لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"جوانتانامو ودول عربية".. كيف تنوي أمريكا التخلص من السجناء الدواعش؟

08:32 م الخميس 30 أغسطس 2018

سجن جوانتانامو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد الصباغ:

تدرس الإدارة الأمريكية خطة تقضي بإرسال مئات السجناء من مقاتلي داعش إلى سجن عراقي بعدما رفضت دولهم الأصلية استقبالهم، فيما سيتم احتجاز مجوعة من المقاتلين الأخطر في سجن جوانتانامو الشهير في كوبا.

وبحسب خمسة من المسئولين الأمريكيين في إدارة ترامب ودبلوماسيين اثنين من أوروبا، تشمل الخطة إرسال اثنين من مقاتلي تنظيم داعش الذين شاركوا في قتل محتجزين أمريكيين وأوروبيين، إلى جوانتانامو.

كما تواصلت الإدارة الأمريكية مع الدول الأصلية للمقاتلين الدواعش المحتجزين، وبينها دول خليجية ولبنان وتونس والمغرب والجزائر، من أجل إقناعهم باستقبال مواطنيهم الدواعش.

والإرهابيان من تنظيم داعش المقصودين هنا هما ألكسندر آمون كوتي، والشافعي الشيخ، الذين انتموا لمجموعة جهادية تحمل اسم "البيتلز" واعتقد المراقبون أنهما بريطانيان بسبب لكنتهما. لكن السلطات البريطانية أكدت أنه تم تجريدهما من الجنسية في وقت سابق بعد إثبات قتالهم لصالح داعش وظهورهم في مقاطع يذبح فيها التنظيم الإرهابي محتجزين لديه.

وأضاف المسئولون، بحسب ما ذكرته شبكة "إن بي سي" الأمريكية، أن المحتجزين المقرر إرسالهم إلى سجون عراقية سيكونوا تحت حراسة السلطات العراقية، ولكن سيكون من حق الولايات المتحدة استجواب أي منهم لو لم يتم إرسالهم إلى بلادهم الأصلية.

ويعارض الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي ومعهم حقوقيون أمريكيون، إرسال محتجزين جدد إلى معتقل جوانتانامو، ويقولون إن مقاتلي داعش المشتبه في ارتكابهم جرائم قتل لأمريكيين يجب أن تحاكمهم محاكم فيدرالية، حتى يتم محاسبتهم بدلاً من احتجازهم لوقت غير محدد دون اتهامات.

وقالت عضو الكونجرس جيان شاهين، إنها قلقة من إرسال مقاتلين سابقين لداعش إلى جوانتانامو، وهو ما قد يحولهم إلى "شهداء". وطالبت إدارة الرئيس ترامب بمحاكمة المشتبه في قتلهم لأمريكيين في محاكم مدنية فيدرالية لضمان العدالة.

وقال متحدث باسم السيناتور شاهين، إنه مع محاكمة عناصر داعش قتلة الصحفي الأمريكي جيمس فولي في محاكم فيدرالية "بناء على رغبة عائلة فولي".

وأضاف المسئولون الأمريكيون إن السجناء المقرر نقلهم تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، في سوريا.

ولم يؤكد مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية الخطوة، وصرح لشبكة "إن بي سي" إنهم يشجعون كل الشركاء على تحمل مسئولية مواطنيهم، ومحاكمة من ارتكبوا جرائم وضمان عدم عودتهم إلى مناطق القتال.

وأضاف: "ليس لدينا أي شيء محدد حاليا لذكره".

وتواجه الدول التي تحتجز مقاتلي الدواعش، أماكن لاحتجاز المقاتلين من التنظيم الإرهابي، وزادت التكهنات حول مصير هؤلاء المقاتلين بعدما امتلأت بهم السجون أو الأماكن التي تم تخصيصها سجونًا، وسط غضّ الطرف من بلدانهم الأصلية التي قد تصل إلى 50 دولة عن استقبالهم مرة أخرى.

وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز في يوليو الماضي، ألقت الضوء على أزمة السجناء الدواعش. وصرح كريستوفر كوستا، مسئول أمريكي سابق في مكافحة الإرهاب، أن هؤلاء المقاتلون يمثلون تهديدا لبقية دول العالم.

وأشار إلى ما حدث مع "المجاهدين" خلال فترة الثمانينيات الذين قاتلوا في أفغانستان، ثم توجهوا للقتال بعد ذلك في البوسنة. وقال: "لا يمكننا تكرار هذه الأخطاء".

وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية حوالي 400 رجلاً سوريا بتهمة الانضمام لداعش، وفقًا لمسئولين مطلعين، وبحسب إحصائيات حكومية فإن هناك أيضًا 593 رجلا من 47 دولة أجنبية، كثيرون منهم من مصر والمغرب والسعودية وتونس وتركيا. بينما هناك 80 من دول أوروبية، بينهم 40 من روسيا ومن 10 إلى 15 شخصا من فرنسا وألمانيا.

وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية في بداية العام الجاري، خطابات إلى عدد من الدول بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول خليجية وآخرين (حوالي 40 دولة)، لتخبرهم بمواطنيهم الإرهابيين المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية.

اشتملت الخطابات على قوائم بأسماء وكل المعلومات الممكنة عن كل فرد من المحتجزين. وشرحت الخطابات أن قوات سوريا الديمقراطية لم يعد بإمكانها تحمل احتجاز هؤلاء المقاتلين، وهناك حاجة لترتيبات من أجل نقلهم.

وعبر الأشهر التي جاءت بعد الخطابات، أقنعت الولايات المتحدة بعض الدول من أجل استعادة مواطنيهم الذين تم احتجازهم خلال المعارك ضد داعش. وفي بداية هذا الشهر، بحسب تقرير "إن بي سي"، وافقت مقدونيا على استقبال سبعة مقاتلين، وقبلت لبنان بثمانية.

وأكد مسئولان أمريكيان أن تونس وكازاخستان عبر قادتهم عن استعداد لاستقبال مقاتلين محتجزين في سوريا. وبخصوص توني، ربما يستقبلون أكثر من 150 مقاتلا لكن سيطلبون تعويضات في المقابل.

وذكر ناثان سيلز، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أنه سيسافر إلى كل من الجزائر وتونس والمغرب خلال الأسبوع المقبل من أجل مناقشة مسألة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب" وغيرها من القضايا.

ومن بين السجون المقترح أن تكون وجهة لاحتجاز لمقاتلي الدواعش المحتجزين، قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار العراقية.

وتناقش الولايات المتحدة هذا الأمر مع السلطات العراقية، لكن إلى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق. وتأمل الولايات المتحدة في أن يظل بإمكانها الحصول على حق استجواب المحتجزين من هؤلاء المقاتلين في العراق.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعهد بإغلاق معتقل جوانتانامو في كوبا، والذي يحمل سمعة سيئة بسبب تعذيب المحتجزين بداخله.

ولكن لم يتم تنفيذ هذا التعهد، وغادر منصبه وكان قيد الاحتجاز 41 شخصًا.

فيديو قد يعجبك: