لقاء ترامب وروحاني.. لماذا يحب الديكتاتوريون لقاء الرئيس الأمريكي؟
كتب - هشام عبد الخالق:
"مما لا شك فيه أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحب التحدث مع الزعماء الديكتاتوريين، سواء كان هذا بمقابلتهم وجهًا لوجه أو عن طريق الهاتف، ومن ضمنهم، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، والرئيس الصيني شي جين بينج، ويكون ترامب مبتهجًا أكثر كلما كان اللقاء مع قائد حقير أو ذو سلوك سيء أكثر".
وتقول جنيفر روبين، في مقال جديد لها بصحيفة "واشنطن بوست": "يغازل الديكتاتوريون ترامب، ويلعبون على جهله وغروره، فهو يمنحهم الشرعية التي يطمحون إليها، ويقوم بالصفقات بشكل منفرد، حتى لا تستطيع إدارته تفكيكها، مقنعًا إياهم بأنها مهمة سهلة، ويظن بذلك أنه حقق انتصارًا تاريخيًا له، ولكن الحقيقة عكس ذلك، حيث أثبتت التقارير الجديدة أن الخطر الكوري الشمالي - الذي قال ترامب إنه قضى عليه - ما زال متواجدًا حتى الآن وينمو، وتظهر صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في الأسابيع الأخيرة، أن العمل ما زال مستمرًا على الأقل في موقع نووي، وربما اثنين، في منشأة أبحاث في ضواحي بيونج يانج".
وتضيف الكاتبة، لا يمكن أن يفاجئنا اقتراح ترامب بأنه يريد لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني بدون شروط مسبقة، يمكن للمرء أن يتخيل فقط الأشياء المحببة التي سيقولها ترامب عن نظام يسجن الأمريكيين ويقمع شعبه ويمول حماس، وحزب الله، وسوريا، وهو نفس النظام الذي هدده ترامب الأسبوع الماضي في تغريدة على موقع تويتر، واعتبره غير جدير بالثقة لدرجة أنه انسحب من الاتفاق النووي، وليس من الواقع أن الصفقة التي ستعقدها إيران مع أمريكا ستكون أسوأ من الاتفاق النووي الذي انسحب ترامب منه، وستضغط إيران على ترامب لجعله يوافق على وجودها في سوريا، ويمدح النظام لـ "ديمقراطيته"، وترامب، كما تقول الكاتبة، ساذج بما فيه الكفاية ليعتبر هذا فوزًا له.
وتابعت الكاتبة، إذا فزع حلفائنا الأمريكيين الآن (بعد خروج ترامب من الاتفاق النووي وتودده لبوتين وانتقاده للاتحاد الأوروبي)، فما عليك إلا أن تتخيل كيف سيشعرون إذا ما اجتمع ترامب بشكل شخصي مع الرئيس حسن روحاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - الذي دفع ترامب للتراجع عن الاتفاق النووي مع إيران - قلق من أن يجتمع الرئيس الجاهل وحده مع الدولة التي تشكل تهديدًا لبلده، ويفعل ترامب الآن ما قام باراك أوباما وانتقده المحافظون لذلك، وهو معاملة إيران كدولة طبيعية وإعطائها الشرعية في المحافل الدولية. النظام الإيراني استطاع قتل مئات القوات الأمريكية في العراق بالعبوات الناسفة، وهدد بتدمير إسرائيل الحليفة القوية لأمريكا.
لحسن الحظ، بحسب الكاتبة، رفض الإيرانيون اقتراح ترامب بسرعة، حيث قال أحد مستشاري روحاني - عبر تويتر - إن إيران ستلتقي مع الولايات المتحدة إذا ما عادت الأخيرة إلى الاتفاق النووي.
فيديو قد يعجبك: