لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الإندبندنت: دولة عربية تشتري الأسلحة من البوسنة.. و"النصرة" تستخدمها ضد الأسد

11:17 م الخميس 19 يوليو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، اليوم الخميس، وثائق خاصة بشحنات أسلحة تم تصنيعها في البوسنة وكانت عقودها تشير إلى أن وجهتها هي إحدى الدول العربية، وقالت إن ما أثار الجدل هو أن تلك الوثائق والأسلحة الثقيلة وجدت في مدينة حلب السورية بعد أشهر من تاريخ إرسال الشحنات إلى الدولة العربية.

وأشار الصحفي البريطاني روبرت فيسك في تقريره إلى أنه وجد تلك الوثائق بين أسلحة مدمرة وشظايا، وتُظهر مصدر الأسلحة التي امتلكتها أشرس المجموعات المسلحة الإسلامية المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد.

وبحسب التقرير، في العام الماضي وداخل ملجأ خاص بتنظيم القاعدة في شرق مدينة حلب، قال فيسك إنه وجد كتيبا خاصًا بالأسلحة يعود إلى مصنع للقذائف مقره في دولة البوسنة، وعلى كل ورقة فيه توقيع أحد المسئولين وهو "إيفت كرانجيتش".

وصل هذا الكتيب أو "السجل الخاص بتفاصيل الأسلحة" من البلقان مع شاحنة بها 500 من قذائف الهاون من طراز 120 ملم، وذلك في يناير من عام 2016. والتقى روبرت فيسك بالسيد كرانجيتش، في البوسنة والذي قال إن مصنعه أرسل تلك الأسلحة إلى إحدى الدول العربية.

وحينما أظهر فيسك هذا السجل أمام كرانجيتش قال بشكل سريع: "هذا توقيعي. هذا يخصني". وتابع بحسب ما نقلته الإندبندنت: "إنها رخصة لقذائف هاون 120 ملم – خاضع لقياسات حلف الناتو. الشحنة ذهبت إلى الدولة العربية المعنية. كانت جزء من صفقة تضم 500 قذيفة. جاؤوا إلى مصنعنا وفحصوا الأسلحة في بداية 2016".
وفي حديثه مع فيسك أصر الرجل على أن مثل هذه الصفقات تتم بشكل رسمي وموثق من شركته، مشيرًا إلى أن الأسلحة من المفترض أن تستخدم فقط بواسطة القوات المسلحة التابعة للدول التي تعاقدت عليها.

500 قذيفة هاون شحنة ضخمة من الأسلحة، ويبدو أن بعضها سقط في النهاية بيد جبهة النصرة المسلحة المعارضة لحكومة الأسد في سوريا، وذلك بعد ستة أشهر من انطلاق الشحنة من البوسنة على بعد مئات الأميال، وفق ما قالت الصحيفة البريطانية.
غادرت الشحنة البوسنة تحديدا في 15 يناير عام 2016 من مصنع "BNT-TMIH" ومعها ضمان لمدة عام ويحمل بعضها رقم مسلسل "779" والبعض الآخر "3677".
وقالت الإندبندنت إنها تمتلك تلك السجلات التي وصلت على الأرجح لحلب بنهاية يوليو من عام 2016، حينما حاصرت القوات الحكومية بشكل كامل موقع تمركز المجموعات المسلحة وبينها النصرة وداعش، وجماعات أخرى تصنفها الولايات المتحدة إرهابية.

وذكرت الإندبندنت أنها سألت مسئولين الدولة العربية المعنية حول الوثائق، وأجابت سفارتها في لندن بأنهم "لا يقدمون أي دعم مادي أو من نوع آخر إلى أي منظمة إرهابية (بينها النصرة وداعش) في سوريا أو أي دولة أخرى".

ووصفت مزاعم الإندبندنت بأنها "مبهمة ولا أساس لها". وأضاف السفارة أن حكومتها طالما نادت المجتمع الدولي بدعم حل سياسي في الصراع السوري، في حين تعمل في نفس الوقت مع جيرانها وحلفائها على مواجهة تزايد قوى التطرف.

لكن الصحيفة البريطانية عادت لتشير إلى أن هذه الدولة عادة ما اتهمت بتسليح المعارضة في سوريا. كما أنها تطالب دائمًا بالإطاحة ببشار الأسد وحكومته في سوريا.
وفي المراحل الأخيرة من حصار حلب في عام 2016، أدان الغرب القوات السورية والروسية بسبب القصف اليومي لمناطق المدنيين في حلب الشرقية، وانتشرت صور القتلى والمصابين من الرجال والنساء والأطفال.

وخلال تلك الفترة، كان المسلحون المعارضون في المدينة يسيطرون على مناطق في محافظة إدلب ويطلقون قذائف الهاون ضد حلب الغربية التي تسيطر عليها الحكومة.
وغادر هؤلاء المسلحون بعد اتفاق، خرجوا بمقتضاه عبر ممر آمن إلى المنطقة التي يسيطر عليها المسلحين في إدلب.

وخلال الأسابيع التي تبعت استسلام مقاتلي المعارضة في حلب الشرقية، في نصف ديسمبر، ظلت مناطق كبيرة ملغمة ومفخخة. وفي فبراير من عام 2017 استطاع روبرت فيسك، على حد قوله، دخول ثلاثة أقبية عسكرية، وهناك وجد وثائق بها تعليمات حول استخدام الأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون، وجميعها باللغة الإنجليزية. كما كان من بين الوثائق أيضًا الأوراق الخاصة بشحنات الأسلحة وكتيبات تعليمات خاصة بهم، وكانت قادمة من البوسنة وصربيا.

وأشار تقرير الإندبندنت إلى أن الوثائق كشفت أن الأسلحة التي قاتلت بها أعتى المجموعات المسلحة المتطرفة ضد قوات الأسد، وصلت إليهم عبر دول "صديقة" للغرب.
وقال المدير التنفيذي لمصنع "نوفي ترافنيك"، أديس إيكانوفيتش لروبرت فيسك إن أغلب شحنات الأسلحة من شركته تصل إلى هذه الدولة العربية "على الأرجح".
وعرض فيسك الوثائق على المدير التنفيذي لشركة أسلحة أخرى هي "زاستافا آرمز" في صربيا، وقال المدير التنفيذي للشركة ميلوجكو برزاكوفيتش، بعدما اطلع عليها: "لا توجد دولة في الشرق الأوسط لم تشتري أسلحة من زاستافا في الخمسة عشر عاما الأخيرة".

كما أكد أيضًا أن الأوراق التي وجدها فيسك في حلب الشرقية كانت بالفعل مطبوعة بواسطة زاستافا في صربيا.
وبالعودة إلى إيفت كارنجيتش، في البوسنة، فقال إنه حينما زار مسئولو هذه الدولة العربية مصنعه من أجل الفحص في بدايات 2016، كان هناك "وزير وبعض الضباط الذين جاؤوا ليتفحصوا الأسلحة قبل شرائها".
وأشار أيضًا إلى أن كل ما تنتجه مصانعهم بعد حرب البوسنة يكون تحت سيطرة الأمريكيين وحلف الناتو، الذين دائما ما يأتون إلى المصانع ويتابعون كل قطعة من الأسلحة وأين تذهب خارج المصنع.
وأكد إيكانوفيتش أن كل شحنات الأسلحة تخضع للفحص بواسطة بعثة الاتحاد الأوروبي لحفظ السلام في البوسنة.
وفي ختام حديث للصحيفة البريطانية، قال إنه لا يمكنه تصدير أي أسلحة إلا بموافقة خمسة وزراء مختلفين في البوسنة، بجانب مرور الاتفاق على حلف الناتو. وتابع: "يمكننا فقط البيع للدول على القائمة البيضاء للناتو".

فيديو قد يعجبك: