لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل نجحت داعش في امتلاك أسلحة كيماوية؟

03:12 م الأربعاء 23 يناير 2019

تنظيم داعش - أرشيفية

كتبت- هدى الشيمي:

سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على محاولات تنظيم داعش لامتلاك أسلحة كيماوية، ما دفعها إلى تجنيد أعداد كبيرة من العلماء والمهندسين المتخصصين في هذا المجال، كان من بينهم العالم سليمان العفاري، الذي اعترف بأنه عمل في كنف التنظيم في المراحل الأولى لإعداد هذه الأسلحة.

تقول الصحيفة الأمريكية إن سليمان العفاري كان يجلس على مقعد داخل مكتبه، قبل أسابيع من سيطرة التنظيم على مدينة الموصل العراقية، منتظرًا يوم وصولهم.

وتوضح الصحيفة، في تقرير حصري نشرته على موقعها الإلكتروني، أنه بعد استيلاء داعش على الموصل في عام 2014، كانوا ينتقلون من مكان إلى آخر يحاولون فرض سيطرتهم على كل المنظمات والمؤسسات، حتى جاء الدور على وزارة الصناعة والمعادن العراقية التي يعمل بها العفاري، وهو جيولوجي كان يبلغ من العمر 49 عامًا وقتذاك، فطلب منهم الأخير أن يسمحوا له بمواصلة عمله، فما كان منهم إلى أن عرضوا عليه وظيفة جديدة وهي مساعدتهم في صناعة الأسلحة الكيماوية.

لم يكن العفاري يعرف الكثير عن هذا الشأن، ولكنه قبل عرض داعش، حسب واشنطن بوست التي توضح إلى أنه أشرف على تصنيع الأسلحة الكيماوية للتنظيم.

يقول العفاري، الذي ألقى الجنود الأمريكيون والأكراد القبض عليه في عام 2016 وهو الآن سجين في أربيل، إنه لا يعلم ما إذا كان نادمًا على ما فعله أم لا.

ويتابع: "لقد كانوا بمثابة الحكومة وكنّا نعمل لديهم، كنّا نريد العمل حتى نحصل على الرواتب".

قال العفاري، 52 عامًا، إن مقاتلي داعش بذلوا مجهودًا كبيرًا من أجل تصنيع أسلحة كيماوية، وكانت لهم محاولات ناجحة لتصنيع غاز خردل الكبريت، وهو سلاح كيماوي تسبب في مقتل عشرات الآلاف وأصيب أعداد كبيرة أثناء الحرب العالمية الأولى.

وأكد مسؤولون أمريكيون وأكراد شاركوا في مهمات تدمير مصانع الأسلحة الكيماوية الخاصة بداعش روايات العفاري.

عرقلة المحاولات

ذكرت واشنطن بوست أن الهجمات والحملة الشرسة التي شنتها القوات العراقية والأمريكية عام 2016، عرقلت محاولات التنظيم الإرهابي في امتلاك أسلحة نووية، لاسيما وأن القوات استهدفت مرافق الإنتاج وقتلت العاملين فيها.

ومع ذلك لم يمكن القول إنه تم محو التهديد بالكامل، إذ يقول المسؤولون العراقيون إن قادة التنظيم تمكنوا من نقل معدات وربما تلك التي تُستخدم في تصنيع المواد الكيماوية من العراق إلى سوريا، وربما يكونوا قد دفنوا بعضها أو اخفوه في أماكن يُصعب الوصول إليها.

علاوة على ذلك، توضح واشنطن بوست أن التنظيم تمكن من نقل خبرات ومهارات العفاري وغيره من الأشخاص ذوي الكفاءة إلى أشخاص قادرين بإمكانهم مواصلة العمل على البرنامج من أجل إعداد أسلحة كيماوية، كما أنها حفظت هذه الملفات المهمة على شبكة كبيرة من الممكن الولوج إليها في أي وقت.

وحسب هاميش دي بريتون جوردون، خبير الأسلحة الكيماوية الذي يعمل مع الجيش البريطاني وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإن هناك جهاديين في جميع أنحاء العالم الذي يستطيعون الوصول إلى هذه الشبكة ويستخدمون هذه المعلومات في صنع أسلحة كيماوية.

ويقول جوردون إن المنظمات الإرهابية لا تزال تحلم بامتلاك أسلحة كيماوية، وستعمل على تحقيق ذلك.

العمل لدى داعش

تمكن داعش من السيطرة على الموصل في ستة أيام فقط في يونيو 2014، بعد أن هزمت قوامته الجيش العراقي في معركة استمرت 15 دقيقة، وانتهت بفرض سيطرة التنظيم الإرهابي على 1500 موقع حيوي وهام من بينها قاعدات عسكرية ومطارات، ما تسبب في نزوح حوالي نصف مليون مدني.

وتُشير واشنطن بوست إلى أن آلاف القوات العراقية تخلت عن هويتها العسكرية، محاولين اللوذ بالفرار حتى لا يتعرضون للأسر أو الذبح على أيدي مقاتلي التنظيم.

يذكر العفاري، العالم الذي ساعد التنظيم في محاولات الحصول على أسلحة كيماوية، أن الأوضاع أصبحت أكثر هدوءًا بعد فترة سيطرت فيها الفوضى والوحشية على ثاني أكبر المدن العراقية وأكثرها أهمية بعد العاصمة بغداد.

في بداية الأمر، قرر الموظفون العراقيون البقاء في منازلهم ولكنهم تفاجئوا من تلقي رواتبهم ووصول المال إلى حساباتهم البنكية، ولكن بعد توقف الرواتب قرر أغلبهم العمل مع التنظيم، ما دفع العفاري إلى العودة إلى عمله من أجل مزاولة وظيفته قبل أن يقوم بها أحد غيره.

يقول العفاري إن التنظيم لم يجبر أحد على العمل معه، ويتابع: "كنت أخشى أن أفقد وظيفتي خاصة وأنه من الصعب الحصول على وظائف حكومية".

 

 

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان