لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ماذا بعد العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران؟

03:27 م الإثنين 06 أغسطس 2018

الولايات المتحدة وإيران

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

تفرض الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات على إيران، غدًا الثلاثاء، من شأنها زيادة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الجمهورية الإسلامية، والتي دفعت بالعشرات إلى النزول في احتجاجات انتشرت في العديد من المدن الكُبرى من بينها العاصمة طهران.

وتقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، إن الولايات المتحدة وافقت على تخفيض العقوبات المفروضة على إيران، بموجب الاتفاق النووي الإيراني الذي عقدته الجمهورية الإسلامية مع الدول الست الكُبرى في عام 2015، إلا أن إدارة ترامب أعادت فرض حزمة من العقوبات القاسية مرة أخرى عليها.

وتستهدف العقوبات الجديدة عدة قطاعات اقتصادية، من بينها السيارات والذهب والصلب، وغيرها.

وبعد 90 يومًا، من المُقرر أن تعود العقوبات المفروضة على صناعة النفط الإيرانية إلى حيز التنفيذ.

تقول واشنطن بوست إن فرض العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران أصبح مسألة وقت ليس إلا، وكان من المُنتظر تنفيذه في أي لحظة، بعد إعلان الرئيس ترامب انسحابه من الاتفاق النووي مع طهران في مايو الماضي.

وفي الوقت ذاته، أدى احتمال عودة العقوبات الأمريكية على إيران إلى انخفاض قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي، إذ فقد ثلثي قيمته.

وتقول واشنطن بوست إن السياسيين الإيرانيين المحافظين استغلوا هذه الفرصة، لانتقاد ولوم الرئيس الإصلاحي حسن روحاني.

وساعد الاتفاق النووي إيران على الانفتاح على الغرب بعد سنوات من التوترات والعزلة. إلا أن النافذة أُغلقت الآن، حسب واشنطن بوست، والتي تقول إن الحكومة الإيرانية عليها الآن مواجهة الشعب بعد فشلها في تنفيذ تعهداتها بأنها ستجعل البلاد قادرة على الاعتماد على نفسها مرة أخرى.

وذكرت واشنطن بوست أن ترامب سعى جاهدًا منذ وصوله إلى سدة الرئاسة القضاء على الاتفاق النووي مع إيران، والذي يعد أهم إنجازات إدارة سلفه باراك أوباما.

ويُعلق فريد دحيليلاني، مُستشار الشؤون الدولية في منظمة الخصخصة الإيرانية، على الأمر قائلا: "كانت الانتخابات الأمريكية لعام 2016، بمثابة سحابة خيمت على الاتفاقية، وكانت نتيجتها الأسوأ على الإطلاق".

تُشير الصحيفة إلى أن المسؤولين في إدارة ترامب وغيرهم من كارهي إيران في واشنطن، يعتقدون أن العقوبات ستزيد الضغوط على الجمهورية الإسلامية وتُضعف النظام في النهاية.

وأشاد ترامب، الأسبوع الماضي، بالاحتجاجات الاقتصادية في إيران، وكذلك وزير خارجيته مايك بومبيو الذي دعا المحتجين إلى مواصلة الاحتجاجات، وربط بين المناخ السياسي الفاسد في طهران وقرار الولايات المتحدة بإعادة فرض العقوبات.

وقال بومبيو إن الفوضى الحالية ستدفع النظام الإيراني إلى الموافقة على الجلوس على طاولة المفاوضات.

إلا أن المحللين لا يثقون في ذلك، ويقول كريم سجادبور، الخبير الإيراني في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن ترامب يدعو الشعب الإيراني إلى الاستمرار في الاحتجاجات، ولكنه مُستعد للإلقاء به تحت الحافلة لإنهاء الاتفاق مع قادته.

وحسب سجادبور، فإن المطالب الإيرانية بالكرامة والاصلاحات الاقتصادية والسياسية تسبق تولي ترامب الرئاسة بفترة طويلة. قائلا: "لم يفعل ترامب شيئًا سوى زيادة الطين بلة".

علاوة على ذلك، فإنه بالرغم من المشاكل والصعوبات التي يواجهها النظام الإيراني، إلا أنه لا يبدو أنه ينهار أو يتعرض لأي أذى.

ونقلت واشنطن بوست عن خبراء قولهم إن العقوبات المفروضة على إيران قبل الاتفاق النووي كانت أكثر صعوبة من المفروضة الآن، إلا أنها لم تؤثر على النظام الملالي، أو تضر بقادته الإسلاميين.

وفي الوقت ذاته، تُشير الصحيفة إلى أن الشركاء الأوروبيين يبدون مترددين في استمرار تعاونهم مع إيران في ظل العقوبات الاقتصادية، إلا أن شركائها الآخرين على رأسهم الهند والصين، خاصة في مجالات هامة مثل الطاقة، لا يبدو عليهم أنهم سينسحبون بسهولة.

وتقول دينا اصفندياري واريان طباطبائي، الصحفيان في الشؤون الخارجية، إن الصين أعلنت أنها ستواصل استيراد النفط الإيراني.

وحسب الصحفيين، فإن بكين تبدو مستعدة لزيادة تعاونها مع الصين من خلال مشروعها العالمي للبنية التحتية، والمعروف باسم مبادرة "الحزام الواحد والطريق الوحيد"، علاوة على الاستثمارات الإيرانية في قطاع الطاقة النووية الإيراني.

وكان جايسون رضيان، مُراسل واشنطن بوست في طهران أثناء صياغة الاتفاق النووي، قال إن الإيرانيين عانوا من مصاعب كبيرة، وهم يعيشون تحت وطأة العقوبات الأمريكية المفروضة على بلادهم.

وأشار رضيان إلى ارتفاع الأسعار، وتضاؤل إمدادات الأدوية، ما زاد من معاناة الإيرانيين من الطبقتين الوسطى والعاملة، بينما تمكنت النخبة من إثراء نفسها من خلال العمل في السوق السوداء.

ورغم التوقعات بأن العقوبات الأمريكية الجديدة ستدفع الإيرانيين إلى الجنون، وستطيل فترة احتجاجاتهم، يقول رزيان إن الولايات المتحدة عليها ألا تُغالي في توقعاتها بأنها ستؤدي إلى انهيار النظام الملالي في نهاية المطاف.

وأرجع مراسل واشنطن بوست ذلك إلى أن قادة إيران يعلمون كيفية إعادة الاستقرار، واحتواء الشعب مهما بلغت حدة غضبه.

وحسب رضيان، فإن معاناة الإيرانيين لكسب قوت يومهم، والنجاة من مشاكل الحياة اليومية ستجعل المنظومة السياسية أكثر تحديًا مما هي عليه الآن، لاسيما وأن الاحتجاجات لم تصل إلى حد الانتفاضة الشعبية.

وتابع: "ترامب لم يفعل شيئًا سوى إضافة المزيد من الضغوطات على الشعب".

فيديو قد يعجبك: