتصادي. كما كان عضوًا سابقًا بمعهد هارفارد للسياسات الاجتماعية والاقتصادية في الشرق الأوسط، وعضوًا بالمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس.

وقع عليه الاختيار من قِبل المجلس التنفيذي الاقتصادي العالمي في 1995 كأحد الشخصيات القيادية التي ستبرز في المستقبل من بين ألف مرشح من رجال الأعمال والمال من مختلف أنحاء العالم. وفي 2006، منحته مجلة "ارابيان بيزنس" لقب "رجل العام"، وحصل على أعلى وسام باكستاني "سيتارا ي امتياز" في 2008.

وقبل 4 أعوام، أسّس رجل الأعمال السعودي جامعة العمل الخيري بجدة، والتي تقدم دورات تدريبية إلكترونية مجانية للعاملين في قطاع الأعمال غير الربحي والعاملين في الأعمال الخيرية في العالم العربي وفي مختلف أنحاء العالم.

هاني خوجة

هاني خوجة هو المؤسس المشارك والشريك الإداري لشركة "إلكسير"، وهي شركة استشارات إدارية رائدة تخدم العملاء في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.

واستحوذت عليها في 2017 شركة "ماكينزي" الاستشارية، التي تعاقدت معها الحكومة السعودية للمساعدة في الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يسعى الأمير محمد بن سلمان لتنفيذها من أجل إنهاء اعتماد البلاد على إيرادات النفط.

حصل خوجة على درجة البكالوريوس في العلوم الهندسية من جامعة فيرجينيا، وحاز على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن، بحسب حسابه على موقع التوظيف الالكتروني الشهير "لينكد إن".

اكتسب خوجة خبرة كبيرة خلال عمله بشركتيّ "إف إم سي جي" و"بروكتر آند جامبل" الرائدتين في صناعة المواد الاستهلاكية في العالم. عمل سابقًا لدى شركة متعددة الجنسيات لأكثر من 12 عامًا. وكان مديرًا للتسويق وعضوًا للجنة شؤون شبه الجزيرة العربية وأوروبا.

وكان عضوًا بمجلس إدارة مجموعة "عقال" من يناير 2013 إلى يناير 2014، وعضو المجلس الاستشاري بمنصة خدمات التأشيرات الإلكترونية السعودية (إنجاز) من يناير 2013 وحتى سبتمبر 2014.

في مقابلة إعلامية أجراها قبل 3 أعوام، عرّف هاني خوجة نفسه بأنه "مستشار إداري يحمل شغفًا لحل المشاكل المعقدة التي تمنع الناس من تحقيق كامل إمكاناتهم، ورحّالة يبحث عن السعادة الحقيقية". ويؤمن بأن كل إنسان خُلِق من أجل مهمة معينة لجعل العالم مكانًا أفضل.

وتحت عنوان "رحّالة عالمي يبحث عن السعادة الحقيقية" أو “A Global Nomad In Search of True Happiness”، حكى خوجة تجربته الشخصية والمهنية في كتاب باللغة الإنجليزية، بدأ يخُطّ أول سطوره وهو بعُمر الـ45، خوفًا نسيانه تفاصيل حياته وطفولته يومًا، كما قال في لقاء سابق مع صحيفة "عُكاظ" السعودية.

سامي الذهيبي

على النقيض من الدبّا وخواجة، فإن المعلومات المتوافرة على الانترنت حول المهندس سامي الذهيبي شحيحة للغاية، ولا يُعرف عنه سِوى أنه كان يشغل مدير عام مركز الإنجاز والتدخّل السريع، المُرتبط بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي.

ويهدف هذا المركز إلى متابعة إنجازات المبادرات والبرامج ذات الأولوية والأهمية الاقتصادية والتنموية التي يكلف بها المجلس، بحسب الموقع الالكتروني لوزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية.

كما عمل الذهيبي مع خواجة في تأسيس شركة "إلكسير".