بعد الاعتداء على سفارة طهران بباريس.. تاريخ النزاعات بين كردستان وإيران
كتب – محمد عطايا:
تعرضت سفارة إيران في باريس لهجوم السبت الماضي، من قبل عناصر حزب الكوملة الكردستاني المعارض، الذي تعتبره طهران جماعة إرهابية.
الاعتداء الأخير على السفارة الإيرانية، جاء نتيجة سلسلة من الأحداث والنزاعات بين الحزب الكردي المعارض ونظام الملالي، الذي يعتبر الأخير عدو له.
شهدت الأيام الأخيرة نزاعات، بدأت مع قُتل ما لا يقل عن 10 أشخاص خلال قصف جوي ومدفعي إيراني مكثف على مقرات تابعة لأحزاب كردية معارضة لطهران في مناطق بقضاء كويسنجق التابع لمحافظة أربيل.
من جهتها، نقلت قناة "رووداو" الكردية عن قائد شرطة القضاء، شورش كاكه، أن القصف كان جويًا وبالمدفعية أيضًا، كما نقلت عن مدير صحة كويسنجق، كامران عباس، أن القصف أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 30 آخرين بجروح، بينهم إصابات 10 منهم خطيرة.
وأضاف أن "هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها استهداف مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية في كويسنجق، ولن تكون الأخيرة"، مبيناً أن "أغلب الضحايا من النساء والأطفال".
وبحسب رووداو، زادت خلال الأشهر الأخيرة الاشتباكات بين الحرس الثوري وقوات حرس الحدود الإيرانية مع الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، كحزب "بيجاك" وحزب "كومله" و"الديمقراطي الكردستاني" وغيره، التي تتخذ من جبال قنديل على المثلث الحدودي بين إيران والعراق وتركيا في داخل أراضي إقليم كردستان العراق مقرات لها.
تطورت الأوضاع بعد القصف، وبدأت المدن الكردية في إيران، خلال الأيام الماضية إضرابًا عامًا احتجاجًا على إعدام ناشطين سياسيين وقصف مقرات الأحزاب الكردية المعارضة.
وشهدت مدينة سنندج، مركز محافظة كردستان، إضرابا عاما أغلقت فيه الأسواق أبوابها، بينما قام عناصر من الأمن بوضع علامات على المحلات التي بدأت تغلق أبوابها.
النزاع الكردي الإيراني بدأ مع تولي الخميني الحكم، بعد الثورة الإسلامية عام 1979، نتيجة معارضة الأكراد لنظام الملالي.
اعتاد الملالي بالرد على الأكراد بزيادة نسب الإعدام، حيث نفذت السلطات الإيرانية خلال الأيام الماضية حكم الإعدام على ما لايقل عن 9 سجناء سياسيين كان 6 منهم من السجناء السياسيين الأكراد.
في 2016، كشفت مصادر كردية معارضة في إيران أن نسبة الإعدامات التي ينفذها نظام إيران ضد الكرد والمكونات الأخرى ترتفع سنويا، مبينة أن الأشهر التسعة الأخيرة في ذات العام، شهدت إعدام أكثر من 750 مواطنا إيرانيًا غالبيتهم من القومية الكردية.
سوران بالاني، القيادي في حزب الكوملة الكردستاني الإيراني، ومسؤول العلاقات العربية في الحزب، قال في تصريحات قبل عامين مضيا، إن "معدل الإعدامات في إيران يرتفع سنويًا، ففي عام 2012 أعدم النظام 500 شخص وارتفع هذا العدد في 2013 إلى أكثر من 800 شخص، وفي عام 2014 أعدم النظام الإيراني 860 شخصًا، أما خلال الأشهر التسعة الماضية، حسب السنة الإيرانية، فوصل عدد الذين نفذت فيهم العقوبة إلى 750 شخصا غالبيتهم من المواطنين الكرد".
ولأضلف في تصريحات صحفية: "في الغالب تستخدم طهران حملات الإعدام لتصفية معارضيها السياسيين ومن لا يتوافق مع فكر هذا النظام وأتباع المذهب السني والمكونات القومية والدينية الأخرى".
وتابع بالاني: "التدخل الإيراني في السعودية والبحرين وبقية دول المنطقة يندرج ضمن استراتيجية طهران لإثارة الفتن والمشاكل، والهجوم على سفارة المملكة ضمن هذه الاستراتيجية، فإيران لا تحترم البروتوكولات الدولية ولا تحترم حسن الجوار، ونحن في حزب الكوملة ندين هذا الاعتداء الإيراني على المصالح الدبلوماسية السعودية".
فيديو قد يعجبك: