رسالة تكشف إصابة الكاتب البريطاني جورج أورويل بالسل

مدريد - (أ ش أ):

كشفت التجارب العلمية التي أجريت على رسالة بعث بها الكاتب البريطاني جورج أورويل، بعد فترة وجيزة من عودته من الحرب الأهلية الإسبانية، أنه ربما أصيب بمرض السل خلال إقامته في إحدى المستشفيات الإسبانية.

وقد كُتبت الرسالة بعد عودة الكاتب إلى منزله من القتال ضد انتفاضة فرانكو الفاشية في يوليو 1937، وأرسلها أورويل إلى رئيس تحرير مجلة "الأدب الأجنبي" السوفيتية سيرجي ديناموف، وتم فحص الرسالة من قبل العالم جليب زيلبرشتاين، من جامعة مدريد.

وعلى الرغم من أنه من المعروف أن أورويل مات بسبب نزيف ناجم عن إصابته بمرض السل، إلا أنه لم يتضح بعد المكان الذي أصيب به بهذه العدوى البكتيرية الرئوية.

واستخدم زيلبرشتاين شريط "الأسيتات" لاستخراج البكتيريا والمورفين المتواجد في الرسالة، كما فحص العالم وفريقه البحثي خصائص البكتيريا في سجلات التسجيل الطبي في المحفوظات لأولئك الذين قتلوا في الحرب الأهلية الإسبانية، وأوضح أن أوجه الشبه توحي بأن أورويل يمكن أن يكون قد أصيب بعدوى البكتيريا أثناء إقامته في إحدى المستشفيات الإسبانية بعدما أصيب برصاصه في عنقه، مشيرا إلى أن مستوى العدوى كان مرتفعا للغاية وكانت مستويات نظافة المستشفيات سيئة للغاية في تلك الفترة.

كانت الحرب الأهلية في إسبانيا هي الحرب الأخيرة في التي شهدها القرن العشرين قبل اكتشاف البنسلين، ما أدى إلى إصابة العديد من الجنود بالعدوى في إسبانيا، وكان معدل الوفيات عاليا.

ووفقا لزيلبرشتاين، هناك احتمال كبير جدا أن أورويل أصيب أثناء العلاج في المستشفى، على الرغم من أنه قال إنه يمكن أن يكون من الأغذية الملوثة، ومن المرجح أن تكون آثار المورفين من المسكنات التي استخدمها الكاتب في المستشفى.

وقال الكاتب دي. جي. تايلور، كاتب السيرة الذاتية لحياة أورويل "لن يفاجئنني على الإطلاق إذا كان العالم زيلبرشتاين على حق"، مضيفا أن الكاتب الراحل عانى من اعتلال الصحة طوال حياته بعد ولادته بمرض في الشعب الهوائية عام 1903، كما أصيب بحمى الضنك في بورما في العشرينيات، وعدد من نوبات الالتهاب الرئوي في الثلاثينات.