لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"من مُشادة كلامية إلى ضرب قطر".. أبرز خلافات الدوحة والرياض خلال المقاطعة

11:22 ص الثلاثاء 05 يونيو 2018

العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

شهدت الأزمة الخليجية التي أوشكت أن تدخل عامها الثاني مواجهات عِدة بين السعودية وقطر وصلت حدّ التهديد بالتدخل العسكري، حسبما جاء في تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية، في 2 يونيو الجاري، زعمت فيه أن العاهل السعودي هدّد، في رسالة بعث بها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالقيام بعمل عسكري ضد قطر، إذا نشرت الأخيرة نظامًا روسيًا للدفاع الجوي.

التهديد السعودي المزعوم الذي لم تؤكّده مصادر رسمية إلى الآن سبقته محطات خلافية بين الرياض والدوحة، خيّم عليها اتهامات متواصلة من الجانب القطري دحضتها المملكة لاحقًا، بما في ذلك اتهامها بوضع عراقيل أمام أداء مواطنيها الحج، وهو ما نفته السعودية واعتبرته "إعلان حرب ضدها".

بداية من توصيف قطر لدول الرُباعي العربي بـ"الكلاب المسعورة" بعد 3 أشهر من المقاطعة، مرورًا بأزمتيّ الشطرنج والإبل، وصولًا إلى اتهام السعودية باعتقال مواطن قطري، وتهديد المملكة بضرب قطر، نستعرض في التقرير التالي أبرز محطات الخلاف بين الدوحة والرياض خلال عام المقاطعة.

اعتقال الكربي

في مايو الماضي اتهمت قطر السعودية باعتقال أحد مواطنيها على الحدود اليمنية العُمانية، فيما وصفته "انتهاكًا صارخًا" للقانون الدولي، وفق زعمها.

وطالبت الدوحة بإطلاق سراح محسن صالح سعدون الكربي على الفور، مُحمّلة السعودية المسؤولية عن أمنه وسلامته، بحسب بيان أصدرته وزارة الشؤون الخارجية القطرية.

وجاء في البيان أن "قبض السلطات السعودية على المواطن القطري، الكربي واعتقاله، وهو عائد من اليمن في 21 أبريل، حيث كان يزور عائلته، ودون ارتكابه أي جرم، ودون تهمة، هو انتهاك صارخ للقوانين".

وذكر البيان أن الكربي، البالغ 63 عاما، يعاني من "مشكلات صحية مزمنة تتطلب الرعاية الصحية المتواصلة".

وفي حين لم يصدر تعليق رسمي من السلطات السعودية أو الحكومة اليمنية، ذكرت تقارير سعودية وإماراتية أن الكربي ضابط استخبارات قطري وجرى اعتقاله من قِبل القوات التابعة للحكومة اليمنية، أثناء محاولته الخروج من اليمن إلى سلطنة عمان، للاشتباه في دعمه للحوثيين، المُسيطرين على العاصمة اليمنية صنعاء.

لعبة الشطرنج

تسبّبت "لعبة الشطرنج" في صِدام بين الرياض والدوحة، بعد إعلان الاتحاد القطري للشطرنج "تعذّر مشاركة لاعبي المنتخب القطري الأول للرجال والنساء في بطولة العالم للشطرنج السريع والخاطف، التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، خلال الفترة ما بين 26 و30 ديسمبر 2017، وفق بيان أصدره الاتحاد.

وأرجع المسؤولون القطريون قرار عدم المشاركة إلى "اشتراط اللجنة المنظمة للبطولة على لاعبي المنتخب القطري عدم رفعهم علم بلادهم خلال المنافسات"، بحسب تقارير إعلامية.

فيما نفت السعودية ذلك ونشرت هيئة الرياضة السعودية بيانًا أكّدت فيه أن "المزاعم القطرية" اشتملت على "مغالطات وتضليل ومحاولات يائسة تقودها نفوس مريضة اعتادت تلفيق الأكاذيب ومُغالطة الحقائق".

أزمة الإبل

أزمة الشطرنج لم تكن محطة الخلاف الأولى بين الرياض والدوحة، بعد الأزمة الخليجية، فبعد أسبوعين من إعلان دول الرُباعي العربي قطع العلاقات مع قطر، وتحديدًا في 20 يونيو، قررت السعودية إعادة الآلاف من الإبل المملوكة لقطريين إلى الدوحة، ضمن الإجراءات العقابية التي تتخذها ضد قطر.

وأظهرت مقاطع فيديو على موقع يوتيوب أعدادًا هائلة من الإبل في طريق عودتها من السعودية إلى داخل الأراضي القطرية، في أماكن مؤقتة بها خزانات مياه وأعلاف وفرتها الحكومة القطرية، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وذكرت وسائل إعلام سعودية أن هذا الإجراء "يضع قطر في مأزق توفير مراعٍ لهذه الأعداد الكبيرة من الإبل مع اشتداد حرارة الصيف، بعدما كانت تستنزف مياه السعودية ومراعيها بأرخص الأعلاف ومن دون اشتراطات".

كانت السعودية تسمح لمالكي الإبل والأغنام القطريين باستخدام مراعيها، لواسيما قرب المناطق الحدودية، دون قيود.

وفي تصريحات لصحيفة "الراية" القطرية، قال جاسم قطان، المسؤول عن دخول وإيواء الإبل العائدة من السعودية، إن عدد رؤوس الماشية العائدة وصل إلى 25 ألفا، تشمل 15 ألف رأس إبل وعشرة آلاف رأس غنم.

وتعاملت السلطات القطرية مع الأزمة من خلال توفير أماكن بديلة، وتزويدها بالأعلاف وخزانات المياة لإيواء الإبل والأغنام العائدة من السعودية.

تسييس الحج

اتهمت قطر في يوليو الماضي، السعودية بوضع عراقيل أمام أداء مواطنيها الحج، نافية أن تكون تسعى إلى تدويل إدارة موسم الحج في مكة المكرمة.

وأعلنت وزارة الأوقاف القطرية في بيان، وقتذاك، أن "وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية امتنعت عن التواصل معها لتأمين سلامة الحجاج وتسهيل قيامهم بأداء الفريضة، متعللة بأن هذا الأمر في يد السلطات العليا في المملكة، وتنصلت من تقديم أي ضمانات لسلامة الحجاج القطريين".

الأمر الذي نفته السعودية واعتبرته "إعلان حرب ضد المملكة".

وأكّد وزير الخارجية السعودي عادل الجُبير أن "المملكة لا تقبل أي تسيس لموسم الحج وأن بلاده تيسر قدوم أي زائر لبيت الله الحرام سواء كان حاجًا أو معتمرًا".

وأضاف الوزير السعودي، على هامش اجتماع رباعي في المنامة، وقتذاك، "نحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل في مجال تدويل المشاعر المقدسة".

وشدّد الجُبير على أن "الأشقاء في قطر مُرحّب بهم لزيارة الأماكن المقدسة في السعودية مثلهم مثل أي مسلم في العالم".

وبعد بضع ساعات من تصريحات الجُبير، أكّد نظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنه "لم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية"، وندّد بما وصفه بـ"فبركات إعلامية واختراع قصص من لا شيء".

وأوضح، حسبما نقلت عنه وزارة الخارجية في بيان، أن قطر لم "تسيّس الحج، بينما تم تسييسه للأسف من قبل السعودية".

مُشادة كلامية

وفي 12 سبتمبر الماضي، وقعت مشادة كلامية بين رئيس وفد المملكة إلى الجامعة العربية السفير أحمد قطان، ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان المريخي خلال اجتماع وزارء الخارجية العرب.

وقال المريخي، خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، "الأخ أحمد القطان نبرته فيها تهديد، أنا ما اعتقد أنه قد هذه المسؤولية وإنه يقولها"، وردّ عليه قطان "أنا قدها وقدود إن شاء الله". فرّد الوزير القطري موجهّا حديثه إلى السفير السعودي "لما اتكلم أنت تسكت"، فقاطعه قطان "أنت اللي تسكت".

واعتبرت صحف الخليج مُشادة قطر مع السعودية في اجتماع الجامعة العربية، أنها "تؤكّد حقيقة أن دولة قطر لم تعد نِدًا يمكن التعامل معه انطلاقًا من أرضية التعامل الاعتيادي بين الدول"، واصفة إيّاها بأنها "دولة الحيرة والارتباك في الراهن، ودولة الندم الكبير في القريب العاجل".

كان الوزير القطري وصف، في كلمته خلال الجِلسة، إيران بـ"الدولة الشريفة"، ودول الرباعي العربي بـ"الكلاب المسعورة"، ما أثار حالة من الجدل والنقاش الحاد. ووصف وزير الخارجية السفير سامح شكري ما ورد في كلمة المريخي بـ"التدني الأخلاقي" الذي لا يليق في التحدث مع دول لها تاريخ في الحضارة الإنسانية، رافضًا بشدة ما ورد على لسان الوزير القطري.

فيديو قد يعجبك: