في الذكرى الأولى للمقاطعة.. قطر تخسر اثنين من أهم داعميها
كتب - هشام عبد الخالق:
أنهى رجل أعمال أمريكي علاقته بدولة قطر، بعد أن لعب دورًا رئيسيًا في الجهود التي بذلتها الإمارة الخليجية للتأثير في الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية، معتبرًا أنها تشكل خطرًا على السلام في الشرق الأوسط.
جوي ألهام، المولود في سوريا وصاحب سلسلة مطاعم شهيرة، ويعتبر أحد رواد الأعمال في نيويورك، قال لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية إنه "قطع علاقاته مؤخرًا مع الإمارة الخليجية"، على الرغم من أنه كان يساعدها في تنفيذ استثمارات مفيدة سياسيًا وتعود بالنفع على الجالية اليهودية في أمريكا.
وقال ألهام: "تستمتع قطر بتصوير نفسها على أنها الدولة التي تدعم السلام في الشرق الأوسط، ولكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة"، ويأتي انشقاق ألهام - بحسب المجلة - في نفس الوقت الذي يقوم فيه أحد الداعمين لقطر نيك موزين، وهو مستشار سابق للسناتور تيد كروز من ولاية تكساس، بوقف العمل الذي كانت تربطه بالعائلة الثرية الحاكمة في قطر.
وكانت الجهود التي بذلاها مع القطريين تؤتي ثمارها، بعد أن تساهلت الإدارة الأمريكية في موقفها تجاه قطر في الأشهر الأخيرة، وتمثل خسارة جهودهما انتكاسة لمجهودات قطر في حل أزمة دبلوماسية امتدت لأكثر من عام في الخليج العربي، وفقا للمجلة.
ورغم أن خبرته كانت في المطاعم وقلة خبرته في السياسة، إلا أن ألهام برز في الأشهر الأخيرة كلاعب أساسي من وراء الكواليس يقف إلى جوار دولة قطر في معركة النفوذ التي تطرقت إليها أزمة الخليج والتي بدأت في يونيو الماضي، عندما قطعت كلًا من مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتهم الدبلوماسية مع قطر، بسبب صلاتها المقربة بإيران ودعمها للإرهاب.
ووصل ألهام - طبقًا لحديثه مع المجلة - إلى بعض المدافعين الأمريكيين البارزين عن إسرائيل، بما في ذلك ألان ديرشوفيتز، وهو مستشار ترامب غير الرسمي، ومورت كلاين، رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية، وهو حليف قديم لمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جون بولتون، وسافر كلًا من ديرشوفيتز وكلاين إلى قطر في يناير الماضي لمناقشة تحسين العلاقات مع المجتمع اليهودي، وهي الحركة التي أثارت توترًا في إسرائيل وبين "الأمريكيين الصهيونيين"، بسبب دعم قطر لحركة حماس في قطاع غزة، وعلاقاتها وثيقة الصلة بإيران.
وفي ضربة موجعة لجهود قطر الدبلوماسية - كما وصفتها المجلة - تراجع كلاين عن دعم الإمارة الخليجية، مكررًا إدانته لها بقوله: "لقد فقدت الأمل في أن يكون القطريون جادّين في إجراء أي تغيير"، وأضاف - فيما وصفته المجلة بأنه إغلاق لباب أي مفاوضات مستقبلية مع قطر - كان السبب في تغيّر موقفه هو استضافة أمير قطر تميم بن حمد ليوسف القرضاوي، رئيس ما يسمى اتحاد علماء المسلمين الإخواني، الأسبوع الماضي في الدوحة، على الرغم من أن القرضاوي عبّر من قبل عن دعمه للتفجيرات الانتحارية وهو أيضًا ممنوع من دخول الولايات المتحدة، وكان هذا من الأسباب التي ذكرها ألهام لقطع علاقاته مع قطر أيضًا.
أما نيك موزين، والذي كان يعمل بشكل مقرب مع ألهام، لم يتضح بعد السبب الحقيقي لإلغاء عمله مع قطر، فعند إعلانه هذا الإلغاء، احتفظ موزين بلهجة أكثر تصالحية مع الإمارة الخليجية، وقال عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أنا فخور بالعمل الذي قمنا به لتعزيز الحوار السلمي في الشرق الأوسط، ولزيادة الروابط الدفاعية والاقتصادية لقطر مع الولايات المتحدة، ولتوسيع الدعم الإنساني لغزة، وأتطلع إلى التحدث أكثر في الأيام القادمة عن التحديات التي واجهناها وما الذي نحتاج إليه للقيام بمزيد من العمل".
فيديو قد يعجبك: