هآرتس: لماذا تسعى البحرين لتحسين علاقاتها بإسرائيل؟
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن هناك ميل بحريني لتحسين علاقاتها مع إسرائيل، بعد توجه وفد إسرائيلي، الأسبوع الماضي، إلى العاصمة المنامة والتي لا تجمعها علاقات دبلوماسية رسمية مع دولة الاحتلال، لحضور مؤتمر دولي نظمته منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة).
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني أمس الأحد، إن تواجد إسرائيليون في البحرين يعد بمثابة نقطة تحول في تاريخ العلاقات بين البلدين.
وذكرت الصحيفة أن البحرين تستضيف الدورة الـ42 للجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة والتي تستمر حتى 4 يوليو الجاري. وكجزء من مسؤوليتها كبلد مضيف، عملت على ضمان حضور إسرائيل للدورة.
وترى هآرتس، أن قرار البحرين لا يجب الاستهانة به ولا يجب أن يمر مرور الكرام، لاسيما وأن الدول العربية التي لا تعترف بدولة الاحتلال لم تسمح بدخول الإسرائيليين إلى أراضيها حتى عند استضافة أحداث دولية كُبرى. على سبيل المثال، رفضت السعودية دخول الفريق الإسرائيلي عندما استضافت بطولة دولية مُهمة للشطرنج في ديسمبر الماضي.
سلكت البحرين طريقًا مُغايرًا، تقول الصحيفة إن المملكة الصغيرة اختارت سياسة مُختلفة، موضحة أن سماحها بحضور الوفد الإسرائيلي لمؤتمر اليونسكو يخدم مصالحها الدولية، كما أنه مؤشر على تغير طريقتها في التعامل مع إسرائيل.
وقال خبراء أمريكيون لهآرتس إنه بالرغم من عدم وجود أي علاقات رسمية بين البلدين، إلا أنها أصبحت أكثر دفئا.
اهتمامات مشتركة
تقول الصحيفة إن البحرين مثل السعودية، كلاهما لا تجمعه علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إلا أنهما يشاركانها الاهتمامات ذاتها، وأهمها الخوف من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
حسب هآرتس، فإن أحد العلامات المميزة على تغير النهج البحريني تجاه إسرائيل جاء في مايو، بعد شن القوات الإيرانية في سوريا عشرات الصواريخ على أهداف في هضبة الجولان المُحتلة.
دافع وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد الخليفة عن إسرائيل، وكتب على حسابه بموقع تويتر، إن إسرائيل مثل أي دولة أخرى لديها حق الدفاع عن نفسها ضد العداء الإيراني.
ونظر العديد من المحللين والمسؤولين إلى تغريدة المسؤول الخليجي باعتبارها طريقة غير معتادة للتعبير عن دعم إسرائيل.
ويرى مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية أن تصريح وزير الخارجية البحريني مؤشر على الواقع الجديد الذي تعيشه الشرق الأوسط.
وقال المسؤول الأمريكي، لهآرتس الشهر الماضي، إن واشنطن تدعم أي خطوات لتحسين العلاقات بين إسرائيل والدول العربية مثل البحرين، خاصة وأنهم يواجهون عدو مُشترك وهو إيران.
ويؤكد المسؤول الأمريكي نفسه أن التغريدة كانت مبادرة بحرينية مُستقلة لتحسين العلاقات مع إسرائيل، ولم يكن للولايات المتحدة أي دور فيها.
ويرى جوناثان شانزر، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، أنه من المنطقي أن تتحسن العلاقات بين إسرائيل والبحرين، وأن يزداد التعاون بينهم.
يقول شانزر، الذي زار البحرين العام الماضي، إن البلد الصغير الذي يبلغ تعداده السكاني 1.6 مليون نسمة، إن أكثر ما يقلقهم هو النفوذ الإيراني في المنطقة، ويتعاملون مع إسرائيل على أنها البلد التي تحارب العداء الإيراني.
ويُضيف: "ولا يعني ذلك أن البحرين مُستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فهم ما يزالوا يريدون رؤية أي تقدم في عملية السلام الإسرائيلي الفلسطيني".
لماذا تعد البحرين أكثر دول الخليج شجاعة فيما يتعلق بإسرائيل؟ يجيب مسؤول إسرائيلي على هذا السؤال قائلاً: "يرجع هذا إلى عدة أسباب، أولها إن إيران لا تشكل تهديدًا خارجيًا لها، ولكنها تُهدد أمنها الداخلي، لاسيما وأنها دولة ذات أغلبية شيعية، لذلك فهم قلقون طوال الوقت من أن تسعى طهران إلى زعزعة استقرارها والتخلص من حكومتها السنية".
علاوة على ذلك، حسب المسؤول فإنه يبدو في بعض الأحيان أن السعودية والإمارات تستخدمان البحرين لاختبار سياستهما الخارجية فيما يتعلق بالتنافس بين الدول الثلاث مع جارتهم قطر، وكذلك فيما يتعلق بإسرائيل.
ضرورة التطبيع
في مايو الماضي، استضافت السفارة البحرينية في واشنطن حفل إفطار، واثنين من بين ثلاثة من المتحدثين في الحفل كانوا قائدان أمريكيان متدينان معروفين بدعمهما الكامل لإسرائيل، الأول كان الحاخام مارك شناير، الذي تحدث علانية أمام موظفي السفارة وضيوفها عن محاولات البحرين للتقرب من إسرائيل، وأثنى على قادة المملكة لبذلهم هذه الجهود.
أما الثاني، فهو القس جون مور، زعيم مسيحي إنجيلي تصدّر عناوين الأخبار في وسائل الإعلام الإسرائيلية والبحرينية في ديسمبر الماضي بعد ترأسه وفدًا من الشخصيات البحرينية المؤثرة إلى إسرائيل.
ويعتبر مور أحد أهم مستشاري ترامب الدينيين، وتقول الصحيفة إن مشاركته يمكن النظر إليها باعتبارها موافقة من السلطات البحرينية على جهوده غير الحكومية لتحسين العلاقات بين البحرين وإسرائيل.
وأوضحت هآرتس أن السفارة البحرينية في واشنطن دعت مراسلها لحضور الحفل، وقال السفير البحريني في أمريكا عبدالله بن راشد بن عبدالله الخليفة إن بلاده تأمل أن ترى تقدمًا في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وأنها ملتزمة بحل الدولتين كعنصر أساسي لإنهاء الصراع بين الطرفين.
ومع ذلك، يستبعد المسؤول الإسرائيلي السابق أن تتحسن العلاقات بين البلدين، وأن تنشأ بينهما علاقات دبلوماسية كاملة في المستقبل القريب.
يقول المسؤول الإسرائيلي إن ما يتردد عن تحسن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين له نتائج عسكية، مُشيرًا إلى أن البحرنيين يرغبون في التقرب من إسرائيل، ولكنهم يفعلون ذلك ببطء وحذر شديد.
وتابع: "يحتاج الأمر إلى المزيد من الوقت قبل حدوث طفرة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وحتى الآن فالأمر يتوقف على بعض الايماءات الصغيرة، مثل السماح بالوفد الإسرائيلي بحضور مؤتمر اليونسكو".
فيديو قد يعجبك: