لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بين عشرات المعتقلين.. ما أهمية "القس الأمريكي" مفجر الأزمة بين واشنطن وأنقرة؟

10:48 م الجمعة 10 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:
"المعتقل ينتمي إلى الكنيسة الإنجيلية في الولايات المتحدة، والتي تعد ذا تأثير كبير على السياسة الأمريكية"، هكذا وصف الباحث التركي في معهد واشنطن لبحوث الشرق الأوسط، أهمية السجين برانسون، الذي تسبب في أزمة كبيرة بين واشنطن وأنقرة.

الأزمة الحالية بين الدولتين يمكن وصفها بـ"العفنة"، مثلما كتبت أمبريين زمان، الصحفية التركية في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وبدأت نواة الخلاف في يوليو 2016، عندما اهتزت قبضة أردوغان على عرش دولته، عندما أعلنت بعض الفصائل من الجيش الانقلاب على حكم الرئيس التركي.

خوفًا من تكرار الانقلاب؛ أعلن أردوغان حالة الطوارئ، وشن أكبر حملة اعتقالات شهدتها أنقرة على السياسيين والصحفيين وذوي الجنسيات الأجنبية، وكل من يعارضه.

من بين المعتقلين، كان القس الأمريكي أندرو برانسون، الذي تحول بعد عامين من محبسه إلى أكبر أزمة عالقة بين أنقرة وواشنطن، من شأنها خلق عداوة يمكن أن تصل في المستقبل إلى قطع للعلاقات.

يهدف أردوغان إلى إحكام قبضته على فتح الله جولن المتواجد في الولايات المتحدة حاليًا، والمتهم الأول من وجهة نظر الرئيس التركي، في الانقلاب الفاشل الذي وقع منذ عامين، لذلك بادر بضربة استباقية يبتز بها واشنطن.

وأودع "أردوغان" داخل سجونه عالم الفضاء بوكالة "ناسا" سيركان جولج، الذي توجه إلى تركيا لزيارة عائلته عقب الانقلاب، والقس الأمريكي أندرو برانسون، بتهم ثابتة للشخصيتين (الانتماء إلى جماعة "جولن" المصنفة إرهابية في أنقرة).

في تلك الفترة، كانت الولايات المتحدة منشغلة باختيار الرئيس الجديد الذي يخلف باراك أوباما، إلا أن أغلب الردود على تسليم أمريكا لفتح الله جولن جاءت غير مقبولة لأردوغان.

لجأ الرئيس التركي بالفعل إلى الابتزاز، وعرض على الإدارة الأمريكية العام الماضي، تسليم فتح الله جولن مقابل الإفراج عن القس الأمريكي.

وعلى الرغم من رفض واشنطن للمساومة التركية إلا أن القس الأمريكي يبقى هو الرهينة الأهم لدى "إدارة الصقور" في سجون أنقرة.

تجددت خلال الأيام الماضية الأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب برانسون، إلا أن الغريب هو إصرار واشنطن على إطلاق صراح "القس الأمريكي" من بين آلاف المعتقلين الأمريكيين في جميع دول العالم.

بذلت الولايات المتحدة العديد من الجهود للإفراج عن أندرو برانسون، السجين ذا الأهمية الأكبر لدى واشنطن، وهو ما دفع الجميع للتساؤل حول أهمية القس الأمريكي.

وبحسب الباحث التركي، يريفان سعيد، في تصريحات لـ"مصراوي"، فإن سبب اشتعال غضب الولايات المتحدة؛ لأن برانسون ييحظى بدعم من الكنيسة الإنجيلية في واشنطن التي يمكن أن تؤثر على القرارات السياسية في أمريكا إذا أرادت. أيضًا، الإدارة الحالية مكونة من الحزب الجمهوري المدعوم من الكنيسة الإنجيلية بشكل كبير.

وتسعى الولايات المتحدة حالياً بحسب الباحث التركي إلى إطلاق سراح جميع السجناء في المعتقلات التركية، بمن فيهم عالم الفضاء بوكالة ناسا الذي توجه لزيارة عائلته عقب الانقلاب الفاشل، لتلقي السلطات القبض عليه هناك وتضعه في المعتقل,

فيما ترى الصحفية التركية في مقالها بصحيفة "نيويورك تايمز"، أن ترامب كان "ناعمًا" مع أنقرة، وقدم تنازلات كبيرة مقابل الإفراج عن القس برانسون، خاصة بعدما بعث لرئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، للإفراج عن الأسيرة التركية إبرو أوزكان، المتهمة بالتورط مع حركة "حماس"، وبحسب الصحفية التركية، فإن تل أبيب وواشنطن التزما بالاتفاق إلا أن أنقرة راوغت وأبقت القس الأمريكي في السجن.

وصفت الصحفية التركية، في مقالها بصحيفة نيويورك تايمز، الأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا، بالأقوى منذ فرض واشنطن حظرًا على شراء الأسلحة على أنقرة بعد عام 1974، ومحاولاتها غزو جزيرة قبرص.

يريفان سعيد، يكشف أيضًا عن المراوغان التركية خاصة فيما قامت به تركيا من الموافقة بشكل مبدأي على صفقة مبادلة إطلاق صراح الأسيرة إبرو أوزكان، مشيرًا إلى أن الخلاف بالاتفاق مع ترامب جعل الأخير يستشيط غضبًا.

وأضاف: "أضف إلى ذلك أن صانعي القرار في الولايات المتحدة غير راضين عن الحكومة التركية الحالية والمسار الذي اتخذته تحت قيادة الرئيس أردوغان منذ 2014، عندما أعلنت أنقرة فتح حدودها لاستقبال المجاهدين من حول العالم للجهاد في سوريا".

بينما ترى أمبريين زمان، أن الخلافات الأخيرة جعلت من الأزمة غير قابلة للحل، حتى إذا تم الإفراج عن القس الأمريكي، مشيرة إلى أنه العلاقات بين حليفي الناتو لن تتحسن بأي شكل من الأشكال.

أضافت أن الكونجرس الأمريكي اصطف في مجال توقيع العقوبات على تركيا، بعدما جمد صفقة بيع طائرات "إف 35" لأنقرة.

فيديو قد يعجبك: