"ماركت ووتش": ماي على أعتاب التعرض لأسوأ هزيمة لرئيس وزراء بريطاني في التاريخ
بروكسل (أ ش أ)
رأت مؤسسة (ماركت ووتش) المعنية بالشأن الاقتصادي العالمي، أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يمكن أن تدخل التاريخ البريطاني، في ظل التوقعات بتعرضها لأسوأ هزيمة لأي رئيس وزراء بريطاني في تصويت برلماني عندما يصوت مجلس العموم البريطاني مساء اليوم الثلاثاء، على خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي فيما يعرف بـ "بركيست".
ونقلت (ماركت ووتش) - في تقرير اليوم ، عن سياسيين بريطانيين توقعاتهم - أن عدد أعضاء مجلس العموم البريطاني الذين سيصوتون بالرفض ضد خطة "ماي" بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتراوح بين 180 إلى 229 برلمانيًا بمجلس العموم البريطاني.
ووصفت المؤسسة الأمريكية هذه النتيجة - حال تحققها - بأنها ستكون بمثابة أكبر هزيمة لحكومة بريطانية لتتجاوز بذلك الهزيمة التي تعرضت لها حكومة الأقلية بقيادة حزب العمال في عام 1924 بأصوات بلغت 166 صوتًا.
وذكرت "ماركت ووتش" أن توقعات خسارة ماي لاستفتاء اليوم تتزايد بعد إلغاء التعديل المحتمل للإبقاء على اتفاق الانسحاب من التكتل الأوروبي قبل ساعات قليلة من التصويت.
وكان هيلاري بين، رئيس لجنة الخروج من الاتحاد الأوروبي بالبرلمان البريطاني، قد رضخ للضغوط التي تعرض لها من حزبه وسحب اقتراحا برفض اتفاق رئيسة الوزراء البريطانية بالخروج من الاتحاد الأوروبي، لكنه استبعد الخروج من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق.
ورأت (ماركت ووتش) أن اقتراح رئيس لجنة الخروج من الاتحاد الأوروبي بمجلس العموم كان من المتوقع أن ينهي التصويت على اتفاق ماي، ويجنبها التعرض للهزيمة الساحقة المتوقعة في التصويت الذي سيجري مساء اليوم.
ورجحت المؤسسة الأمريكية أن تلجأ رئيسة الوزراء البريطانية لإعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي لتمديد اتفاق الخروج لمدة عامين إضافيين - حال رفض اتفاقها بأغلبية ضئيلة (أقل من 60 صوتا) - وأن تقدم المزيد من التنازلات إلى البرلمان من أجل إقناع ما يكفي من البرلمانيين لدعمها في أي جولات جديدة للتصويت من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي.
أما على الجانب الآخر، فإن قادة الاتحاد الأوروبي يصرون على أن الاتفاق المقدم حاليا هو العرض الوحيد المتاح لبريطانيا، ولن يتم تغييره، في الوقت الذي أبدى فيه نواب في البرلمان الأوروبي، استعدادهم لدعم أي طلب قادم من لندن بشأن تأجيل موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
وعلى صعيد التداعيات الاقتصادية لأي نتائج لعملية التصويت اليوم، فقد كشف مسح صادر عن بنك الاستثمار الياباني "نومورا" أن الجنيه الاسترليني قد يتعرض لخسارة تصل نسبتها إلى 3ر2% من مستواه الحالي مقابل الدولار حال خسارة ماي للتصويت، أما في حال جاءت النتيجة غير متوقعة بالموافقة على الاتفاق فرجح البنك ارتفاع العملة البريطانية بنسبة قد تصل إلى 4.7% مقابل الدولار الأمريكي.
وقال جيريمي كوربين، رئيس حزب العمال، إنه سيتقدم بمقترح لحجب الثقة عن حكومة ماي حال رفض اتفاق الانسحاب الحالي، وهو ما سيتطلب دعما من غالبية البرلمانيين في بريطانيا، وإذا حصل على الدعم المناسب، فقد يتمكن من الإطاحة بحكومة ماي لتشهد البلاد بعد ذلك انتخابات عامة.
وذكرت "ماركت ووتش" أن كوربين ونواب حزبه في مجلس العموم يأملون اليوم خسارة "ماي" لضمان حصول مقترحه بسحب الثقة من رئيسة الوزراء البريطانية على تأييد نواب مجلس العموم، مشيرة إلى أنه "كوربين" لن ينتظر أكثر من صباح اليوم التالي لعمية التصويت لتقديم طلب سحب الثقة من "ماي" حال خسارتها حيث ستكون الفرصة مواتية للحصول على تأييد برلماني لتلك الخطوة.
يشار إلى أن الموعد النهائي لرئيسة الوزراء البريطانية " تيريزا ماي" لتقديم خطتها البديلة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين 21 من الشهر الجاري وذلك إذا تم رفض اتفاقها الأولي في تصويت اليوم.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: